يوميات رياضي في السجن
- الحشيش المخدر
- السجن المشدد
- المعمل الكيميائى
- النيابة العامة
- جنايات القاهرة
- جوهر الحشيش
- قانون المخدرات
- محكمة جنايات
- اتجار
- ادارة مكافحة المخدرات
- الحشيش المخدر
- السجن المشدد
- المعمل الكيميائى
- النيابة العامة
- جنايات القاهرة
- جوهر الحشيش
- قانون المخدرات
- محكمة جنايات
- اتجار
- ادارة مكافحة المخدرات
ليست اليوميات أدباً حديثاً، ولا أدباً خاصاً بشعب أو بثقافة ما دون غيرها، وإنما هو أدب ذو جذور تاريخية، دوّنه أشخاص من شرائح اجتماعية مختلفة؛ فثمة يوميات الأدباء والعلماء والفنانين، ويوميات الثوار، ويوميات الجنود، ويوميات الساسة والقادة، ويوميات رجال الدين… إلخ.
وفى العصر الحديث اشتهرت يوميات عدد من الكتّاب والفنانين المعروفين فى العالم، مثل: «يوميات تولستوى»، و«يوميات مجنون» لجوجول، و«أنطون تشيخوف: دفاتر سرية»، «يوميّات ومذكرات ألكسندر بوشكين»، و«يوميات فيرجينيا وولف»، و«يوميات كافكا»، و«يوميات رامبرانت»، و«يوميات فرناندو بيسوا»، و«يوميات فريدة كاهلو»، و«متشرداً بين باريس ولندن» لجورج أورويل، و«يوميات لص» لجان جينيه، و«يوميات أناييس نن».
ويمكن كذلك أن نذكر «يوميات مريم فاتنبورج»، التى تكشف من وجهة نظر كاتبتها عن تفاصيل حياة إحدى الطالبات خلال إقامتها فى معتقلات اليهود أثناء فترة الهولوكست. ولا يفوتنا أيضاً أن نشير إلى «يوميات الفتى الجبان أو يوميات طالب» (Diary of a Wimpy Kid).
أما على الصعيد العربى، فلا نغالى إذا قلنا إن أشهر اليوميات على الإطلاق هى رواية الكاتب الكبير توفيق الحكيم «يوميات نائب فى الأرياف»، التى ألقى فيها الضوء على أيام عمله بالنيابة العامة فى بداية حياته، وكان ذلك فى الأرياف بصعيد مصر. ولا يفوتنا أيضاً أن نشير إلى الأعمال الأخرى لكتّاب آخرين، مثل «يوميات مدير عام»، «يوميات زوجة مفروسة»، «يوميات زوجة مصرية»، «يوميات عاملة»، و«يوميات متقاعد».
وفيما يتعلق بيوميات السجناء أثناء فترة الحرمان من الحرية، ظهر ما اصطلح على تسميته «أدب السجون»، وهو نوع أدبى يصف الأدب المكتوب عندما يكون الكاتب مقيداً فى مكان ما ضد إرادته، مثل السجن أو الإقامة الجبرية، ويمكن أن تكون الأدبيات حول السجن، أو عن مرحلة قبله، أو مكتوبة أثناء إقامة الكاتب فى السجن. وأدب السجون قد يكون فى شكل مذكرات أو قصص وروايات، وقد يكون محض خيال لا يعبر عن تجربة حقيقية للكاتب.
وفى هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى العديد من الأعمال الخالدة، سواء على الصعيد العالمى أو على الصعيد العربى، حيث قام بعض المسجونين بتسجيل يومياتهم خلف الأسوار، كما هو الشأن فى رواية شرف (صنع الله إبراهيم)، شرق المتوسط (عبدالرحمن منيف)، طيور العتمة (ماجد سليمان)، تلك العتمة الباهرة (الطاهر بن جلون)، تجربتى فى سجن النساء (نوال السعداوى)، العصفور الأحدب (محمد الماغوط)، القوقعة (مصطفى خليفة)، 300 يوم فى إسرائيل (خيرى الذهبى)، بالخلاص يا شباب (ياسين الحاج صالح)، وراوية أمير الظل: مهندس على الطريق (عبدالله البرغوثى).
وفيما يتعلق بالشأن الرياضى، كانت قضية الفساد فى الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا) مناسبة لظهور ما يمكن أن نطلق عليه «يوميات رياضى فى السجن».
ففى أوائل سنة 2015م، ظهرت إلى العلن وقائع الفساد المنسوبة إلى رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم السابق، جوزيف بلاتر، وإلى العديد من رؤساء الاتحادات القارية وأعضاء اللجنة التنفيذية لـ«فيفا».
وقد كان من بين هؤلاء، السياسى البرازيلى السابق الطاعن فى السن، خوسيه ماريا مارين (Jose Maria Marin)، الذى شغل منصب رئيس الاتحاد البرازيلى لكرة القدم (CBF)، فى الفترة من مارس 2012م إلى أبريل 2015م.
