بدء حصاد الكركدية في الأقصر.. والأهالي: موسم رزق وخير «صور»

كتب: أبو الحسن عبد الستار

بدء حصاد الكركدية في الأقصر.. والأهالي: موسم رزق وخير  «صور»

بدء حصاد الكركدية في الأقصر.. والأهالي: موسم رزق وخير «صور»

تتجمع سيدات قرية «نجع العرب» في الصباح الباكر، حول أكوام من محصول الكركدية، ويعملن في فصله وتفصيصه ووضعه في صفائح معدنية، ثم تقسيمها إلى صفائح لوضع القشرة وأخرى لوضع اللوزة، بناءً على طلب صاحب المحصول، الذي ينتظر بيعه، ويقبل السائحون على شرائه كونه يتميز بفوائد صحية عديدة بينها «خفض الضغط».

جمع صفائح قشر ولوز الكركدية

قرية «نجع العرب» في مدينة إسنا بجنوب الأقصر، مصدر دخل أهلها هو الزراعة سواء رجال أو سيدات، إذ تقول الحاجة «سعاد»، إنها تنتظر برفقة سيدات القرية المسنات أو اللاتي لا يقدرن على العمل الشاق، وصول جرار الكركدية، ثم يبدأن في فصله وتفصيصه، وجمع صفائح القشر واللوز: «القشر للمشروب نفسه واللوز لجمع البذور علشان يتزرع مرة تانية في السنة الجاية»، وتحصل السيدات على أجر يومي من 7 إلى 8 جنيهات للصفيحة، ويتم تجميع أكثر من 100 صفيحة في اليوم الواحد.

وأضافت «سعاد» في حديثها لـ«الوطن»، أن السيدات ينتظرن موسم الكركدية من العام إلى العام، لتوفير المال اللازم لمعيشتهن، إذ أنهن لا يجدن مصدر رزق آخر، وأن الفتيات أو السيدات القادرات على تحمل العمل الشاق يذهبن إلى الحقول والمزارع للعمل في حصاد المحاصيل الزراعية مثل الطماطم نظير أجر يومي، في حين تعمل السيدات المسنات في تفصيص أعواد الكركديه، أو فصل بذور محصول الذرة من أمام منازلهن، ويحصلن على أجرهن آخر النهار من أصحاب المحصول.

فيما تشير سميرة شمروخ، إحدى أهالي القرية، إلى أنها تحاول عمل أكثر من صفيحة في اليوم الواحد وبسرعة أكبر حتى موعد انتهاء العمل قبل وقت الظهر يوميًا، كي تحصل على أجر يومي أكثر؛ وتنتظر ذلك الموسم حتى تستطيع شراء ما تحتاجه من ملابس أو أواني، أو توفر نفقات منزلها لمساعدة أبنائها وزوجها، وتفضل العمل بدلًا من قضاء وقتها بالمنزل: «ده موسم زرق وخير لينا كلنا».

ويوضح عبدالمعطي حارس، أن أهالي القرية يعيشون على الزراعة ولا بديل لديهم غيرها، ولا يوجد حتى مزارع طيور أو أي دخل آخر، إذ يعمل الشباب بالأجر اليومي في المزراع وكذلك الفتيات، أما النساء الأكبر سنًا يعملن في تفصيص المحاصيل مثل الذرة والكركدية، كما أن العديد من شباب القرية يسافر للعمل في المحافظات الأخرى.

 بدء عملية الحصاد في شهري نوفمبر وديسمبر

ويلتقط زكي النجار، طرف الحديث، قائلًا إنّ زراعة نبات الكركدية في جنوب الأقصر، تبدأ في شهر سبتمبر وتبدأ عملية الحصاد في نهاية العام بشهري نوفمبر وديسمبر، وفي الحصاد يُجمع بكف اليد وبالمقص الخاص للزراعات وذلك للمحافظة على الثمرة سليمة في الأرض لفترة أطول، ثم رص الحصاد في أكوام صغيرة منفصلة عن بعضها في جوانب الأرض، وتقليبه على مدار الساعة، ثم نقله إلى سيدات القرية لبدأ عملية الفصل والتفصيص، وبعد ذلك، تجفيفه عن طريق فرش قطع كبيرة من الأقمشة على سطح رملي أو أسمنتي وتوزيعه وتقليبه من حين لآخر، حتى يجف تمامًا، وبعد ذلك يجري جمعه في شكائر دون الضغط عليها.

 ويتابع: «إنتاجية الفدان الواحد بتبقى بين 150 إلى 200 كيلو على حسب إنتاجية المحصول، وسعر الكيلو من 30 لـ50 جنيهًا على حسب الجودة، والمزارع بيبقى حريص على حصاد وبيع المحصول في فترة قليلة علشان يقدر يجمع فلوس عملية زراعة محصول القمح وميسبش الأرض وقت طويل من غير زراعة».

مساحات الكركدية المنزرعة في الأقصر 120 فدانًا

ويقول أبوالفتيان ضرغام، نقيب الفلاحين في الأقصر، إن المساحة المنزرعة في الأقصر وتقدر بـ120 فدانًا، يتركز معظمها في مدينة إسنا جنوب المحافظة، إذ يتواجد أكبر تجمع لتجار الكركدية الذين يصدرونه للخارج ولمحافظات الوجه البحري، مضيفًا أن محافظات الصعيد تتميز بزراعة الكركدية نظرا لدرجة الحرارة المرتفعة.


مواضيع متعلقة