أخلاقنا الجميلة.. «سامح» فقد سمعه وبصره ويساعد المستحقين: «مال وملابس وطعام»

كتب: صفية النجار

أخلاقنا الجميلة.. «سامح» فقد سمعه وبصره ويساعد المستحقين: «مال وملابس وطعام»

أخلاقنا الجميلة.. «سامح» فقد سمعه وبصره ويساعد المستحقين: «مال وملابس وطعام»

بين ليلة وضحاها حياته تغيرت بالكامل، أصبح كفيفاً لا يري، فالتمس طريق النور بفعل الخير والواسطة في مساعدة المحتاجين، بأبسط ما يمكن ولو بالتدليل على تقديم المساعدة بين أصدقائه ومعارفه، إذ فقد أحمد سامح، بصره منذ 7 سنوات على إثر ضربة سددها إليه أحدهم، أثناء عتاب تحول إلى خلاف بشكل مفاجئ نال من بصره، ليصبح من ذوي الإعاقة البصرية والسمعية.

فقد «سامح»، عمله لكن لم يفقد شغفه وإقباله على الحياة، إذ عمل على مساعدة المحتاجين بما يملك رغم صعوبة الحركة بالنسبة له على إثر فقده البصر، قائلا: «بحاول أساعد المحتاج ماليًا أو بهدوم أو غذاء، مبحبش اتأخر عن حد».

 

يقوم الشاب الذي فقد بصره وسمعه، بتوفير هذه الاحتياجات من خلال معرفته بأشخاص لديهم قدرة على مساعدة الغير أو أصدقائه والمقربين منه، وفقا له: «لما المصلحة بتتوفر ببعت صحابي يجيبها ويوصلها لصاحب الحق»، ومن خلال حرصه على تقديم الخير استطاع أن يوفر كل شهر مبلغ مالي ولوازم الشتاء لتوزيعها على الأسر المحتاجة، فضلا عن مشاركته في قوافل وأعمال خيرية لإعمار المساجد وتجهيز الأطعمة والوجبات، وتوزيعها على مستحقيها.

«سامح» يحرص على ممارسة الرياضة وتمارين «الجيم»

إلى جانب أعمال الخير يحرص «سامح»، على الذهاب للنادي لممارسة الرياضة وتمارين الجيم والمشي، إذ استطاع أن يكون معتمدًا على نفسه في كل شيء بدءا من استقلال المواصلات العامة، وقضاء يومه ما بين الصلاة وتلبية متطلباته الشخصية: «بقعد على يوتيوب وأجهز فطاري وأكوي هدومي»، رغم من كونه يقيم مع والده وأشقائه الذين لم يتأخروا عن خدمته أو يقصروا فيها، على حد وصفه: «بحب اتعلم حاجات جديدة وأكون معتمد على نفسي زي ما كنت مبصر».

حفظ القرآن بالإحساس بحركة الحروف وكتابته على يده

مرت الإعاقة على «سامح»، صعبة وثقيلة في البداية، لكنه خفف من وطأتها بالصبر على الابتلاء والانشغال بذكر الله، فحفظ عدة أجزاء من القرآن الكريم بالترتيل والتجويد والأحاديث النبوية بلغة الإشارة، والكتابة على يده وهي الطريقة المعهودة التي كان يتواصل بها مع الناس في بداية إعاقته: «بحس بحركة الحروف بضهر القلم وهي ماشية على ايدي ومتشبكة مع بعض، وعلمتها لبعض الأشخاص، بالإضافة إلى إتقاني طريقة برايل».

تخرج «سامح»، الذي يبلغ من العمر 35 عامًا، في كلية السياحة والفنادق تخصص مطبخ وعمل بإحدى الشركات، وذات مرة أصيب بتعب مفاجئ فقد على آثره السمع، وفقا له: «كنت بسمع ومرة واحدة تعبت ولقيت السمع راح»، وأجرى عملية زرع قوقعة ليتمكن من السمع وبذلك يكون معاقة سمعيًا وبصريًا، ويتمني أن يجد وظيفة ضمن تعيينات الـ5% لذوي الهمم، بمرتب يعينه على تلبيه احتياجاته ومتطلباته الخاصة.


مواضيع متعلقة