مينا مجدي: أبوالسعد الأبوتيجي أشهر من كتب مدائح لها وكان ساحرا وتاب بمعجزة مع العذراء

كتب: ياسر الشيمي

مينا مجدي: أبوالسعد الأبوتيجي أشهر من كتب مدائح لها وكان ساحرا وتاب بمعجزة مع العذراء

مينا مجدي: أبوالسعد الأبوتيجي أشهر من كتب مدائح لها وكان ساحرا وتاب بمعجزة مع العذراء

 قال الشاعر مينا مجدى، إن السيدة مريم العذراء أيقونة عظيمة عند جميع المصريين على اختلاف عقائدهم، إذ تحول نداء «شى لله يا عدرا» إلى دعوة معتادة ومتداولة على لسان كل من يطلب معونة البتول، فضلاً عن تأثيرها الممتد فى التراث والفلكلور الشعبى. وأضاف فى حوار لـ«الوطن»، أن السيدة مريم كانت وستظل ملهمة لجميع البشر، نظراً لعفتها وطهرها.. وإلى نص الحوار:

كيف ترى تأثير السيدة مريم فى الفلكلور الشعبى؟

- للعذراء مكانة عظيمة واستثنائية فى التراث الشعبى، فهناك تعلق وجدانى مباشر من المصريين جميعاً بها، وتحول النداء الشهير «شى لله يا عدرا» إلى دعوة معتادة ومتداولة على لسان كل من يطلب معونتها من كل الأعمار، وببحث بسيط على شبكة الإنترنت، سنجد صوراً لأناس كثيرين يتبركون بأيقونات العذراء، مسلمين ومسيحيين، وفى أيديهم شموع الحب، وكأنهم يهتدون بطريقها ويتّخذونها ملجأً وملاذاً، ويزداد التبرك بالعذراء مريم فى ليالى كيهك الباردة، حيث يسهر المصلون فى الكنائس حتى الفجر، يهللون ويمدحون السيدة العذراء بفرح عظيم على أنغام الدف والتريانتو، تلك الآلات الموسيقية القبطية، وأيضاً فى شهر أغسطس، وتحديداً فى الخمسة عشر يوماً الخاصة بصوم العذراء، ذلك الصوم الذى يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتراث الشعبى المصرى، ويصومه الجميع كباراً وصغاراً.

الشاعر: حبها يملأ «الفلكلور الشعبي».. و«شي لله يا عدرا» ملاذ عشاقه

ماذا عن تناول «العذراء» فى الإبداع؟

- هناك الكثير من المدائح والترانيم التى كتبها شعراء قدماء فى حب وتبجيل السيدة مريم العذراء، ومن أشهرها «يا م. ر. ى. م» و«سبانى حبك» و«رشوا الورد»، كلها وصف فى العذراء وجمالها، ومن الجدير بالذكر، أن أشهر من كتب المدائح للسيدة العذراء هو «أبوالسعد الأبوتيجى».. وله قصة مثيرة.. فقد وُلد أبوالسعد فى أبوتيج فى القرن السابع عشر الميلادى، وكان ساحراً لكنه تاب بمعجزة صنعتها معه العذراء مريم.

وبالنسبة لتناولها فى الفنون التشكيلية؟

- من ضمن العلامات المميزة فى الفن التشكيلى القبطى، وتحديداً فى الصور والأيقونات للعذراء، أن تُرسم ٣ نجوم فى ثوب السيدة مريم، والنجوم الـ3 ترمز إلى استمرار البتولية قبل ميلاد المسيح وأثناء الحمل وبعد الميلاد، فضلاً عن أننا نرى أيقونات نادرة وتاريخية، زى أيقونة «نياحة العذراء» الموجودة فى دير السريان بوادى النطرون، التى أبدعها الفنان المصرى، عندما جسّد فيها روح العذراء فى هيئة طفل يُمسك بالسيد المسيح، وبالنسبة لأيقونات العذراء فى الفن التشكيلى المصرى، سنجدها متطابقة تماماً مع أيقونات الفيوم بنفس ملامح العيون الشرقية المصرية الخالصة.

ماذا عن اللوحات.. وما مدى رمزيتها؟

- لـ«العذراء» أيقونات كثيرة فى كل كنيسة بمصر، حيث تفنّن المبدعون فى رسمها بأشكال مختلفة، ومن أشهرها، أيقونة «العذراء والطفل يسوع»، وأيقونة «العذراء الحزينة»، وأيقونة «عذراء الظهور»، التى تجسد ظهور العذراء فى كنيسة العذراء بالزيتون، والأيقونة الموجودة فى كنيسة «العذراء الدمشيرية»، فى الملك الصالح بمصر القديمة، وفيها «العذراء» ترتدى على رأسها «القمطة» المصرية التى ترتديها السيدة فى الريف.

ما دلالات «أم النور» و«أم المُخلّص» والألقاب الأخرى التى يلصقها المصريون بالسيدة مريم على اختلاف عقائدهم؟

- لـ«العذراء» ألقاب كثيرة، من أشهرها «أم النور»، اللقب الذى ارتبط بها بسبب ظهوراتها النورانية المتكرّرة، ولقب «أم المخلّص»، لأن المخلّص لقب من ألقاب السيد المسيح «مخلّص العالم».. وألقاب أخرى من ضمنها «الحمامة الحسنة».

يرسم الفنانون العذراء مريم بملامح مصرية عادة.. ما تفسيرك لهذا؟

- السبب أن المصريين من شدة حبهم لها، يرسمون بالطريقة التى تشبههم، وهذا ما حدث مع معظم الشعوب المسيحية، كل شعب يرسمها بالملامح التى تشبهه، ستجد أيقونات لـ«العذراء» بملامح أفريقية، وأيقونات بملامح آسيوية، لكن ملامحها الحقيقية عرفناها من أيقونة «لوقا الرسول»، ومن الظهورات والتجليات.

 كتبتُ لها «أنا الطفل اللي بيحبك وماسك لسه فى إيديكي.. ومهما الحزن بيطول بترجع ضحكتي بيكي»

ما زال الإبداع الفنى مستمراً فى حب «العذراء»، ومن أشهر الترانيم المعاصرة ترنيمة «ولسه يا عدرا بتحنى»، الترنيمة التى شرُفت بكتابتها، وانتشرت انتشاراً كبيراً بين الناس، والتى أقول فى جزء منها «أنا الطفل اللى بيحبك وماسك لسه فى إيديكى.. ومهما الحزن بيطول بترجع ضحكتى بيكى».

 


مواضيع متعلقة