الناطقة الإقليمية لـ«الخارجية» الأمريكية: مصر رائدة في أفريقيا.. ونتعاون لتحسين أوضاع القارة

الناطقة الإقليمية لـ«الخارجية» الأمريكية: مصر رائدة في أفريقيا.. ونتعاون لتحسين أوضاع القارة
أكدت هالة غريط، الناطقة الإقليمية الرسمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية، أهمية القمة الأفريقية - الأمريكية، التى تستضيفها الولايات المتحدة الأمريكية، خصوصاً أنها تسعى لتحقيق عدة أهداف متعلقة بالشراكة طويلة الأمد بين الولايات المتحدة والقارة.
وأشادت «غريط»، فى حوار لـ«الوطن»، بدور مصر تجاه قارة أفريقيا، ووصفتها بصاحبة الدور الريادى فى القارة، مؤكدة أن «واشنطن» ستواصل التعاون مع «القاهرة» بشأن المبادرات التى تم إطلاقها فى مؤتمر المناخ «COP27»، وأشارت إلى تطلع بلادها لتعزيز المصالح المشتركة فى القمة، واتخاذ خطوة أخرى لبناء شراكات أمريكية - أفريقية جديرة بالقرن الحادى والعشرين.. وإلى نص الحوار:
كيف ترين أهمية القمة الأفريقية - الأمريكية وأهم الملفات التى ستناقشها؟
- تؤكد القمة على القيمة التى توليها الولايات المتحدة لتعاوننا مع أفريقيا بشأن أكثر التحديات إلحاحاً والفرص الدولية، وكذلك على التزام إدارة الرئيس جو بايدن بتنشيط الشراكات والتحالفات الدولية. ونتوقع إشراك مجموعة كبيرة من أصحاب المصلحة الأفارقة والأمريكيين لاتساع الشراكات الأمريكية مع الحكومات الأفريقية والشركات والمجتمع المدنى والقادة الشباب، وهى شراكات قائمة على الحوار وضرورية لمواجهة التحديات المشتركة واغتنام الفرص، بما فى ذلك زيادة الإنتاج الغذائى المستدام، وتعزيز النظم الصحية ومكافحة وباء كوفيد-19، والاستجابة لأزمة المناخ المتصاعدة، وبناء اقتصاد عالمى قوى وشامل، وتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة، وتعزيز المبادئ والمؤسسات الديمقراطية العالمية. وتعكس القمة استراتيجية الولايات المتحدة تجاه أفريقيا، جنوب الصحراء، وأجندة الاتحاد الأفريقى للعام 2063، وكلتاهما تؤكد الأهمية الحاسمة للمنطقة لمواجهة تحديات العصر.
هالة غريط: «واشنطن» تسعى لمواصلة التنسيق الوثيق مع مصر لتنفيذ مبادرات «COP27»
كيف تنظر «واشنطن» إلى التعاون مع مصر فيما يتعلق بقضايا قارة أفريقيا؟
- مصر دولة رائدة فى القارة الأفريقية، واتضح ذلك خلال «COP27»، وتسعى الولايات المتحدة إلى مواصلة تعاونها الوثيق مع مصر بشأن المبادرات التى تم إطلاقها فى المؤتمر ولها تأثير فى مختلف أنحاء القارة الأفريقية. ويشمل ذلك مساهمة الولايات المتحدة بـ25 مليون دولار فى مبادرة الاتحاد الأفريقى الرائدة لتسريع التكيف فى أفريقيا والتى تستضيفها الحكومة المصرية لإطلاق برنامج تسريع الأمن الغذائى الخاص بالمبادرة، والذى سيعمل بشكل كبير على تسريع استثمارات القطاع الخاص فى تكيف الأمن الغذائى مع المناخ فى أفريقيا وتوسيع نطاقها. وأذكر مثالاً آخر، هو إطلاق مصر مركز القاهرة للتعلم والتميز حول التكيف والصمود، والذى سيبنى القدرة على التكيف فى مختلف أنحاء القارة الأفريقية، وساهمت الولايات المتحدة بـ10 ملايين دولار فى هذه المبادرة التى تقودها مصر والتى تهدف إلى دعم القارة بأكملها لزيادة قدرتها على معالجة آثار تغير المناخ. وسنواصل العمل مع شركائنا المصريين لتعزيز المصالح المشتركة وتحسين أوضاع السكان الأفارقة.
ما أبرز النتائج المتوقع خروجها من هذه القمة حتى يحكم عليها بأنها ناجحة؟
- تسعى القمة إلى تحقيق الأهداف الأساسية التالية: تعميق الشراكة طويلة الأمد بين الولايات المتحدة وأفريقيا وتوسيع نطاقها لتعزيز الأولويات المشتركة، تعزيز الأصوات الأفريقية للتغلب على التحديات التى تميز هذا العصر بشكل تعاونى، الاستفادة من أفضل ما تتمتع به الولايات المتحدة، بما فى ذلك حكومتنا والقطاع الخاص والمجتمع المدنى، لتعزيز المؤسسات والمواطنين والدول فى أفريقيا وتمكينها. ونتطلع إلى تعزيز المصالح المشتركة فى القمة واتخاذ خطوة أخرى لبناء شراكات أمريكية - أفريقية جديرة بالقرن الحادى والعشرين وتبنى على مشاركتنا الطويلة وتعمقها.
