أحمد السيد النجار يرد على مقال "م الآخر": النشيد الجزائري ليس عنصريا

أحمد السيد النجار يرد على مقال "م الآخر": النشيد الجزائري ليس عنصريا
رد الكاتب الصحفي أحمد السيد النجار، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، على مقال نشره قسم "م الآخر"، منذ أيام، للكاتب الشاب "أحمد سعده"، مصححا للكاتب الشاب ما اعتبره الأخير عنصرية في النشيد الوطني الجزائري.
كتب النجار، في تدوينة له على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، "النشيد الوطني الجزائري ليس عنصريا"، الأستاذ أحمد سعده كاتب متميز ويتمتع بثقافة واسعة وحس إنساني وأخلاقي رفيع المستوى، وقد كتب مقالا في إحدى الصحف الخاصة بعنوان "دفاعا عن الإسلام" يتناول الحادث الإرهابي الإجرامي الأخير في فرنسا الذي يستحق في رأيي كل الإدانة لمقترفيه من حثالة "البشر"، والتعاطف مع الضحايا وأسرهم.
وأضاف النجار: سعده افتتح مقاله بمقدمة عن عنصرية النشيد الوطني الجزائري لأنه يقول يا فرنسا انتهى زمن العتاب وبدأ وقت الحساب، ولأنه عزيز وراقي وأختلف معه هذه المرة رأيت أن أرد على ما كتبه وهذا هو ردي: النشيد الوطني للجزائر ليس عنصريا وإنما العنصرية الحقيقية هي ما فعلته وتفعله فرنسا التي قتلت في الثورة الجزائرية الأخيرة وحدها قرابة مليون ونصف المليون إنسان وارتكبت أبشع جرائم التعذيب واستعبدت الشعب الجزائري ونهبت بلاده لـ 130 عاما ولم تعتذر.
وواصل النجار: "عندما تعتذر فرنسا عن كل جرائمها المروعة في الجزائر وتدفع تعويضات عن كل ما نهبته وعن كل قطرة دم أسالتها في الجزائر، يمكن أن تساءلوا الشعب الجزائري عن الغفران.. وثقافة التعويض موجودة لدى الغرب عندما يريد، وفرضتها فرنسا على ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى، وفرضها الغرب على العراق بعد غزو الكويت، وقامت ألمانيا وما زالت بدفع تعويضات للكيان الصهيوني عما يسمى اضطهاد اليهود إبان العهد النازي، رغم أنها لم تدفع شيئا عن عشرات الملايين من الروس وشعوب بلدان شرق أوروبا الذين قتلتهم بلا رحمة.
وأوضح: "بلغ ما دفعته ألمانيا من تعويضات للحكومة الصهيونية وللأشخاص الذين ترث الحكومة من مات منهم نحو 80 مليار دولار حتى الآن ولم تزل تدفع".
واستطرد النجار، قائلا: "عنصرية الاستعمار الفرنسي هي التي صنعت القسمة في إفريقيا واخترعت مسمى إفريقيا جنوب الصحراء لفصلها عن الشمال الإفريقي العربي، وهي مسئولة بشكل رئيسي عن زرع التمييز الديني في إفريقيا لأنها كانت تعتبر التبشير المسيحي آلية للسيطرة الاستعمارية ولوقف توسع الإسلام في القارة لأنه يخلق بيئة معادية لها، وهي نفسها التي دعمت كل شياطين التطرف الديني في ليبيا ومن بعدها سورية وبالتالي تعتبر سببا رئيسيا في المعاناة المروعة لملايين البشر فيهما في الوقت الراهن، وهي مسئولة عن اتساع نطاق الإرهاب الديني في البلدين".
وقال رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، "صحيح أن التطرف الإسلامي له جذوره لدى شعوبنا وفي التاريخ الإسلامي المفعم بحروب الأخوة وصراع القبائل، وفي النص حمال الأوجه، لكن أكثر من رعاه واستخدمه ضد بلادنا هو الغرب من الإمبراطوريات الاستعمارية القديمة إلى الإمبراطورية الأمريكية".
واختتم: "مع رفضي القاطع لأي ارهاب وتعاطفي مع ضحاياه بشكل عميق، إلا أن بعضا من بضاعة الغرب الرديئة التي يخرب بها بلادنا، قد ردت إليهم".