"عيد القضاة".. الاحتفال الأول بعد ثورة يناير
![](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/296632_Large_20141224103946_29.jpg)
خلفاء الله في الأرض للفصل بين الناس في ما اختلفوا فيه.. أيامًا وشهورًا يُفكرون في القضايا والشهود والمتهمين والأوراق التي تتراكم على منصتهم لتصل في بعض الأحيان إلى عشرات الآلاف حتى تستريح ضمائرهم إلى الأحكام، وفي بداية كل جلسة يرون الله نصب أعينهم من خلال لافتة عُلّقت فوق أعناقهم "العدل أساس الملك"، إلا أن الدولة لم تحتفل بهم ولا بعيدهم سوى مرة.
عاد مجلس القضاء الأعلى لمباشره أعماله في العام 1984، بعد إلغائه عام 1969 في فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حيث كان يتولى شؤون القضاة مجلس أعلى للهيئات القضائية لرئيس الجمهورية ينوب عنه وزير العدل، يضم في عضويته رؤساء محكمة النقض ومجلس الدولة والنيابة الإدارية وهيئة قضايا الدولة والنائب العام.
ففي العام 1984 أعاد مبارك مجلس القضاء الأعلى برئاسة رئيس محكمة النقض وعضوية أقدم نائبين له، ورؤساء محاكم استئناف القاهرة والإسكندرية وطنطا والنائب العام، حيث اعتبر عيدًا لم يحدد موعد للاحتفال به، وإنما كان الموعد يحدد وفق مواعيد رئيس الجمهورية، حيث كانت أولى الاحتفالات بدار القضاء العالي في فترة تولي المستشار عادل عبدالحميد رئاسة محكمة النقض عام 2009.
وفي 9 يناير 2011 أقيم ثاني عيد للقضاة حضره الرئيس الأسبق حسني مبارك، واستقبله حينها المستشار سرى صيام، رئيس محكمة النقض وعدد من رؤساء المحاكم حيث استمر الاحتفال ما يقرب ساعتين.
حصل "مبارك" حينها على هدية رمزية تقديرًا وعرفانًا وإعزازًا بما أحرزه في سبيل استقلال القضاء واحتفاءً بعيدهم كعيد ثابت في 11 يناير من كل عام.
"إيها القضاء الإجلاء، الأخوة والأخوات، لقد أكدت أحكام الدستور أن السيادة للشعب وأنه مصدر جميع السلطات".. كلمات قالها الرئيس الأسبق مبارك أثناء مشاركته في الاحتفال بعيد القضاة، ليكون أول رئيس للجمهورية يحتفل بالقضاة.
توقف الاحتفال بعيد القضاة لـ 4 سنوات، ولم يحتفل به الرئيس المعزول محمد مرسي، أو الرئيس المؤقت الانتقالي المستشار عدلي منصور، إلى أن قرر الرئيس عبدالفتاح السيسي المشاركة في عيد القضاة غدًا، ليكون بذلك ثاني عيد للقضاة في تاريخهم، وليكون السيسي أول رئيس يحيي الاحتفال بعيدهم عقب ثورة يناير.