مؤسسات عالمية ترسم صورة قاتمة لاقتصاد الصين.. كورونا والاحتجاجات السبب

مؤسسات عالمية ترسم صورة قاتمة لاقتصاد الصين.. كورونا والاحتجاجات السبب
قد تظل شهية الصين لاستهلاك النفط ضعيفة لفترة طويلة بعد ارتفاع حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا، لكن محللين استبعدوا أن يغير الوضع الحالي في موقف «بكين» بشأن المضي في اتباع سياسة «صفر كوفيد» الصارمة.
في الوقت الذي يجري المحللون تعديل توقعاتهم للطلب على النفط للصين، «أكبر مشترٍ في العالم»، نزولًا للفترة من نوفمبر 2022 إلى يناير 2023، تبحث أسواق النفط عن إجابات حول الكيفية التي قد يشهد بها أكبر مستهلك للنفط في آسيا في عام 2023 انتعاشًا في الطلب.
40 ألف إصابة
في 27 نوفمبر، سجلت حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا المستجد في الصين ارتفاعًا جديدًا بلغ 40.052 حالة، وفقًا للجنة الصحة الوطنية في البلاد، بعدما تم الإبلاغ عن معظم الحالات من المدن الرئيسية في قوانغتشو وتشونغتشينغ وبكين.
وعدَّلت «ستاندرد آند بورز جلوبال» للتصنيف الائتماني في وقت سابق من نوفمبر، تقديراتها لطلب الصين على النفط في الربع الرابع من العام إلى أسفل بمقدار 62 ألف برميل في اليوم، مع انخفاض الطلب على البنزين وزيت الغاز بمقدار 36 ألف برميل في اليوم و 66 ألف برميل في اليوم على التوالي، ووفقًا لهذا التقدير، من المتوقع أن ينخفض الطلب الإجمالي للبلاد في عام 2022 بمقدار 550.000 برميل في اليوم، لكن مع ارتفاع حالات الإصابة بالوباء، تعيد الوكالة العالمية مراجعة تقديراتها السابقة مرة أخرى.
الشتاء المرعب
يقول المحلل في «ستاندرد آند بورز جلوبال»، سون سيجيا: «لقد ارتفع عدد الحالات المصابة بشكل أسرع مما توقعنا، متجاوزًا الرقم القياسي المرتفع في الربع الثاني عندما تم إغلاق شنغهاي، لم يصل إلى ذروته خلال هذه الموجة بعد، والشتاء هو موسم الذروة لانتشار الوباء، ونتوقع المزيد من الانتشار للمرض، وعمليات الإغلاق وقيود الحركة».
تحديات التنقل
يضيف «سون سيجيا» أن الطلب على البنزين يواجه أكبر قدر من الضغط الهبوطي، ومن غير المرجح أن يشهد وقود الطائرات أي انتعاش، كما كان متوقعًا سابقًا، حيث لم يكن هناك مؤشر قوي على زيادة حركة الطيران الدولية بسبب الإجراءات على المسافرين الأجانب التي تم الإعلان عنها.
مع تدهور الأوضاع، ترى «ستاندرد» في تقريرها، أنه جرى تخفيض توقعات استهلاك الطلب على البنزين، وأنه لا يوجد أمل في رؤية أي انتعاش للتنقل في رحلات السنة القمرية الجديدة في يناير، من المستوى الحالي، أمام ارتفاع الحالات والمزيد من الإغلاق.
تقرير آخر لبنك الاستثمار «ANZ» يشير إلى أن بيانات التنقل في الصين تظهر تأثير عودة ظهور إصابات كورونا مرة أخرى، ولا يزال هذا يمثل رياحًا معاكسة للطلب على النفط، جنبًا إلى جنب مع ضعف الدولار، مما يخلق خلفية سلبية لأسعار النفط».
أضافت:«حركة المرور على الطرق في الصين تنجرف نحو الانخفاض وسط ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كوفيد -19. ومن المرجح أن يكون هذا عبئا على الطلب على النفط».
في الوقت نفسه، يتوقع المحللون في بكين وهونغ كونغ وسنغافورة أن تحافظ بكين على سياستها الخالية من كورونا دون تغيير في المستقبل المنظور.
الصين مستمرة في سياستها المتعلقة بكورونا
قالت صحيفة الشعب اليومية الرسمية التابعة للحزب الشيوعي في 28 نوفمبر إن الصين «ستستمر بلا هوادة في سياساتها المتعلقة بفيروس كورونا للسيطرة على الوباء»، وأكدت تصحيح المواقف بما في ذلك «التقليل من أهمية المشكلة»، على الرغم من اتساع الاحتجاجات في بعض المدن الرئيسية بما في ذلك شنغهاي ووهان وتشنغدو وقوانغتشو.
وخفضت شركة الأبحاث «نومورا» توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي للصين لعام 2022 إلى 2.8% من 2.9%، بينما انخفضت تقديراتها لعام 2023 إلى 4% من 4.3% على خلفية التوقعات بانتشار أوسع لفيروس كورونا في الأشهر المقبلة.