عبده الزراع في حوار لـ«الوطن»: الجوائز باتت أحدى دوافع نشر الأعمال المكتوبة للطفل

عبده الزراع في حوار لـ«الوطن»: الجوائز باتت أحدى دوافع نشر الأعمال المكتوبة للطفل
- عبده الزراع
- الشاعر عبد الزراع
- قصور الثقافة
- هيئة الكتاب
- معرض الكتاب
- عبده الزراع
- الشاعر عبد الزراع
- قصور الثقافة
- هيئة الكتاب
- معرض الكتاب
قال الكاتب والشاعر عبده الزراع، إن الكتابة للأطفال تستوجب عدة مقومات أساسية، أهمها الموهبة والإضافة والاختلاف، مشيرا إلى أن الجوائز المخصصة لهذا النوع من الكتاب، أدت إلى «تخمة» بعيدا عن الجودة من عدمها، فضلا عن الاهتمام الكبير بها في السنوات الأخيرة، بعد أن خصصت الجوائز العربية مساحة كبيرة لها.
وأضاف «الزراع» في حوار لـ«الوطن»، أن هناك العديد من الأزمات التي تواجه الكتابة للأطفال، وخاصة المتعلق باختيار الموضوع، نظرا لأن هناك قضايا شائكة لا يتصدى لها أحد، وهو ما يجب التغلب عليه الفترة المقبلة، حتى نستطيع الحفاظ على أبنائنا عن طريق الفهم وليس الإبعاد.
- أين تكمن الأزمة فيما يتعلق بالكتابة للطفل بوجهة نظرك؟
تكمن أزمة الكتابة للطفل، بداية من صعوبتها، لما تستوجب على كاتبها أن يكون بداية «موهوب» موهبة كبيرة، وملما بعوالم الطفل التي هي بالضرورة مختلفة عن عوالم الكبار، وبعد مرحلة الكتابة، يبحث الكاتب عن مجلة أطفال لنشر قصته أو قصيدته، أو دار نشر لنشر كتابه، وهي الرحلة الأصعب بلا شك، فالناشر الخاص لا يُقبل الآن على نشر كتب للأطفال، إلا إذا كانت من وجهة نظره ستحقق فوزا بإحدى الجوائز المصرية أو العربية، وغالبا ما يفضلون النشر للأسماء الكبيرة المتحققة، ليضمن على الأقل نسبة من التوزيع، تعوضه عن تكلفة الكتاب الكبيرة، لأن كتاب الطفل مكلف جدا من حيث الورق الملون والطباعة وغيرها.
ويضطر الكاتب الجديد إلى أن يذهب إلى الناشر الحكومي، ويمكث طويلا فى طوابير الانتظار، نظرا لتكدس السلاسل الحكومية بالكتب، أو أن يلجأ إلى ناشر ويدفع له تكلفة الكتاب بالكامل، أو يكون مشاركا مع الناشر فى الطباعة، نظير حصوله على نسبة من توزيع الكتاب، ناهيك عن عقود الإذعان التي تبرمها دور النشر مع المؤلفين.
وأصبح شرط ثابت في كل عقود الكتب الآن، وهو «في حالة حصول الكتاب على إحدى الجوائز تقسم الجائزة مناصفة أو بنسبة بينه وبين الناشر»، وهذا اعتداء آخر على حق المؤلف، فهو الحلقة الأضعف في موضوع النشر، فيوافق مضطرا كي يرى إبداعه النور، وينعم الناشر وحده بالمكاسب المادية وإن كانت قليلة، لكن يظل الكاتب مظلوما في مصر وفي عالمنا العربي.
لا بد من تناول القضايا الشائكة لأن الإغماض عنها أصبح خطرا يهدد أبناءنا
- أهم القضايا التي يجب تناولها عبر الكتابة للطفل؟
هناك قضايا شائكة لم يقترب منها كتاب الأطفال العرب بشكل كبير حتى الآن، لكن يجب اقتحامها بجسارة، مثل ضرورة كتابة قصص عن الموت، والجنس، وعن الإلحاد ومخاطره، هذه القضايا التى تهدد أبناءنا ليل نهار، وأصبحت منتشرة كالنار في الهشيم على وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال وسائل الميديا الحديثة، ويتعرض لها أبناؤنا أردنا أم لم نرد، فتناول هذه الموضوعات في قالب قصصي شائق، يجعل أبناءنا يتعرفون على هذه المخاطر، ويتفهمونها ويعرفون مخاطرها.
