المسرح القومي رمز الثقافة.. أسسه مهندس إيطالي بطراز اختاره طلعت حرب

كتب: صفية النجار

المسرح القومي رمز الثقافة.. أسسه مهندس إيطالي بطراز اختاره طلعت حرب

المسرح القومي رمز الثقافة.. أسسه مهندس إيطالي بطراز اختاره طلعت حرب

منذ ما يزيد على 100 عام، كان المسرح القومي بالقاهرة ملتقى الفنانين العرب والأجانب، وعلى خشبته تجسدت حكايات تحمل هموم المجتمع المصري والعربي بشكل عام وتعكسه واقعه، فضلاً عن الروايات العالمية التي قدمها، كما شهد حفلات كوكب الشرق أم كلثوم التي كانت تحييها في الخميس الأول من كل شهر، وفي مثل هذا اليوم الموافق الثاني من يناير عام 1986، أعاد فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق، افتتاح المسرح القومي بعد إجراء تجديدات في البنية العامة.

ذكرى إعادة افتتاح المسرح القومي

وفي ذكرى إعادة افتتاح المسرح القومي، ترصد «الوطن» أبرز المعلومات عنه.

أنشئ المسرح القومي للمرة الأولى عام 1870 بأمر من الخديوي إسماعيل، خلف حديقة الأزبكية بميدان العتبة، وكان هذا المكان يعرف ببركة الأزبيكية، فتحولت إلى حديقة غناء على غرار حديقة لوكسمبورج بباريس، وزُرع فيها أشجار مستوردة مثل الموجودة في حديقة باريس، وجرى افتتاحها رسميا عام 1872، فيما افتتح المسرح رسميا للجمهور عام 1920.

قاعات المسرح القومي

وصمم المسرح ونفذه المهندس الإيطالي فيروتشي، والذي كان يشغل منصب مدير عام المباني السلطانية في ذلك الوقت، بتصميم عربي الشكل وصالة بيضاوية على هيئة حدوة حصان، واختار هذا الطراز طلعت حرب، والذي أنشأ في نفس العام بنك مصر على نفس الطراز والزخرفة المعمارية العربية.

ويتكون المسرح القومي من قاعة كبيرة باسم جورج أبيض، أحد رواد المسرح المصري في الأربعينيات، وقاعة صغيرة تحمل اسم المخرج المسرحي والممثل عبد الرحيم الزرقاني، وقاعة خاصة بالملابس وأجهزة الإضاءة، ومكاتب إدارية خاصة بهيئة رئاسة المسرح، ومسرح الشباب أيضا.

المسرح القومي مقصد الفرق العربية والأجنبية

شغل المسرح يعقوب صنوع، رائد المسرح المصري، فكان بمثابة أول مسرح وطني، وقصدته الفرق الأوربية الوافدة على مصر، وأسست وزارة المعارف الفرقة القومية برئاسة الشاعر خليل مطران في عام 1935، وأُجريت تعديلات جوهرية في مبنى المسرح في عام 1960، وجرى تجديده في عام 1983 ليصح على الهيئة الموجود عيها حاليًا خارجيًا داخليًا وفي المسقط الأفقي.

وكان الشاعر خليل مطران أول مدير للمسرح وتلاه جورج أبيض ويوسف وهبي، ونبيل الألفي وسيدة المسرح العربي الفنانة سميحة أيوب، وحمدي غيث، وسعد أردش، وكرم مطاوع، ومحمود ياسين الذي قدم مجهوداً مميزاً، وكان من أبرز المديرين في تاريخ المسرح.

وشب حريق في صالة العرض بالمسرح القومي في 27 سبتمبر 2008 ألحق أضرارا بالغة وبعد رفع مخلفات الحريق، أجرت وزارة الثقافة ترميم وتطوير متكامل له، ليعود وبقوة لأداء دوره في الحياة الفنية بتجهيزات وإمكانات القرن الحادي والعشرين، بعد أن استغرقت أعمال ترميمه 6 سنوات بتكلفة 104 ملايين جنيه.


مواضيع متعلقة