فبعد أكثر من ثلاثين يوماً فى السجن فى سويسرا، احتفظ خوسيه ماريا مارين، الرئيس السابق للاتحاد البرازيلى لكرة القدم، بمذكرات فى زنزانته.
وقد ذكر بعض الأشخاص هذه القصة، نقلاً عن أشخاص زاروه فى سجن زيورخ، حيث قاموا بالكشف عن أحواله وكيف عاش حياته، منذ يوم اعتقاله فى فندق باور أو لاك الفاخر فى المدينة التى يقع مقر «فيفا» فيها.
ففى صباح يوم السابع والعشرين من شهر مايو 2015م، اقترب عملاء من الشرطة السويسرية ومكتب التحقيقات الفيدرالى ومترجم من «مارين» فى غرفته.
وبمجرد القبض عليه، خضع «مارين» للاستجواب، حيث أقر سريعاً بالاتهامات الموجهة إليه.
وفى وقت القبض عليه، كانت أيضاً زوجته، نوسا، فى الغرفة ذاتها، وطلبت من زوجها الاستحمام والحلاقة قبل الذهاب إلى السجن.
وقد انتظر رجال الشرطة لحين انتهاء الرئيس السابق للاتحاد البرازيلى لكرة القدم من الاستحمام، وفى هذه الأثناء حزمت «نوسا» حقيبة صغيرة بالملابس.
وفى هذه الأثناء، نبه أحد رجال الشرطة زوجة «مارين» إلى أن تحزم حقيبة سفر أكبر لفترة أطول، دون أن يوضح المدة التى سيحتجز زوجها فيها.
وبعد مغادرة الحمام، ذهب «مارين» إلى السجن، وهو عبارة عن مبنى صغير فى مدينة زيورخ. حيث كان معه فى العنبر ذاته 15 شخصاً آخر رهن الاحتجاز، لم يكن أحد منهم من مسئولى كرة القدم.
وتشمل القصص التى رواها أولئك الذين رأوا «مارين» فى السجن أنه عاطفى للغاية، وأنه يبكى ويتساءل عن سبب حدوث ذلك له.
وخلال فترة سجنه، فقد الرئيس السابق للاتحاد البرازيلى لكرة القدم ثمانية أرطال.
وفى عمر 83 عاماً، لم يواجه أى مشكلة صحية خطيرة.
وكان يتناول بانتظام دواءً لارتفاع ضغط الدم وآلام المعدة. ويقوم الأطباء فى السجن السويسرى بفحص ضغط الدم له باستمرار.
وطوال فترة سجنه، كان مسموحاً لـ«مارين»، الرياضى السابق، الذى يتسم بالحرص والاهتمام الشديد تجاه شكل جسمه، بساعة واحدة للاستحمام الشمسى كل يوم.
وكان يستخدم الفترة بأكملها تقريباً للمشى بسرعة عبر ساحة الاحتجاز.
وخلال هذا الوقت خارج الزنزانة، قد يشترى «مارين» أيضاً الطعام من الكشك، حيث يمكنه إنفاق 70 فرنكاً سويسرياً (حوالى 74 دولاراً أمريكياً) لشراء، من بين أشياء أخرى، ألواح الحبوب.
ويتم أخذ الأموال من قبَل محاميه. كذلك، لم يكن «مارين» يرتدى الزى الرسمى المقدم من الحكومة السويسرية، مفضلاً ارتداء قمصان بولو وبنطلونات رياضية جلبها له محاموه.
وفى الـ23 ساعة التى كان يقضيها داخل زنزانته، كان «مارين» يشاهد التليفزيون ويكتب، حيث كان لديه مجلد ويحتفظ بمذكرات.
إذ أرسل بالفعل رسالتين من السجن، واحدة إلى زوجته والأخرى إلى محاميه فى البرازيل، وخضع كلا النصين للفحص من قبَل السلطات السويسرية.
وفى المقابل، تلقى «مارين» 49 رسالة من العائلة والأصدقاء.
ومن دون التحدث باللغة الإنجليزية، أصبح الرئيس السابق للاتحاد البرازيلى لكرة القدم (CBF) قريباً من رفيقه فى السجن، ويتحدث يومياً مع جاره الهولندى الذى يتحدث الإسبانية.
والقصة سالفة الذكر تتعلق -كما هو واضح- بأحد الإداريين الرياضيين.
وفى المقابل، وعلى حد علمنا، لا توجد مذكرات أو يوميات لأحد اللاعبين الذين مروا بتجربة السجن فى مقتبل عمرهم، وأثناء توهجهم فى ملاعب كرة القدم. ففى بداية العقد التاسع من القرن الماضى، تمت إدانة نجم الكرة الإيطالية «باولو روسى» (Paolo Rossi)، بتهمة التلاعب فى نتائج المباريات.