وهذا دور مهم من أدوار أدب الأطفال، بالإضافة إلى كتابة قصص أو مسرحيات عن التكنولوجيا الحديثة، وعن الخيال العلمي، هذه الحقول قليل جدا من يتعرض لها من كتابنا، لصعوبة تناولها إبداعيا والخوف من عدم تقبلها من المجتمع، باعتبار أن المجتمعات العربية مجتمعات محافظة.. لكن الإغماض عنها أصبح خطرا يهدد أبناءنا.
- هل نعاني ندرة في الكتابة للطفل؟
أنا لا أجد ندرة في الكتابة للطفل، بالعكس أصبح هناك «تخمة»، بعيدا عن الجودة من عدمها، فعدد كبير ممكن يكتبون للكبار، توجهوا إلى الكتابة للأطفال، والسبب في ذلك رواج هذه الكتابة، والاهتمام الكبير بها في السنوات الأخيرة، بعدما أفرد لها عدد كبير من الجوائز العربية، ذات الجوائز القيمة، فالكل دخل في حلبة المنافسة للحصول على إحدى هذه الجوائز.
وإن كان هذا له وجه حسن ومقبول، له وجه آخر غير حسن، لأن هؤلاء الكتاب أصبحوا يكتبون خصيصا للجوائز دونما أى اعتبارات أخرى فنية وغيرها، ما أثر بالطبع على فنية الكتابة، ولكي نكون منصفين، هذه الجوائز المرتفعة القيمة المادية نحن جميعا في حاجة ماسة إليها في ظل غلاء المعيشة، وإعطاء الكاتب دفعة لإكمال مسيرته الإبداعية، كما تكفيه شر الحاجة في ظل حياة اجتماعية ضاغطة.
نحتاج قناة متخصصة للأطفال
- أترى هناك ضروة لوجود قناة مخصصة للأطفال؟
بالتأكيد أصبح هناك ضرورة ملحة لوجود قناة للأطفال، وذلك في ظل غياب ارتباط الطفل بالكتاب، وعدم الإقبال على القراءة في الكتب الورقية، التي استعاض عنها الطفل بالقراءة الإلكترونية على الإنترنت، أو في المواقع، أو غيرها من هذه الوسائل.
جيلنا تربي على الإذاعة المصرية والبرامج الهادفة، ثم بعد ذلك على برامج الأطفال من خلال التليفزيون، وكان لهذه البرامج تأثير كبير جدا على توجهنا فيما بعد.. وبعد إلغاء أو توقف هذه البرامج التلفزيونية الهادفة، ذهب أطفال هذا العصر للبحث عن بديل، فلم يكن لديه إلا برامج «توم وجيري» المليئة بالعنف، والكذب، والخديعة، والمكر.
وأخيرا إعلان شركة والت ديزني المنفذة لهذه الأفلام أنها ستنتج أفلاما عن المثلية، فهذه الأفكار الشاذة والغريبة على مجتمعاتنا أصبحت تهددنا وفي عقر دارنا، نظرا لأننا لم يكن لدينا للأسف الشديد قناة تليفزيونية تبث برامج، ومسلسلات، وأفلاما درامية وكرتونية، وأغنيات تحمل قيمنا، وتقاليدنا وأعرافنا المصرية الأصلية، كى نعيد الطفل المصري مرة ثانية من هذا الضياع والتشتت.
- وماذا عن غياب دور نشر متخصصة للأطفال في مصر؟
راجع كما ذكرت سلفا لارتفاع تكلفة كتاب الطفل، الذي يستوجب مواصفات فنية معينة، بداية من نوع الورق «الكوشيه»، وفصل الألوان، وارتفاع الطباعة، ومكافأة الرسام عن رسم الكتاب، كل هذه تكلفة يتحملها الناشر، وهي في ظني أصبحت مغامرة غير مضمونة، نظرا لارتفاع ثمن الكتاب، وقلة عدد القراء، وانخفاض دخول الأسر.. ومن ثم يحجم الناشر عن نشر كتب الأطفال.