مدن الجيل الرابع توفر عوامل جذب للبشر وفرص استثمار لم تتواجد في المجتمعات العمرانية السابقة

كتب: منة عبده

مدن الجيل الرابع توفر عوامل جذب للبشر وفرص استثمار لم تتواجد في المجتمعات العمرانية السابقة

مدن الجيل الرابع توفر عوامل جذب للبشر وفرص استثمار لم تتواجد في المجتمعات العمرانية السابقة

فى كل المحافظات، من سيناء إلى الصحراء الغربية، تُقام المدن الجديدة واحدة تلو الأخرى، لتشهد مصر طفرة عمرانية غير مسبوقة تختلف شكلاً ومضموناً عما شهدته فى العقود الماضية، إذ تخدمها شبكة طرق وكبارى وأنفاق عملاقة تؤدى إليها، وتسهل الاستثمار فيها، وهو ما يطلق عليه الخبراء «اختراق للأرض بالتنمية»، وكذلك اختراق للبشر بالخروج من ضيق الوادى إلى براح الصحراء الواسعة على امتداد الخريطة.

وتبرز المدن الذكية أو مدن الجيل الرابع فى مقدمة المدن الجديدة، بتميزها بأعلى التقنيات فى إدارة البنية التحتية، مثل المرافق والطرق والإنارة، وتوزيع كاميرات مراقبة بأعلى جودة فى كل الميادين، والعناية بـ«اللاند سكيب»، ورى المناطق الخضراء، واستخدام إضاءة موفّرة فى كل الشوارع والميادين، وهو ما يحقق جودة حياة المصريين، حيث تعد «المدن الجديدة» من أكثر السبل التى اتخذتها الدولة المصرية، ممثلة فى وزارة الإسكان والمرافق، وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، لحل أزمة السكن فى مصر، وتقليل الكثافات السكانية داخل محافظات القاهرة الكبرى، وتميزت هذه المدن بمزايا مختلفة تماماً عن المدن القديمة، التى تمثلت فى مدن الجيل الأول أمثال مدينة العاشر من رمضان، ومدينة 15 مايو، وغيرهما من المدن، حيث توفّر هذه المدن «الحياة المتكاملة»، إذ تضم داخل الوحدات السكنية على أعلى مستوى، المصانع المختلفة التى توفر فرص عمل كثيرة، وشبكة الطرق والكبارى ووسائل النقل، وغيرها من الأنشطة والخدمات المختلفة.

«فرج»: مدن الجيل الرابع تتصدر التجمعات الجديدة وتتميز بتوفير حياة متكاملة وفرص عمل وشبكات طرق 

وكشف الدكتور سيف فرج، الخبير العقارى، أن هناك فارقاً كبيراً بين المدن الجديدة حالياً، وهى مدن الجيل الرابع، والمدن التى تم تنفيذها ضمن الجيل الأول للمدن الجديدة، ومنها مدن العاشر من رمضان، ومدينة السادس من أكتوبر ومدينة السادات، حيث جرى تطوير بناء المدن الجديدة على مختلف الأصعدة، سواء من حيث الشكل المعمارى، أو الخدمات المتاحة داخل المدينة وفرص العمل، مضيفاً أن مدن الجيل الأول كانت عبارة عن مأوى للمواطنين الذين يرغبون فى وجود مسكن لهم، وذلك بخلاف المدن الجديدة (مدن الجيل الرابع)، التى تحرص الدولة على تنفيذها خلال الفترة الأخيرة، والتى تستهدف توفير حياة متكاملة داخلها وليس فقط مأوى للمواطنين.

وأشار الخبير العقارى، خلال حديثه لـ«الوطن»، إلى أن المدن الجديدة التى دشّنتها الدولة خلال السنوات القليلة الماضية وحتى الآن، تستهدف توفير حياة كاملة الخدمات، بمعنى توفير المسكن الآدمى، وفرص العمل، والخدمات العامة، والأنشطة التجارية، ووسائل النقل، وغيرها من الخدمات التى جعلت من هذه المدن الجديدة مجتمعات عمرانية متكاملة.

وأضاف «فرج» أن مدن الجيل الرابع بها عوامل جذب عدة لم تكن موجودة داخل مدن الجيل الأول، أمثال مدينة العاشر من رمضان، ومدينة 6 أكتوبر، وأهم تلك العوامل أنها لم تقف عند توفير فرص للسكن أو العمل فقط، بل أتاحت المدن الجديدة، ومنها مدن المنصورة الجديدة، والعلمين الجديدة، والعاصمة الإدارية الجديدة، الوحدة السكنية، وفرصة العمل، والمستشفى، والمدارس، والحدائق، والجامعات، وأقسام الشرطة، والأسواق التجارية، ووسائل النقل العامة، ولذلك ساعدت على جذب السكان إليها، وتقليل الزحام داخل محافظات القاهرة الكبرى.