وذاع على نطاق واسع أن المهاجم الإيطالى الشهير دخل السجن على أثر هذه الواقعة، بينما يقول البعض إنه تعرض فقط للإيقاف عن ممارسة كرة القدم لمدة ثلاث سنوات، جرى تخفيضها لاحقاً إلى سنتين فقط. كذلك، تعرض نجم الكرة الفرنسية «إريك كانتونا» (Eric Cantona)، لتجربة الحكم عليه بعقوبة الخدمة المجتمعية، جزاء إدانته بركل أحد مشجعى نادى كريستال بالاس.
ففى يوم الخامس والعشرين من شهر يناير سنة 1995م، وأثناء مباراة ناديه مانشستر يونايتد ضد كريستال بالاس، لم يتمالك «كانتونا» أعصابه بعد توجيه أحد مشجعى كريستال بالاس السباب له ولنادى مانشستر يونايتد، فطار فى الهواء فوراً وركله بقدمه فى صدره.
وإزاء ذلك، قام الحكم بطرد «كانتونا». كذلك، قامت رابطة كرة القدم الإنجليزية بإيقاف إريك كانتونا عن اللعب لمدة سبعة أشهر، وتم منع المشجع من حضور المباريات لمدة سنة كاملة. ولقد كان من تبعات وآثار إيقاف «كانتونا» أن خسر نادى مانشستر يونايتد لقب البطولة، التى فاز بها نادى بلاكبيرن.
وفى المؤتمر الصحفى، الذى عُقد فيما بعد، قال «كانتونا» مقولته الأكثر شهرة.
فعندما تجمع الصحفيون ليسمعوه يتكلم، دخل «كانتونا» القاعة وجلس، ثم تكلم بطريقة متعمدة وهادئة باللكنة الإنجليزية: «عندما تطارد طيور النورس سفن الصيد، هذا لأنهم يظنون بأن السردين سوف يُرمى فى البحر».
وبعد ذلك، نهض «كانتونا» من مقعده، وغادر قاعة المؤتمر الصحفى، تاركاً الحشود المجتمعة. ولم يعتذر «كانتونا» عن الواقعة قط، بل أكد فى أكثر من مناسبة أنه نادم بسبب ضعف الركلة التى وجهها للمشجع.
وقال «كانتونا» عن تلك الواقعة: «المشجع أخطأ فى حقى وحق مانشستر يونايتد، لم أتردد فى ركله أبداً لكننى نادم بسبب أن الضربة كانت ضعيفة».وعلى كل حال، وعلى أثر واقعة الركل، وبالنظر لأن الفعل يشكل جريمة جنائية، فقد صدر حكم قضائى على «كانتونا» بعقوبة السجن لمدة أسبوعين، بالإضافة إلى غرامة مقدارها عشرين ألف جنيه إسترلينى.
وبعد الطعن على هذا الحكم بالاستئناف، جرى تخفيض العقوبة واستبدالها إلى عقوبة الخدمة المجتمعية لمدة 120 ساعة، حيث قام بتعليم بعض الأطفال مهارات كرة القدم.
وكانت هناك الكثير من التوقعات بأن يغادر إريك كانتونا الكرة الإنجليزية، بعد أن ينتهى من فترة حكم الإدانة الصادر ضده، ولكن مدربه السير أليكس فيرجسون أقنعه بالبقاء فى مانشستر يونايتد.وقد جرى التركيز كثيراً فى وسائل الإعلام على الوقائع الإجرامية التى ارتكبها كل من باولو روسى وإريك كانتونا، ولم يتم الحديث عن يوميات كل منهما أثناء قضاء العقوبة المحكوم بها عليهما.
وبالتالى، لا تتم الإجابة عن العديد من التساؤلات التى قد تثور عن طريقة تعامل المؤسسات العقابية مع نزلائها من الرياضيين، وما إذا كان يتم السماح لهم بممارسة التمرينات الرياضية بشكل أكبر عن أقرانهم من النزلاء.
كذلك، قد يثور التساؤل عما إذا كان من الملائم السماح لهم بالاشتراك فى التدريبات وأداء المباريات مع أنديتهم، ثم العودة إلى المؤسسة العقابية للمبيت بها.
وبعبارة أخرى، قد يكون من الملائم تطبيق نظام السجون المفتوحة بالنسبة لهم، بحيث يتاح لهم الخروج أثناء النهار أو أثناء أوقات التدريبات والمباريات الخاصة بأنديتهم، ثم العودة بعد ذلك إلى السجن، وذلك حفاظاً على لياقتهم وعلى حساسية المباريات لديهم، وألا تكون العقوبة سبباً فى القضاء على مستقبلهم الكروى بشكل كامل، لا سيما أن فترة حياة الرياضيين فى الملاعب قصيرة، وتنتهى فى الغالب فى سن الثلاثين عاماً أو بعد ذلك بسنوات قليلة.