لا للعنف ضد المرأة.. نوال السعداوي أول مصرية تتصدى لـ«الختان»

لا للعنف ضد المرأة.. نوال السعداوي أول مصرية تتصدى لـ«الختان»
- نوال
- السعداوي
- نوال السعداوي
- الأمم المتحدة
- العنف
- الختان
- نوال
- السعداوي
- نوال السعداوي
- الأمم المتحدة
- العنف
- الختان
وهبت حياتها لمناهضة العنف ضد المرأة، خصوصا العنف الجسدي المتمثل في الختان، الذي لا يدمر حياة الأنثى فقط بل يدمر حياة المجتمع كله، هي الدكتورة نوال السعداوي، الطبيبة التي تخصصت في مجال الأمراض الصدرية، والتي حاربت من أجل نشر أفكارها من خلال الكتب والروايات تارة، ومن خلال الندوات والنقاشات تارة أخرى حتى صارت أيقونة في مجال العمل النسوي في مصر الذي يتصدى للعنف.
وبمناسبة حملة الـ16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة التى أطلقتها منظمة الأمم المتحدة منذ 31 عاما على مستوى العالم، بهدف تنبيه المجتمعات الدولية إلى أهمية إيقاف أي مظهر للعنف تتعرض له النساء على كل المستويات، يعرض «الوطن» لمحات من حياة الدكتورة نوال السعداوي، ومساهمتها في التصدي للعنف الجسدي بكتابات حرة وقلم ثائر لا يتوقف أبدا.
التأثر بالأب والنضال ضد الإنجليز
لم تكن نشأة الدكتورة نوال مختلفة، بل كانت عائلتها من العائلات المحافظة في قرية كفر طحلة بمحافظة القليوبية، حيث ولدت في الـ31 من أكتوبر عام 1931، ولكن الاختلاف الحقيقي كان متمثلا في دور والدها في مقاومة الاحتلال الإنجليزي ومشاركته في ثورة 1919 بقيادة سعد زغلول، فقد دفع والدها ثمن هذا الحادث 10 سنوات من عمره حرمانا من أي ترقية خلال عمله كمسؤول في وزارة التربية والتعليم «المعارف» سابقا، ولكنه لم يتزحزح عن موقفه نهائيا، ما جعلها تدرك مبكرا أهمية دفاع الشخص عن آرائه مهما كان الثمن، كذلك كان والدها حريصا على أن تكمل تعليمها الجامعي رغم أن تعليم النساء لم يكن متعارفا عليه في ذلك التوقيت.
الكتابة عن المرأة
بعد تخرجها في كلية الطب جامعة القاهرة عام 1955، قررت «نوال» التخصص في مجال الأمراض الصدرية، وعملت طبيبة، ثم ترقت في المناصب حتى أصبحت مدير الصحة العامة في وزارة الصحة، وأمين مساعد في نقابة الأطباء، ورئيس تحرير مجلة الصحة، وبدأت في تلك الفترة الكتابة عن حال المرأة المصرية وحقوقها الضائعة وحاجتها للتصدي للعنف الذي تتعرض له خصوصا في قضية «الختان» التى كانت تتم في ذلك الوقت تحت ستار الدين والتقاليد المجتمعية.
50 عملا أدبيا
وصلت كتابات الدكتورة «نوال» إلى ما يقرب من 50 عملا أدبيا، يقدم تنوعا ما بين المسرح والرواية والسيرة الذاتية والقصة القصيرة، ولكن كان كتابها «المرأة والجنس» بمثابة الباب الذي فتح عليها كل أنواع الهجوم المجتمعي والديني، بسبب جرأة محتواه حيث تتحدث فيه عن حالات واجهتها بنفسها كطبيبة لنساء تعرضن لعنف وصل إلى القتل دون أي سبب إلا العادات والتقاليد البالية والجهل، وكانت النتيجة هى الإقالة من كل مناصبها الحكومية.
العمل في المناصب الدولية
وبحسب صحف أجنبية على رأسها صحيفة «الواشنطن بوست» و«The new republic» فالدكتورة «نوال» من أبرز الشخصيات النسائية العربية التى كانت مرشحة للفوز بجائزة نوبل، ولم تتوقف المسيرة المهنية للدكتورة «نوال» بعد ترك المناصب الحكومية، إذ شغلت الكثير من المناصب الدولية مثل مستشار للأمم المتحدة في برنامج المرأة في أفريقيا، كما عملت على التدريس في الكثير من الجامعات المعروفة عالميا مثل جامعة السوربون الفرنسية، هارفرد البريطانية، كاليفورنيا الأمريكية.
خلال حياتها تزوجت الدكتورة «نوال» 3 مرات، وأشهر تلك الزيجات والتى استمرت طويلا من الكاتب والطبيب اليساري «شريف حتاتة» حيث عاشا معا نحو 43 سنة، وأنجبت بنتا وولدا منه، وكان لها العديد من المواقف التي عبَّرت فيها عن آرائها دون خوف تأثرا بوالدها منها أنها تعرضت للنقل من مكان عملها كنوع من العقاب بسبب دفاعها عن سيدة مريضة تتعرض للعنف الأسري، ومع ذلك لم تتراجع عن موقفها.
وبعد تأسيسها مجلة تدعى «المواجهة» والتي تهتم بالشأن النسوي في مصر عام 1981، تعرضت للسجن في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات لمدة شهر واحد بسبب آرائها.
وقد توفيت الدكتورة «نوال» مارس العام الماضي عن عمر ناهز 89 عاما، بعد أن تركت إرثا أدبيا كبيرا يدافع عن حق المرأة في حياة شعارها الأساسي الحرية والتصدي للعنف ضد النساء.