مشاهد مؤلمة من زلزال إندونيسيا.. مناطق معزولة ومرضى على الأرصفة و«قلوب محترقة»

كتب: أحمد عادل موسى

مشاهد مؤلمة من زلزال إندونيسيا.. مناطق معزولة ومرضى على الأرصفة و«قلوب محترقة»

مشاهد مؤلمة من زلزال إندونيسيا.. مناطق معزولة ومرضى على الأرصفة و«قلوب محترقة»

وسط الحُطام الذي خلّفه زلزال إندونيسيا، ووسط عمال الإنقاذ الذين بذلوا جهدا يفوق طاقتهم لانتشال الأحياء والمصابين والموتى، وقف أهالي الضحايا بمشاعر سيطر عليها الخوف واليأس الممزوجين بالأمل، تعلّقت أعينهم بـ«الحفّارات» التي تشقّ طريقها بحثا عن الضحايا تارة، وتارة أخرى تنظر إلى السماء بتضرّع، راجية الله أن يساعدهم في العثور على ذويهم، حتى لو «أشلاء»، بينما تراصّ المرضى على أرصفة المستشفيات المكتظّة بالضحايا انتظارا لتلقي العلاج.

بين كثير من الأشخاص الذين وقفوا في انتظار بارقة أمل تثّلج قلوبهم المحترقة على ذويهم، وقف «أريس» الذي يبلغ من العمر 45 عاما، يحدق في الحفارة التي تشقّ طريقها في الأرض على جزيرة جاوة الإندونيسية، بقلب ممتلئ بالأمل لكشف آثار أحبائه، وخوف من مصيرهم بعد الزلزال الذي ضرب جزيرتهم بقوة 5.6 درجة على مقياس ريختر.

لم يبق شيء هنا

ساعات طويلة قضاها «أريس» في منطقة كوجينانج، حيث يعيش أقاربه الذين تعرّضوا للزلزال المدمّر، يشير إلى كومة تراب بنيّة حيث كان منزل شقيقه، يقول في تصريح لوكالة «رويترز»: «عندما وصلت إلى هنا، لم يبق شيء، كل شيء مدفون».

وبحسب مسؤولين في إقليم جاوة الغربية، فإنّ عدد قتلى الزلزال وصل إلى 252 قتيلا، ويتوقّع ارتفاع الرقم لمرات عدّة، حيث تسبب الزلزال الضحل الذي ضرب منطقة جبلية في وقت مبكر من بعد ظهر أمس، في حدوث انهيار أرضي، تقول السلطات إنّه تسبب في إخفاء قرية واحدة على الأقل من الوجود.

لم يكن الأمر سهلا على «أريس»، فعدد المفقودين من أسرته 4 أشخاص، يقول: «أنا هنا لأنّني بحاجة إلى العثور على عائلتي، زوجة أخي دفنت تحت هذا الانهيار الأرضي، وكان هناك ثلاثة، الأم وطفلاها، كما أنّ شقيقي فقد في منطقة قريبة». وبحلول ظهر اليوم، استسلم «أريس» لخسارته، قائلا: «نترك الأمر لله، لقد حاولنا، يجب علينا أن نترك عمال الإنقاذ يذهبون».

انتشال الضحايا

المسؤولون في الجزيرة، أكدوا أنّه بعد أكثر من 24 ساعة من وقوع الزلزال، تسابق عمال الطوارئ لانتشال الضحايا من بين أنقاض المباني، وتطهير المناطق التي عزلتها الانهيارات الأرضية، والعشرات في عداد المفقودين، حيث كانت جهود الإنعاش معقدة بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وتضرر الطرق على مساحة كبيرة، حيث احتشد الضحايا في ساحة انتظار المستشفى للعلاج، وبعضهم مرتبط بالتنقيط الوريدي من الرصيف.

إجلاء أكثر من 13 ألف إندونيسي

السلطات الإندونيسية أجلت أكثر من 13 ألف شخص، من مناطق يحتمل تعرّضها لأضرار أخرى، حيث تتمتع إندونيسيا بتاريخ من الزلازل المدمرة لوجودها على حلقة النار، وهي منطقة نشطة زلزاليًا للغاية، حيث تلتقي الصفائح المختلفة على قشرة الأرض، وأحصت السلطات الأضرار الأولية بشأن المنازل، موضحة أنّ خسائر جمّة لحقت بأكثر من 2200 منزل.


مواضيع متعلقة