م الآخر| لا تنتقدوا "شارلي ايبدو".. !

م الآخر| لا تنتقدوا "شارلي ايبدو".. !
قالت، بعد أن أخذنا الجدال حول حادث "شارلي ايبدو"، إن المبالغة في التحرر ليست تطرفا، وزادت في غيها وخلعت عنها حياءها، وزادتني دهشة بأن لوحت ساخرة ببعض أحاديث النبي عن "العفة"، أعلم أن صحفيي "شارلي إيبدو" لم يكونوا متطرفين بما يكفي في "حريتهم"، بل كنا نحن أكثر تطرفا في إنغلاقنا"، وكنا أكثر عدوانية عندما هلل بعض "متطرفينا" بعد صيحاتهم العالية أنهم "انتقموا للرسول صلى الله عليه وسلم".
سأنتقد "شارلي إيبدو" لأنها كانت تتباهى بالإسفاف، وسأهاجم إطار الحرية الذي تبنت العمل في نطاقه، سأنتقد تهجمها على "الإسلام"، حتى أستطيع أن أنتقد "قنابل" داعش ورشاشاتهم بـ"قلب مستريح" وقلم "مشحوذ"، فالكون خلق متوازنا، والمتطرفون على القطبين "المتحرر والمتشدد" يخدمون بعضهم دون تعمد، لكن العجيب أمام المتشدقين بأن الحرية "المفرطة" ليست "جرما" أن فرنسا، صاحبة الجرح، سبق لها أن منعت جريدة ساخرة من الصدور وتعادي كل إصدار يشكك في "الهولوكوست"!.
لو دافعت عن شارلي ايبدو فعليّ أن أدافع عن إعلامنا المتاجر بالجهل، وفق قول "عصام حجي" عالمنا الكبير "الفريد"، وعليّ أن أبارك "تلونات" الإعلاميين وصفقات القنوات "المشبوهة" وبرامج "الراقصين والراقصات"، سأنتقد "شارلي" كما انتقد "البغدادي" فالأول قدم خدمات جليلة للأخير، والبغدادي استغلها بقسوة ليهين كل بني دينه.
أنا أقل من الدفاع عن النبي، لكن حديثي الذي يركن للمنطق والإنسانية قبل أن ينحاز إلى "الدين"، يقول بعدم جواز مهاجمة شخص ترتعد الأمة لروحانيات رسالته التي نقلتها الأجيال، شخص كرمه ربه وأحسن خَلقه وخُلقه، إذ لا يجوز لأيا من كان أن يضعه رسما "محقرا" على غلاف مجلة "مشبوهة"، إذن يا كل ضحايا التطرف من مبدعين وصحافيين أنا معكم، لكني لن أترك "شارلي ايبدو" دون انتقاد.
المغربي "عمر بنجلون" الذي اغتالته "طعنة في الظهر" من "متطرفين إسلاميين"، قدم رؤية كانت أكثر رقيا من "شارلي" ورغم ذلك وجد من ينتقد نضاله "الأممي"، و"سلمان رشدي"، الذي يراه كثيرون مبدعا كبيرا، اعتبره كثيرون، حتى من المثقفين، "شيطانا أعظم"، فكيف سنقف "بدم بارد" مع مجلة استخدمت أحط أنواع البذاءات في التعبير عن شخوص أثروا عوالم عدة بفلسفاتهم.
("إبدو" الحليم حافظ).. سخرية مبتذلة من المسمى، يراها كثيرون تجنيا على الاسم "المُعبّد"، وربما يتم تكفير صاحب "الإفيه الساخر"، واستحلال دمه، وقد يهدر آخرون دمه لأن "الإفيه" كان سخيفا بما يكفي!، لكن زميلتنا "الملحدة"، التي بدأنا بها الحديث، وبعيدا عن كل هذا، ترى أن "القتل" كله "مباح"، لأن أصحاب "كل دين" يستحقون الفناء، وتحرضنا جميعا على إشعال أزمات أكبر وأشد حدة، بيننا، حتى تكون النهاية أقرب وأنجز!.