خبراء وأساتذة إعلام: القناة الوثائقية ستسهم في رفع الوعي والمعرفة وضبط حالة فوضى المعلومات

خبراء وأساتذة إعلام: القناة الوثائقية ستسهم في رفع الوعي والمعرفة وضبط حالة فوضى المعلومات
أشاد خبراء وأساتذة إعلام بخطوة تأسيس قطاع للإنتاج الوثائقى وإطلاق أول قناة وثائقية مصرية، مؤكدين أن تلك الخطوة ستسهم فى رفع مستوى الوعى والمعرفة وتطوير خريطة ودور الإعلام المصرى.
وقال الدكتور طارق سعدة، نقيب الإعلاميين وعضو مجلس الشيوخ، إنَّ تدشين قطاع الإنتاج الوثائقى وتأسيس أول قناة وثائقية مصرية يُعد خطوة مهمة فى تاريخ الإعلام المصرى، وستسهم فى تدوين وتوثيق التاريخ المصرى والمعالم المصرية والشخصيات ذات الأثر الكبير فى الحياة العامة المصرية والأماكن ذات الأهمية التاريخية والقيم التراثية أو الأحداث المهمة التى تشهدها مصر والعالم.
«سعدة»: أنتظر أن يكون لدينا مكتبة توثيقية معلوماتية بالصوت والصورة
وتابع نقيب الإعلاميين، فى تصريحات لـ«الوطن»، أنّه ينتظر من القناة الوثائقية التى أعلنت عنها الشركة المتحدة أن تكون مكتبة توثيقية لكل ما سبق ذكره ومرجعية معلوماتية موثقة بالصوت والصورة لتكون دليلاً تنويرياً وتثقيفياً ومعرفياً، ليس داخل مصر فحسب ولكن فى الإقليم العربى كله.
وقالت الدكتورة ليلى عبدالمجيد، عميد كلية الإعلام الأسبق، إنها سعيدة للغاية بهذه الفكرة وتتمنى لها كل النجاح والتوفيق. وأضافت، لـ«الوطن»، أن مصر كانت لها تجارب سابقة فى مجال الأعمال الوثائقية ولكن على فترات متباعدة، ودون خطة وخريطة إنتاجية شاملة، مشيدة بتجربة وحدة الأفلام الوثائقية، التى جاءت خطوة إعلان أول قناة وثائقية تكليلاً لنجاحاتها.
«عبدالمجيد»: أتوقع نجاحها في منافسة القنوات العالمية المتخصصة
وتابعت: «أتوقع أن تكون القناة خطوة ممتازة ومشرّفة للإعلام المصرى، لأنها تمنح مشاهدها اتساعاً فى الأفق، خاصة أن المقدمات طيبة، كما ستسهم القناة فى زيادة المعرفة والوعى، وهذا أمر ضرورى فى الوقت الحالى، وأسمى الرسائل التى يمكن أن يقدمها الإعلام».
وأشارت عميد كلية الإعلام إلى أن مصر بها كفاءات كبيرة وموضوعات عديدة للعمل عليها كوثائقيات، فى حقب تاريخية مختلفة، أو الأماكن الحضارية التى تملأ محافظات مصر، موضحة أن الفيلم الوثائقى له طبيعة خاصة وتركيبة معينة، يمكن أن يحتوى على شق درامى وبه عناصر مؤثرة من الصوت والوثائق النادرة الجذابة.
كما أكدت أن مصر بها كفاءات فنية عالية من الباحثين وجامعى المواد التاريخية والكتاب الجيدين والمصورين والمخرجين، لذا من المتوقع أن تكون القناة مفيدة، وأن تجد مشاهدة عالية تستطيع من خلالها منافسة بعض القنوات الإقليمية والعالمية التى تعمل فى المجال الوثائقى منذ فترة طويلة.
وتابعت: «التنوع شىء مهم جداً، وكلمة سر من أسرار النجاح، ومفتاح مهم للغاية لجذب المشاهد ودفعه لبدء رؤية أفلام، ليس فقط بجودة عالية وصورة نظيفة، بل ذات طابع جرىء ومتنوع فى الأفلام التسجيلية، لأن الفيلم التسجيلى ليس شيئاً واحداً أو نوعية واحدة من العمل الوثائقى».
من جانبه قال الدكتور سامى الشريف، عميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة، إن سبل النجاح للقناة الجديدة أولها اختيار الموضوعات وتدقيق المعلومات، وطريقة معالجتها التى تضمن توضيح الحقائق بشكل سليم، وأيضاً طريقة عرضها بشكل جذاب، والاستعانة أيضاً بالخبراء والمؤرخين لتوثيق الحقائق.
وأضاف «الشريف» أن مصر لديها ثروة عظيمة تسمى «الجريدة السينمائية»، وهى مجموعة من الأفلام والتغطيات لبعض الأحداث قديماً كانت تُعرض قبل عرض الأفلام فى السينما، ويجب أن تتعامل القناة الوثائقية الجديدة الإعلامية معها بشكل جدى، لأنها كانت تسجل بالصوت والصورة أحداثاً تاريخية فى مصر والعالم، وبالتأكيد تحتوى على وثائق نادرة.
«الشريف»: ستحدث نقلة إعلامية وقفزة جديدة لمصر ونجاحها يشترط اختيار الموضوعات وتدقيق المعلومات
كما أشار إلى أن خريطة الإعلام المصرى كان ينقصها وجود قناة مختصة للوثائقيات والأفلام التسجيلية، وبرغم أنها خطوة متأخرة لكن الحمد لله على حدوثها، وهى شىء عظيم، وسيُحدث نقلة إعلامية وقفزة جديدة لمصر، لاستكمال تفوقها وتأثيرها العربى والخارجى، كما أن صدور القناة بهذا الشكل يضمن مستوى جيداً وفهماً جماعياً لأهمية الفيلم التسجيلى ولكن بشرط التنوع فى الإنتاج.
وأوضح عميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة أن القناة الجديدة ستعمل على ضبط المحتوى الإعلامى بوثائقياتها، وستسهم بموادها الإعلامية المنضبطة فى ضبط حالة الفوضى المعلوماتية التى ظهرت بسبب الانفتاح التكنولوجى الذى يعيش العالم فيه حالياً، وطرأ مطلع القرن الـ21، أما الدور الأهم للقناة الجديدة فسيكون الوقوف على حقيقة الأحداث، والتصدى للشائعات من خلال الأفلام التسجيلية.
وتابع أنه بالحديث عن قناة وثائقية، يجب أن تكون هناك روافد مختلفة، من ضمنها شراء أفلام وعرضها مثلما تفعل جميع القنوات الوثائقية، أو إنتاج الأفلام التسجيلية والوثائقية، كما أن هناك وظيفة مهمة لها يمكن أن تعمل عليها القناة وهى عملية ترميم الأفلام التسجيلية المهمة، سواء التى تم إنتاجها من قبَل المركز القومى للسينما أو ما هو إنتاج جهات أخرى.