وأشار الخبير العقارى إلى الفارق الأهم بين المدن الجديدة (مدن الجيل الرابع) والمدن القديمة (مدن الجيل الأول)، والذى يتمثل فى اختيار مواقع بناء المدن، حيث أصبحت المدن الجديدة تغطى جميع أنحاء الجمهورية، مقارنة بما قبل، حيث تركزت المدن القديمة (مدينة العاشر من رمضان، مدينة 6 أكتوبر، مدينة السادات) داخل محيط القاهرة الكبرى، وهو ما حدث أيضاً عند تنفيذ مدينة برج العرب الجديدة، حيث تم إنشاؤها بمحيط مدينة الإسكندرية.

وأوضح الخبير العقارى الاختلاف الكبير فى معدلات البناء بين المدن الجديدة والمدن القديمة التى جرى بناؤها فى الثمانينات والتسعينات، حيث أصبح معدل بناء المدن أسرع بكثير من قبل، فنجد الآن مدناً جديدة يتم تنفيذها وتدشينها فى مدة تتراوح من 3 إلى 5 سنوات، عكس ما كان يحدث، حيث كان معدل بناء المدن يصل إلى 15 عاماً، بالإضافة إلى نسبة الإشغالات أيضاً أعلى بكثير من قبل، ويعود ذلك إلى وجود شبكة قوية من الطرق والكبارى، وسهولة التنقّل والحركة من وإلى المدن الجديدة فور تدشينها، وعدم انتظار تسكينها، ومن ثم توفير الخدمات كما كان يحدث، مضيفاً أن المدن الجديدة تسهم فى تحريك الاقتصاد، حيث إن لكل مدينة جديدة عائداً اقتصادياً يمكنها من التصدير إلى الخارج، وأن يكون لها عائد كبير على الأفراد والدولة بشكل عام، وذلك من خلال إنشاء عدد من المصانع، خاصة مصانع الطوب والأسمنت داخل المدن الجديدة، وهو ما يوفر فرص عمل لعدد كبير من سكان المدينة، بالإضافة إلى توفير منتج مصرى يمكن تصديره إلى الخارج وزيادة الاستثمار، منوهاً باختلاف حجم العمالة داخل المدن الجديدة عن المدن القديمة، حيث أصبح هناك تنوع أكثر واختلاف فى العمالة الموجودة داخل هذه المدن، بالإضافة إلى وجود فئات عدة من العمالة وأعمار مختلفة.

وتطرّق «فرج» إلى الحديث عن طريقة الطرح ومدى اختلافها بين مدن الجيل الرابع ومدن الجيل الأول، حيث أصبحت المدن الجديدة جاذبة للطبقة العُليا من المواطنين بشكل أكبر من الطبقات المتوسّطة والمنخفضة، عكس ما كان يحدث من قبل، وهو ما يحدث الآن داخل مدينة التجمع الخامس، ومدينة الشيخ زايد، وذلك يعود لجودة الحياة التى تقدّمها المدن الجديدة، والذى جعل لجميع المستويات والفئات مكاناً داخلها، والشعور بالحياة المتكاملة فيها، بالإضافة إلى اهتمام المدن الجديدة بالمعدلات العالمية فى الإنشاءات والتشطيبات وأعمال اللاند سكيب، مما يحقق داخلها المظهر الجمالى وجودة الحياة، وتحقيق التنمية المستدامة من خلال تنفيذ المدن الذكية والخضراء، من خلال استخدام الطاقة الشمسية والمواد الصديقة للبيئة.

«الزعفرانى»: تستهدف مواجهة الازدحام وزيادة السكان وتحقق جودة حياة عالية للمواطنين

من جانبه، قال عباس الزعفرانى، أستاذ التخطيط العمرانى، إن المدن الجديدة (مدن الجيل الرابع) تمتاز بالكثير من المزايا التى تجعلها تفوق المدن القديمة (مدن الجيل الأول)، حيث تستهدف المدن الجديدة زيادة مساحة المناطق المعمورة، وإنشاء التجمّعات العمرانية والمدن الحضارية، لمواجهة التكدّس والازدحام والزيادة السكانية، وتحقيق جودة حياة عالية للمصريين، بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسى.


مواضيع متعلقة