محمد صلاح والأخلاق الدنيئة

أميرة خواسك

أميرة خواسك

كاتب صحفي

صورة لطيفة للاعب الكرة المصرى العالمى محمد صلاح التقطها لبناته فى صالة للألعاب الرياضية، ولكن لأن الأمراض الأخلاقية والنفسية أصبحت تحاصرنا فى كل مكان، فقد انطلق أصحاب النفوس المريضة والأخلاق المنحطة ينالون من فتيات صغار لم تتجاوز أعمارهن أصابع اليدين، وأمطروه بسيل من العبارات الرديئة التى تدل على دنو أخلاقهم وطبائعهم.

مثل هؤلاء من الأفضل تجاهلهم تماماً، واعتبارهم غير موجودين على الإطلاق، أولاً لتفاهتهم، وثانياً لأنهم ينشرون نظرتهم المعقدة على خلق الله، وأنا هنا لا أقصد الدفاع عن محمد صلاح فقط، لأن العالم كله يشهد على أخلاقه ورقيه وتقديمه صورة مشرفة للمواطن المصرى العربى المسلم وسلوكه المنضبط، لكننى هنا أدق ناقوس الخطر لأى إنسان يصادف مثل هؤلاء -وهم مع الأسف كثر- الذين يبحثون عن أى وسيلة أو ثغرة ينفسون بها عن الضغائن وغالباً الفشل الذى يمنون به!كيف جرؤ هؤلاء على تناول أطفال صغار، وكيف يتدخلون فى حياة أسرة محترمة، ومثل هؤلاء ليس لهم شاغل سوى تتبع عورات الناس، أو حتى محاسنهم ليقلبوها سيئات بتبجح يحسدون عليه!الأغرب أنهم يعينون أنفسهم رقباء ومصلحين اجتماعيين، باسم الدين تارةً، وباسم العادات والتقاليد تارةً أخرى، بينما هم لم يعلموا أولى قواعد الدين وهى عدم الإساءة للغير، وهم يكذبون على الله الذى أعطى للإنسان حرية لا يضاهيها حرية، وهى حرية العقيدة وحرية الإيمان، «وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ» (٢٩ سورة الكهف)، فهل يرى هؤلاء أن هناك حرية يمكن أن يحصل عليها الإنسان أكبر من تلك التى منحها الله إليه، ثم يأتون لينصبوا من أنفسهم قضاة فيحكمون على هذا بالإيمان وذاك بالكفر؟!نحن لدينا مشكلة كبيرة فى مجتمعاتنا العربية والإسلامية والشرقية، وهى مشكلة التسلط على الآخرين واستخدام الدين والأخلاق كسلاح لضرب الخصم، وها هم قد أصبحوا يتناولون المحارم والأطفال، وياليتهم قد استخدموها مع من يشوهون حياتنا بالتفاهات والانحطاط، لكنهم اختاروا نموذجاً مشرقاً ليشوهوه، ومحمد صلاح كفيل بتجاهلهم أو حتى بالرد عليهم بما يليق بانحطاطهم، لكن المشكلة حين يسلطون أنفسهم على الضعفاء أو من لا يتحمل مثل قسوتهم.

هذه هى المشكلة الحقيقية، وهى التى توصلنا لباقى المشكلات، فمثل هؤلاء يكثرون وينمون وينتشرون فى المجتمعات النامية، لأن لديهم وقتاً كبيراً لا يقضونه فى العمل أو التثقف أو العلم أو حتى عمل الخير، وكلها أمور تحض عليها الأديان السماوية التى يتحدثون باسمها، وهؤلاء هم من يستترون وراء شعارات بحجة أنهم مثاليون، وهم أبعد ما يكون عن ذلك، ناهيك عن الجهل المطبق، فلا يمكن لإنسان يحب العلم أو المعرفة أو العمل أن يتجرأ ويتناول حياة الآخرين بتلك الصفاقة.

لقد تناولت الكثير من الأعمال الأديبة تلك النماذج، وكانت تحكمها غالباً أمراض نفسية يحاولون من خلالها المبالغة فى ادعاء نقائص فى الآخرين من أجل التغطية على نقائصهم الحقيقية، هؤلاء يستحقون المواجهة بصرامة حتى يرتدعوا ولا يتدخلوا أو يشوهوا الناجحين والخيرين، وألا تترك لهم الساحة ليلعبوا أدوار المصلحين بينما هم فى الحقيقة يجسدون الشر فى أوضح صوره.