القمة ترسخ أهمية التعاون المشترك.. وتهدف لبناء شراكات جديرة بالقرن الـ21
تداعيات الأزمة الروسية - الأوكرانية، ما موقعها من مناقشات هذه القمة؟
- كانت لها انعكاسات فى مختلف أنحاء العالم، بما فى ذلك أفريقيا، إذ تعرضت الطاقة والأمن الغذائى للتهديد المباشر بسبب خيار الرئيس الروسى فلاديمير بوتين تحويلهما إلى أسلحة. وأدت النتائج العالمية إلى ارتفاع فى أسعار القمح والزيت، ما تسبب فى معاناة الفئات الأكثر ضعفاً. وستسلط إدارة «بايدن»، خلال القمة، الضوء على طرق عمل الحكومة الأمريكية مع المؤسسات الأفريقية لمعالجة أزمات الأمن الغذائى والطاقة المستمرة.
البعض يقول إن القمة تحمل بعداً يتعلق بمواجهة محاولات توسيع النفوذ الروسى والصينى فى أفريقيا، ما تعليقك على هذا الأمر؟
- سيكون تركيزنا على أفريقيا، وتمثل هذه القمة فرصة لتعميق العديد من الشراكات التى تجمعنا بالدول الأفريقية. سنركز على جهودنا لتعزيز هذه الشراكات عبر مجموعة واسعة من القطاعات، بدءاً من الأعمال التجارية وصولاً إلى الصحة والسلام والأمن. أستطيع أيضاً أن أذكر ما أكدته إدارة «بايدن» مراراً، ألا وهو أن الولايات المتحدة لا تجبر حلفاءها وشركاءها على الاختيار بيننا وبين الدول الأخرى، بل تقدم رؤية إيجابية للشراكات المبنية على الاحترام والسعى لتحقيق المصالح المشتركة.
ما الذى قد تحمله القمة الأفريقية - الأمريكية بشأن ملف تغير المناخ؟
- ستساعد أفريقيا -بمواطنيها ومؤسساتها وحكوماتها- على قيادة العالم فى استجابته للتحديات والفرص فى العقود القادمة، لا سيما فى مكافحة الأزمات العالمية ذات الصلة بتدهور التنوع البيولوجى وتغير المناخ والطاقة والأمن الغذائى. نحن ندرك الحاجة الملحة إلى تحسين الوصول إلى الطاقة والقدرة على تحمل تكاليفها فى أفريقيا وللأفارقة، ونحن مستعدون لإقامة شراكة مع الدول الأفريقية لضمان أن يشمل هذا التحول الطاقة النظيفة، وأن يقوده الشركاء الأفارقة، وأن يدرك الأولويات الفردية لكل دولة. ونعتقد أن الدول الأفريقية قادرة أن تحول الوصول إلى الطاقة إلى حقيقة واقعة لجميع مواطنيها وتدعم أهداف المناخ والتنمية الأوسع نطاقاً، كما نعتقد أن النهج الذى تقوده القارة للحفاظ على الغابات والتنوع البيولوجى سيكون ضرورياً لنجاح القارة الاقتصادى على المدى الطويل.
هناك من يرى أن القمة بمثابة إعادة الود إلى العلاقات الأفريقية - الأمريكية، التى كانت تعانى خلال إدارة ترامب، ما تعليقك؟
- القمة تركز على الاعتراف بأن أفريقيا لاعب جيوسياسى رئيسى يشكل حاضرنا ومستقبلنا. والمساهمات والشراكات والقيادات الأفريقية أساسية لمواجهة تحديات العصر؛ لأن القارة الأفريقية تضم إحدى المجموعات السكانية الأسرع نمواً فى العالم، وأوسع منطقة تجارة حرة، وأكثر النظم البيئية تنوعاً، وإحدى أكبر مجموعات التصويت الإقليمية فى الأمم المتحدة.
الأمن الغذائى
ستسلط إدارة «بايدن» الضوء فى القمة على طرق عمل الحكومة الأمريكية مع المؤسسات الأفريقية لمعالجة هذه الأزمة المستمرة. ونحن ملتزمون بتوسيع شراكات الولايات المتحدة فى أفريقيا وتحديثها، والعمل معاً لإيجاد حلول مبتكرة للتحديات الجديدة وطويلة الأمد، وتسخير الأبحاث والتقنيات الجديدة، والاستثمار فى مصادر القوة طويلة الأجل، مع تلبية الاحتياجات العاجلة.