بروفايل| فرانسوا أولاند رئيس فى مأزق

بروفايل| فرانسوا أولاند رئيس فى مأزق
وجه شاحب وعينان تكادان تتجمدان من هول الصدمة.. خطوات مرتبكة لرجل لم يتخيل يوماً أن يقع كل هذا فى عهده.. يخطو بارتباك نحو سيارته بعد أن خرج من قصره الرئاسى على عجل بعد نبأ مقتضب جاءه بأن هجوماً يكاد يماثل هجوم الحادى عشر من سبتمبر وقع على أراضٍ يحكمها هو بشعارات تدعو إلى الوحدة والتضامن فى ظل وضع يكاد ينفجر من الداخل بالأساس فى وجه حكومته، فى ظل أزمة المهاجرين المسلمين التى تتفاقم فى البلاد وسط رفض مطلق من اليمينيين المتشددين.
وصل الرئيس الفرنسى فرانسوا جيرارد أولاند إلى مقر مجلة «شارلى إيبدو» التى شهدت هجوماً دامياً راح ضحيته 12 من محررى المجلة، بينما فى رأسه أمر واحد فقط يضغط على أعصابه.. «كيف حدث كل هذا؟ وكيف يمكن التعامل مع الأزمة؟»، فهو الرئيس الاشتراكى الأول فى بلاده بعد ما يزيد على 17 عاماً من سيطرة المحافظين عليها، لا يعرف طريق الخروج من أزمة كهذه، فهو الرئيس الذى وضع برنامجه الانتخابى بأكمله على رفع القدرة الإنتاجية فى فرنسا للتغلب على الأزمة الاقتصادية والسيطرة على الديون، دون أن يضع من بين أولوياته مسألة التدخل الفرنسى فى الدول الخارجية، ويحدد سياسات خارجية تضمن استقرار أمن بلاده من الداخل.
يحاول الرئيس الفرنسى الذى شارف على منتصف عقده السابع من العمر، تهدئة روع مواطنيه.. خرج عليهم مرتين فى ساعات معدودة يعلن أنه سيتم محاسبة الجناة وتعقبهم حتى العثور عليهم جميعاً.. لم يجد بعدها أمامه سوى إعلان الحداد الوطنى على أرواح الضحايا، فى مشهد يعيد إلى الأذهان حالة الارتباك التى سيطرت على الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش فى أعقاب هجمات الحادى عشر من سبتمبر.
لم يكد الرئيس السابع فى تاريخ الجمهورية الفرنسية الخامسة يستفيق من هول الصدمة التى اجتاحت أوروبا والولايات المتحدة بالهجوم المنظم على مقر المجلة الفرنسية، حتى تجدد التوتر مرة أخرى بإطلاق النار على شرطية فى فرنسا توفيت بعد نقلها إلى المستشفى، وبعدها بدقائق معدودة يتفجر الوضع من جديد بانفجار فى مطعم بالقرب من مسجد فى شرق البلاد. السياسى الذى حمل لواء التضامن والوحدة بين الفرنسيين منذ انتخابه فى عام 2012، بات فى وضع لا يحسد عليه.. اليمينيون يستغلون الأحداث لتأجيج الغضب ضد المهاجرين المسلمين الذين منحتهم حكومته بعض الامتيازات، بينما الإرهاب يتفشى فى فرنسا بشكل غير مسبوق على مدار عقود طويلة.