«نسويات من أجل المناخ»: التغيرات المناخية قضية «إنسانية».. وليست بيئية فقط

«نسويات من أجل المناخ»: التغيرات المناخية قضية «إنسانية».. وليست بيئية فقط
- التغيرات المناخية
- قمة المناخ
- التغير المناخى
- العنف ضد المرأة
- التغيرات المناخية
- قمة المناخ
- التغير المناخى
- العنف ضد المرأة
بعد تخرجها فى كلية صيدلة، اعتبرت «ميريهان فؤاد» أن العلم له تطبيقات مختلفة وليس فقط العمل فى مجال الصيدلة، فاختارت الكتابة عن القضايا العلمية، ولكن اهتمامها الفطرى بقضايا المرأة، والكتابة فيها أحياناً أخرى، دفعها إلى محاولة دمج شغفها بدراستها بمبادرة «نسويات من أجل المناخ»، التى تعمل على توعية المجتمع والنساء بتأثيرات التغيرات المناخية على المرأة بشكل عام والمصريات بشكل خاص.
«النساء هن الفئة الأضعف والأكثر هشاشة، وقضية التغير المناخى وتبعاتها هو ما يزيد هشاشتهن ومشكلاتهن وهدف المبادرة التوعية بذلك»، كلمات «ميريهان»، التى تدرس حالياً ماجستير فى مجال النوع الاجتماعى، حول المبادرة التى بدأت منذ شهور بالتوازى مع الزخم المعلوماتى الذى أطلقته «قمة المناخ».
لا تنفى «ميريهان» أن اختيار فكرة التغير المناخى للتوعية بشأنها وتأثيرها على النساء له بعد شخصى، فهى من منطقة الدلتا، ومعظم السيدات هناك المجال الأول لعملهن هو الزراعة، إما فى أراضٍ تمتلكها أسرهن وإما حتى بالعمل لدى الآخرين، وهو ما يجعلهن الأكثر تحملاً لتبعاته: «هناك دراسات تشير إلى أن الدلتا مستقبلاً، ستكون أكثر المناطق تأثراً، وظهر بالفعل تأثيره على بعض المحاصيل مؤخراً، وصحيح أن البشر كلهم سيتأثرون لكن لا يتم بنفس الكيفية، بل يختلف من فرد ونوع اجتماعى لآخر، لذا فالسيدات هن الفئة الأكثر تحملاً لتبعاته».
أول خطوة فى مبادرة «ميريهان» كانت تعريف مفهوم التغير المناخى، وسبب حدوثه، وتأثيره على دول العالم، بترجمة المحتوى الأجنبى الذى يوضحها، وندوات وجه لوجه أو «أونلاين»، وأوضحت: «للأسف المحتوى العربى نادر فى هذا المجال، ويحتاج إلى إثرائه وهو ما حاولت عمله، لتعريف النساء بالتغير المناخى وبالتالى يمكنهن مقاومته، فالتوعية هى أساس كل شىء، فإذا تمت توعية المرأة ووصلت إلى مركز اتخاذ القرار صار بإمكانها اتخاذ قرارات حساسة لصالح النوع الاجتماعى».
أما الخطوة الثانية فى المبادرة بحسب «ميريهان»، فهى التعريف بتأثيرات التغيرات على المرأة خصوصاً، وأهمها تزايد العنف ضدهن: «بعد تعريف الناس أن الدول الغنية الصناعية الكبرى هى السبب بأفعالها، ولكن التأثير الأكبر يقع على الدول النامية ومنها مصر، وأبدأ بتعريف التغير المناخى بأنه ارتفاع فى درجة حرارة الكوكب، ما قد يؤدى إلى سلسلة كوارث منها عجز فى الزراعة وجفاف وانخفاض سقوط الأمطار، فهذا كله تتبعه أزمات اقتصادية كبيرة ثم اجتماعية ومنها زيادة العنف ضد المرأة».
وبجانب العنف ضد النساء فهناك تأثيرات ضخمة أخرى للتغير المناخى على النساء تحذر منها «ميريهان»، منها دفع بعضهن إلى العمل فى الدعارة وزيادة زواج القاصرات، حيث يدفعهن للنزوح من بلادهن، بلا أى مصدر مالى ويلجأن للزواج حتى لو كن قاصرات: «قريباً سينتشر مصطلحا هجرة مناخية، ولاجئى مناخ، فالتغيرات المناخية ليست قضية بيئية فقط بل إنسانية أولاً، وتخص المرأة ثانياً».