مواكب شعبية لاستقبال مرشد الطريقة الصوفية الختمية في السودان

كتب: رنا حمدي

مواكب شعبية لاستقبال مرشد الطريقة الصوفية الختمية في السودان

مواكب شعبية لاستقبال مرشد الطريقة الصوفية الختمية في السودان

استقبل عشرات الآلاف من السودانيين زعيم الحزب الاتحادى الديمقراطى الأصل ومرشد الطريقة الصوفية الختمية، محمد عثمان الميرغنى، الذى وصل إلى العاصمة الخرطوم الاثنين الماضى على متن طائرة خاصة وجّه الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس جمهورية مصر العربية، بتوفيرها لنقل «الميرغنى» ومرافقيه من قيادات الحزب والطريقة إلى جمهورية السودان، تقديراً لمكانته الوطنية وقيمته السياسية والروحية.

أناشيد دينية وهتافات للزعيم العائد للوطن

وكانت حشود المستقبلين تملأ ساحات مطار الخرطوم وبعض الشوارع المحيطة به، وظل المستقبلون يرددون الأناشيد الدينية ويهتفون بحياة زعيمهم الروحى، بينما تجمع آخرون أمام المجمع الدينى الخاص بالطريقة الختمية بمدينة الخرطوم بحرى شمال العاصمة، انتظاراً لوصول «الميرغنى» إلى المجمع.

«الميرغنى» فى برقية شكر للرئيس السيسى: «جزيل الشكر والعرفان على فترة إقامتنا بدارنا قاهرة المعز»

من جانبه، وجّه محمد عثمان الميرغنى، رئيس الحزب الاتحادى الديمقراطى السودانى، مرشد الطريقة الختمية، برقية شكر للرئيس عبدالفتاح السيسى، على فترة إقامته بالقاهرة والتى زادت على 10 سنوات.

وجاء نص البرقية كالآتى: «يطيب لنا أن نتقدم لكم بجزيل الشكر والعرفان على فترة إقامتنا بدارنا، قاهرة المعز، نكرر الشكر لكم وللقائمين على الأمر، متمنين لكم ولجمهورية مصر العربية الشقيقة التقدم والازدهار، سائلين المولى القدير أن يحفظكم ويرعاكم ويسدد خطاكم».

وكان فى وداع «الميرغنى» بمطار القاهرة مسئولو ملف شئون العلاقات المصرية السودانية بالرئاسة المصرية، فضلاً عن عدد من قيادات الحزب الاتحادى الديمقراطى الأصل والطريقة الختمية من الموجودين بجمهورية مصر العربية، وتعد عودة محمد عثمان الميرغنى، رئيس الحزب الاتحادى الديمقراطى الأصل السودانى، مرشد الطريقة الختمية الصوفية إلى بلاده حدثاً سياسياً استثنائياً فى الخرطوم. يذكر أن «الميرغنى» قد غادر السودان خلال شهر سبتمبر 2013، وتعد عودته إلى الخرطوم بمثابة الرجوع الأول لموطنه بعد غياب قارب العقد، ويُعول على أن تسهم عودة «الميرغنى» إلى جمهورية السودان فى دعم التوافق السياسى والاستقرار فى هذه المرحلة الدقيقة التى يمر بها هذا البلد العربى الأفريقى الهام من تاريخه السياسى المعاصر.

وكان «الميرغنى» قد تحدث الأربعاء الماضى فى تسجيل مصور بُث بمناسبة ذكرى اتفاق - الميرغنى - قرنق الموافق 16 نوفمبر 1988- واصفاً الأوضاع الراهنة بالعصيبة والتى تحتاج للنظر بحكمة والاعتبار من التجارب والتبصر فى الأمور بروية، والنظر فى الاتجاهات الستة.

وقال «الميرغنى»: «إننا نجدد تحذيرنا من مبادرات تؤدى إلى تعقيد المشكلة السودانية، وخطوات تقود إلى الاتجاه الخاطئ، ونذكر الجميع أن اتفاقيات السلام السابقة، التى وقعت بدعم من المجتمع الدولى، وتضمنت شراكات ثنائية انتهت بالتفريط فى وحدة السودان».

وتابع: «إنّ الخطوات المستعجلة فى الاتجاهات الخاطئة والاستعجال لإنضاج حلول قبل وقتها، قد يجلب مفسدة وضرراً كبيراً، بالنظر إلى الظروف الدقيقة التى تعيشها البلاد».

وأعلن «الميرغنى» رفضه الإملاءات الأجنبية داعياً للتعاون فيما يجمع الكلمة، كما حث الوسطاء الدوليين على المساهمة فى دعم الحوار السودانى - السودانى.

فالرجل الذى لطالما كان رمزاً سياسياً وقطباً حزبياً كبيراً على مدار العقود التى أعقبت استقلال السودان، فضلاً عن كونه قطباً صوفياً لواحدة من أهم وأكبر الطرق الصوفية فى السودان وعموم أفريقيا.

وظل «الميرغنى» موصولاً بالسودان وقضاياه، لا سيما بعد السنوات الأخيرة التى شهدت تغييرات كبيرة على مستوى الخريطة السياسية السودانية ومكونات وطبقة الحكم، حيث إنه زعيم وطنى، وشخصية وطنية وسياسية ودينية، مشيراً إلى مواقفه الوطنية التى تغلب مصلحة الوطن على المصالح السياسية والحزبية، موضحاً أن عودته إلى الخرطوم طوق نجاة للسودان وأهله فى هذه المرحلة الحرجة من تاريخ السودان.

فيما أظهرت مصر خلال هذه السنوات انفتاحاً كبيراً على عموم أطياف السياسة السودانية، فاستقبلت القاهرة وعدة مدن مصرية عدداً كبيراً من جلسات الحوار السودانى - السودانى، شملت أحزاباً سياسية وفصائل للجبهة الثورية السودانية وكذلك مكونات الحكم المختلفة، واستغلت مصر علاقاتها المتميزة بعموم المكونات السودانية المختلفة، على رأسها الحزب الاتحادى الديمقراطى الأصل، ومن المتوقع لعودة «الميرغنى» إلى السودان أن تشكل حلحلة كبيرة للتأزم السياسى، الذى يعيشه السودان والانسداد الذى يعانيه، فضلاً عن تأزم الوضع الاقتصادى. 


مواضيع متعلقة