خطبة الجمعة اليوم.. عناية القرآن الكريم بالزمن وحديثه عن الأيام والسنين

كتب: حسام حربى

خطبة الجمعة اليوم.. عناية القرآن الكريم بالزمن وحديثه عن الأيام والسنين

خطبة الجمعة اليوم.. عناية القرآن الكريم بالزمن وحديثه عن الأيام والسنين

يبحث الكثيرون عبر محركات البحث عن موضوع خطبة الجمعة اليوم، وذلك بالاقتراب مع انطلاقها بعد قليل، حيث إنّ اختيار العنوان والموضوع من شأن وزارة الأوقاف المصرية والتي حددتها في وقع سابق منذ أيام مشددة على الأئمة ضرروة الالتزام بموضوع الخطبة نصا أو مضمونا على أقل تقدير، مع الالتزام بمدة الخطبة في حدود 10 دقائق.

موضوع خطبة الجمعة اليوم

واختارت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة  اليوم، تحت عنوان «عناية القرآن الكريم بالزمن وحديثه عن الأيام والسنين»، وهي الخطبة التي تأتي في الجمعة الأخيرة من هذا العام 2022.

وجاء نص خطبة الجمعة اليوم: «الحمد لله رب العالمين، القائلِ في كتابِهِ الكريمِ: {يُقَلِّبُ ٱللَّهُ ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِى ٱلْأَبْصَٰرِ}، وأشهد أنْ لا إلَه إلَّا اللهُ وحده لا شريك له، وأشهد أنًّ سيدَنَا ونبيَّنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللهُمّ صلِّ وسلمْ وباركْ عليهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ، ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وبعدُ:

فإن المتأمل في القرآن الكريم يدرك أنه أولى الزمن عناية بالغة، مما يدل على أهميته، وضرورة اغتنامه بالأعمالِ الصالحةِ النافعة، حيثُ أقسمَ الحقُّ سبحانَهُ في القرآنِ بأوقاتٍ مختلفةٍ، فقد أقسمَ سبحانَهُ بالفجرِ، وأفردَ لهُ سورةً سمَّاهَا باسمهِ، فقالَ سبحانَهُ: {وَالْفَجْرِ. وَلَيَالٍ عَشْرٍ. وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}، وأقسمَ بالضحَى، وأفردَ لهُ سورةً سمَّاهَا باسمِهِ، فقالَ (عزَّ وجلَّ): {وَالضُّحَى ۝ وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ۝ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى}، كما أقسمَ سبحانَهُ بالعصرِ وأفردَ لهُ سورةً باسمِهِ فقالَ تعالَى: {وَالْعَصْرِ ۝ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ۝ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} ، وأقسمَ (جلَّ وعلَا) بالصبحِ وبالليلِ وبالنهارِ حيثُ يقولُ: { وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ }، ويقولُ سبحانَهُ: { وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى. وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى}، وقد جعلَ الحقُّ سبحانَهُ مرورَ الزمانِ والأيامِ والسنينَ آيةً مِن آياتهِ الدالةِ على كمالِ علمهِ وقدرتهِ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: { وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ ۖ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِّتَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا }، فالكونُ يسيرُ وفقَ نظامٍ دقيقٍ بديعٍ لا يتخلفُ ولا يضطربُ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: { وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ۝ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ۝ لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}، ويقولُ سبحانَهُ: { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}، ويقولُ جلَّ وعلَا: {يُولِجُ ٱلَّيْلَ فِى ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِى ٱلَّيْلِ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِى لِأَجَلٍۢ مُّسَمًّى ۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ ٱلْمُلْكُ ۚ وَٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِۦ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ}.

عناية القرآن الكريم بالزمن

واستكمالا لنص خطبة الجمعة اليوم والتي جاءت تحت عنوان «عناية القرآن الكريم بالزمن وحديثه عن الأيام والسنين»، فإن يعظم قدر الزمن وتشتد أهمية اغتنامه بما أكده القرآن العظيم من ربط اداء العبادات بأوقاتها المحددة المشروعة، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى في شأنِ الصلاةِ: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا}، ويقولُ سبحانَهُ: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}، ويقولُ تعالَى في شأنِ الصيامِ: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}، ويقول تعالى في شأن الزكاة: {وآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ}، ويقول (جل وعلا) في شأن الحج: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ}.

وأشارت وزارة الأوقاف إلى عواقب الأمم السابقة، في خطبة الجمعة : كما يرشدنا القرآن الكريم إلى الإعتبار بالأيام والسنين الماضية، والنظر في عواقب الأمم السابقة، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {هَلْ يَنتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِهِمْ}، ويقولُ سبحانَهُ: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}، ويقولُ تعالَى: {وذَكِّرْهم بِأيّامِ اللَّهِ إنَّ في ذَلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبّارٍ شَكُورٍ}، يقولُ سيدُنَا عبدُ اللهِ بنُ عباسٍ (رضي اللهُ عنه): أي: بوقائعِ اللهِ في الأممِ السالفةِ، ويقولُ الطبريُّ (رحمه اللهُ): وعِظْهُم بِمَا سلفَ في الأيامِ الماضيةِ لهم، وبِمَا كانَ في أيامِ اللهِ مِن النعمةِ والمحنةِ.


مواضيع متعلقة