من شون ترابية إلى صوامع حديثة «توفر مليارات من تقليل الهادر»

كتب: وفاء الصعيدي

من شون ترابية إلى صوامع حديثة «توفر مليارات من تقليل الهادر»

من شون ترابية إلى صوامع حديثة «توفر مليارات من تقليل الهادر»

«سعات تخزينية غير مطورة، وقمح يخزّن فى العراء، وشون ترابية، وبناكر، وهناجر، وبعض من الصوامع المعدنية» كان هذا هو وضع تخزين القمح فى مصر فى السابق، ثم تمّت مرحلة الانتقال بعدما أولى الرئيس عبدالفتاح السيسى اهتماماً خاصاً للمشروع القومى للتوسّع فى إنشاء صوامع تخزين القمح، بهدف زيادة السعات التخزينية لأهم السلع الغذائية التى تعتمد عليها الشعوب، وهى القمح، إذ نفذ المشروع بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا فى مجال إنشاء الصوامع، مما أدى إلى توفير المليارات للدولة المصرية بسبب تقليل نسبة الهادر والفاقد من القمح المخزّن.

معاون وزير التموين للاستثمار: توجيهات الرئيس غيّرت خريطة السعة التخزينية

يوضح الدكتور وائل عباس، معاون وزير التموين للاستثمار واللوجيستيات، أن «إنشاء الصوامع تم وفق الأنظمة التكنولوجية الحديثة التى نفّذتها وزارة التموين، ممثلة فى الشركة القابضة للصوامع، لإتمام مهمة تخزين القمح، والتى أدت بشكل فعال إلى تقليل الهادر من القمح مع زيادة المخزون الاستراتيجى منه».

ويضيف لـ«الوطن» أنه تم تطوير نحو 25% من الشون الترابية الموجودة وقتها بعدد 105 شون تم تطويرها وتحويلها إلى شون أسفلتية وأسمنتية ومظللة بنظام مطور لانتقال وانسيابية الحبوب من المزارعين داخل الشون الترابية، إذ إن الشون الترابية عبارة عن سعات تخزينية من نفس تربة الموقع الموجودة به ومحاطة بأسوار، وبعضها مظلل وبعضها غير مظلل، وبالتالى يكون القمح معرضاً للهواء والأتربة والأمطار ومعرضاً للهدر بسبب الإصابة الحشرية به.

وأكد معاون وزير التموين أن المعدلات العالمية كانت تؤكد وجود 15% نسبة هدر فى الأقماح المخزّنة بسبب تأثير العوامل الخارجية من الهواء والأمطار والقوارض والحشرات والأتربة، كما أنه استمر العمل بهذا النظام فى تخزين القمح حتى السنوات الأخيرة الماضية، حتى تم البدء بتطوير عدد 105 شون، كما تستمر الشركة القابضة للصوامع حالياً فى تطوير الشون الباقية، من أجل إحداث انسيابية فى تناول الحبوب والحفاظ عليها.

المشروع القومى الذى وجّه به الرئيس السيسى شمل مشروع إنشاء صوامع المنحة الإماراتية، والذى وفّر نحو 5 مليارات جنيه لمصر، إذ يقول معاون وزير التموين للوجيستيات إن السعة التخزينية فى الصوامع قبل تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى كانت مليوناً ونصف المليون طن قمح فقط، فى حين أصبحت حالياً بفضل التوسّع فى إنشاء الصوامع 3.5 مليون طن قمح على مستوى الجمهورية بسعة تخزين متفاوتة بين كل صومعة عن الأخرى.

وأشار إلى أنه توجد مشروعات جديدة داخل الدولة المصرية، سواء التوسّع فى الصوامع القائمة فى المواقع المنشأ عليها صوامع، أو إنشاء صوامع جديدة فى مواقع خالية من الصوامع، حيث يتم حالياً إقامة صوامع حديثة، بناءً على دراسات لهذه المواقع.

من بين المشروع القومى للتوسع فى إنشاء الصوامع، كان مشروع الصوامع الحقلية، كى تحل محل الشون الترابية القديمة، حيث جاءت الصوامع الحقلية بنفس شكل الصومعة المحدّثة ولكن بسعة تخزينية أقل، إذ أكدت وزارة التموين أن الشون الترابية موجودة، ولكنها حالياً غير مستقبلة للأقماح، لحين تطويرها وتحويلها إلى صوامع حقلية، وإذا تم استخدامها سيكون استخداماً سريعاً ومؤقتاً كـ«ترانزيت فقط» من المزارع إليها، ومنها إلى الصومع، ولا يستمر القمح فيها أكثر من يومين، وذلك ضمن اهتمام وزارة التموين بتقليل المسافة ما بين المزارع والصومعة، وبالتالى تستخدم الشون التى تكون مواقعها داخل قرية المزارع «وسيلة مؤقتة» وليست للتخزين، لحين نقل القمح إلى أقرب صومعة حديثة.


مواضيع متعلقة