مصر «بيت العرب».. منتجات «أم الدنيا» من وحي الطبيعة

كتب: أسماء زايد

مصر «بيت العرب».. منتجات «أم الدنيا» من وحي الطبيعة

مصر «بيت العرب».. منتجات «أم الدنيا» من وحي الطبيعة

عملت مصر على إحياء الحرف التقليدية فى كل الدول العربية، لتجمعها تحت سقف واحد كما اعتادت دائماً أن تحتضن أشقاءها العرب، لتجمع كل الصناعات التراثية العربية التى تمتد جذورها إلى مئات السنين، فى «بيت العرب»، الذى يضم كثيراً من الدول العربية، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى. «الكويت، الإمارات، قطر، لبنان، جيبوتى، المغرب، فلسطين، اليمن، السعودية، موريتانيا، السودان، الصومال»، الدول المشاركة فى المعرض العربى للأسر المنتجة، إضافة إلى مندوبين دائمين بجمهورية مصر العربية، كما تضمّن ضيف شرف المملكة الأردنية الهاشمية، باعتبارها رئيس المكتب التنفيذى لمجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب.

وأوضحت شيرين علام، مستشار المعارض بوزارة التضامن الاجتماعى، أن هناك 80 أسرة عربية و70 أسرة مصرية مشاركة فى المعرض، لافتة إلى أن المعرض تم بالتنسيق بين وزارة التضامن وجامعة الدول العربية، مؤكدة أنه تم اختيار المحافظات ذات الحرف المميّزة، لتجتمع فى قصر القبة الرئاسى.

وأكدت لـ«الوطن» أنه تم اختيار اسم «بيت العرب»، لأنه يدل على أن مصر بيت كل العرب، فى إشارة إلى التعاون واحتضان جميع الدول العربية.

ولفتت «علام» إلى أن حجم الإقبال على المعرض كبير جداً، نظراً لاختلاف المعروضات، مؤكدة أن المعارض تساعد الأسر المنتجة، وتتيح لها مصدر رزق، من خلال المبيعات وتحقيق الاستدامة فى الدخل، حيث يتم التحول من القطاع غير الرسمى إلى القطاع الرسمى، لافتة إلى أنه سيتم تكرار المعرض كل عام.

روح تراثية.. وطلة عصرية

إطلالة بارزة ظهرت بها المشاركات فى الجناح المصرى بمعرض «بيت العرب» للأسر المنتجة، خطفت الأنظار، وأكدت على عراقة وتفرد الحرف المصرية وفنانيها. «خداديات وشيلان وتابلوهات وأباجورات وستائر»، تكسوها الرسوم البارزة للورود والنقوش التراثية والزخارف الإسلامية والوجوه الأفريقية، استعرضتها «نسرين» فى الجناح المصرى بالمعرض، لتروج لمشروعها، الذى يحمل اسم «هاند ميد نسرين»، ويضم أكثر من 20 سيدة.

نسرين حسين تخرجت فى كلية التجارة الخارجية والعلاقات الدولية، بدأت قصتها مع المنتجات اليدوية حين رأت منتجات يدوية مطرزة فى كثير من البلدان التى زارتها مثل المجر والنمسا وتركيا، ولمست كيف يتهافت على اقتنائها المصريون، فأرادت أن تصنع مثلها، وبدأت العمل بمبلغ بسيط أقل من ألف جنيه، اشترت به قماشاً وخيوطاً، وبدأت فى التطريز.

تروى «نسرين»: «لم يكن الأمر سهلاً فى البداية، خاصة أننى لم أمارس التطريز كثيراً، وكنت أتابع فقط والدتى وهى تطرز الكنفا والتابلوهات، كما كان والدى رساماً صاحب لمسات فنية مميزة».

بعد شهر ونصف قضتها «نسرين» فى تطريز مفرش سرير، وملاحظتها تهافت سيدات العائلة على شرائه، قرّرت أن يكون عملها اليدوى فى التطريز هو مصدر رزقها، كانت متمكنة فى استخدام غرزة الحشو، لكنها استفادت من فيديوهات «يوتيوب» فى تعلم غرز أخرى على المنسوجات، وشاركتها شقيقتاها «نهى ونيفين» فى اختيار الألوان والرسومات.

بعد انضمام أختيها للعمل معها، بدأ مشروع «نسرين» يلقى إقبالاً، ففكرت فى البحث عن طريقة تزيد من إنتاجهن، وبحثن وسألن حتى عرفن طريق ماكينة تطريز الشنط، وهى ماكينة يدوية قديمة، كما بحثن عن كيفية الاشتراك فى معارض «ديارنا» التى تنظمها وزارة التضامن الاجتماعى، وبعد عامين من العمل، أصبح لديهن كثير من المنتجات، ويصدرن منتجاتهن إلى خارج البلاد.

«هاند ميد نسرين» تحول إلى مصدر دخل للشقيقات الثلاث ولكثير من الفتيات والسيدات اللاتى يعملن معهن، خاصة بعد أن أصبح لديهن أكثر من 120 ماكينة تطريز، ويشاركن فى كل معارض الأسر المنتجة ومعارض «ديارنا».

تستخدم «نسرين» أقمشة الكتان والشيفون والحرير، وأيضاً أقمشة أخميم لتصميم الشيلان والملايات والكوفرتات والستائر، فيما تخصّصت أختها «نهى» فى تسويق المنتجات، عن طريق المعارض، أو عبر موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك».

توضح «نسرين» أن تطريز مفرش سرير كامل يستغرق نحو شهر ونصف الشهر، فيما يستغرق الشال ثلاثة أيام فقط.

حافظات للنقود والكروت، وحقائب خوص وقماش بأشكال شبابية، مطرزة بالقصص والبيوت والأشجار والحقول وألعاب الأطفال، تحمل اسم «كشمير هاند ميد»، هو اسم البراند، الذى اختارته «آية الجابرى»، لمنتجاتها التى تشارك بها فى الجناح المصرى بمعرض «بيت العرب»، الذى تنظمه وزارة التضامن الاجتماعى، بالتعاون مع جامعة الدول العربية.

«آية»: ديكورات لتجميل البيوت وطرد الطاقة السلبية

«الشيلان، والفوط وأغطية علب المناديل وكوسترات الشاى والمعلقات، والأقلام» تعلمت صناعتها «آية» من والدتها خريجة الفنون الجميلة، كما اكتسبت خبرة اختيار الأقمشة المناسبة لكل منتج يدوى، خاصة إكسسوارات المنزل، التى تضفى بهجة على البيوت، وتطرد الطاقات السلبية، بألوانها المبهجة.

لم تزد «آية» أسعار منتجاتها عن المعرض السابق، لتستطيع أن تسوق منتجاتها ومنتجات كثير من السيدات المعيلات اللاتى يعملن معها فى ورشتها، أو اللاتى تدربن معها ضمن برنامج «فرصة» لتدريب الأسر المستفيدة من دعم تكافل وكرامة على العمل والإنتاج، مؤكدة أنها ستسهم فى تدريب السيدات المستفيدات من جمعية أهل مصر لعلاج الحروق، لتشجيعهن على العودة للحياة وللاندماج فى المجتمع، بعد أن اضطر بعضهن إلى الاحتجاب عن الناس.

تعرض «آية» فى معرض بيت العرب حقائب قماش مرسومة بألوان أكليرك، كما تحرص على أن تكون الشنطة من القماش المتين، فتشترى الأقمشة التى تناسب كل تصميم أو منتج، سواء الحرير أو القطن، وكلها مصرية مائة بالمائة.


مواضيع متعلقة