خبراء بيئيون يرصدون تأثير مؤتمر المناخ COP27 على تشكيل وعي المصريين

كتب: مريم حنفي

خبراء بيئيون يرصدون تأثير مؤتمر المناخ COP27 على تشكيل وعي المصريين

خبراء بيئيون يرصدون تأثير مؤتمر المناخ COP27 على تشكيل وعي المصريين

تختتم اليوم فعاليات مؤتمر المناخ العالمي cop 27 الذي انطلق 6 نوفمبر الجاري وحتى 18 من الشهر نفسه في مدينة شرم الشيخ، حيث ترصد جريدة «الوطن» من خلال خبراء بيئيين كيف ساهم المؤتمر في تشكيل وعي المصريين بقضايا البيئة.

 

دور وسائل الإعلام في نشر الوعي بأهمية مؤتمر المناخ

قال الدكتور محمد محمود، خبير إعلام البيئة، إن التحدث في كل وسائل الإعلام عن استضافة مصر هذا العام قمة المناخ cop 27 بدأت منذ شهر وازدادت أكثر منذ انطلاق المؤتمر يوم 6 نوفمبر الجاري بمدينة شرم الشيخ وحتى نهاية فعاليات المؤتمر اليوم، ومن هنا تعرض الكثير من الأشخاص للعديد من المحتويات الإعلامية المتعلقة بقضايا البيئة والمناخ، ما ساعد على تشكيل وعيهم بتلك القضايا.

وأوضح محمود أن الحملات التي تقوم بها وسائل الإعلام ويتعرض لها الكثير من الأشخاص من خلال وسائط الاتصال المختلفة لم تظهر آثارها مباشرةً عليهم، حيث يتعرف الفرد في البداية على المعلومة ثم تتشكل لديه اتجاه نحو تلك القضية إما بالسلب أو بالإيجاب وفيما بعد يمارس الشخص سلوكه لا شعوريًا سواء كان إيجابيا أو سلبيا وهذا ما يسمى «نظرية المعرفة».

 

تأثير القرارات التي اتخذت في المؤتمر على وعي الأفراد 

وأكد خبير إعلام البيئة، أن انعقاد مؤتمر المناخ العالمي ونقل وسائل الإعلام فعالياته طوال فترة انعقاده ساهم بالتأكيد في نشر الوعي لدى الأفراد بالقضايا البيئية المختلفة حيث يواجه العديد من الأشخاص مشكلات اقتصادية وأزمات متعلقة بارتفاع الأسعار ثم يتفاجأون أثناء جلسات المؤتمر بإجراء العديد من الاتفاقيات التي سيسفر عنها مليارات الدولارات من خلال المشروعات المتعلقة بمجال البيئة والطاقة الجديدة والمتجددة وذلك من خلال تعرضهم لموجات إعلامية مكثفة.

وأضاف الدكتور محمد، أن رحلة الوعي لم تنتهِ بانتهاء فعاليات المؤتمر بل الرحلة في بدايتها وما زال الشعب في حاجة إلى الإمداد بالكثير من المعلومات عن قضايا البيئة والتغير المناخي وكيفية التصدي لها، مؤكداً في حديثه لـ«الوطن»، أن الوعي المجتمعي الناتج عن مؤتمر المناخ cop 27 يحدده كل فرد من خلال مشاهدة سلوكيات المحيطين به.

 

أسباب وعي المصريين بقضايا البيئة

وفي السياق ذاته، قال الدكتور محمد فهيم رئيس مركز تغير المناخ الزراعي بوزارة الزراعة، إن زخم وسائل الإعلام واهتمامهم الكبير بتغطية فعاليات مؤتمر المناخ cop 27 تغطية شاملة على مدار الساعة هو أحد أسباب تشكيل وعي المصريين بالقضايا المناخية، حيث شاهد الشعب المصري الكم الهائل من ضيوف المؤتمر ثم تساءلوا أنفسهم هل موضوع التغيرات المناخية كبير بالفعل؟ وإذا كانت قضية التغير المناخي مهمة لهذه الدرجة لماذا تم تسطيح اختزال القضية من جانب الأفراد الذين يتحدثون على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة في أن التغير المناخي هو تغير أنماط الطقس؟.

وأكد فهيم أن قضية التغيرات المناخية لم تكن مجرد تغير بسيط في درجات الطقس بل هي قضية أخطر وأعمق بكثير من الطرح الموجود على الساحة حيث يمكن أن تؤدي التغيرات المناخية إلى تدمير اقتصاديات قوية ظلت عشرات السنين أقوى اقتصاديات في العالم لكنها يمكن أن تدمر بسبب موجات متتالية من التقلبات المناخية التي تعد جزءا من تغير المناخ.

وأوضح رئيس مركز تغير المناخ الزراعي بوزارة الزراعة، أن المواطن البسيط بدأ يدرك معنى التغير المناخي فهي تعد أول مرة في مصر تتحدث الناس بهذه الكثافة العالية عن التغيرات المناخية وقضايا البيئة التي كان محصور الحديث عنها في المنتديات والمؤتمرات، لكن وسائل الإعلام ساعدت في لفت نظر المواطنين بتلك القضية المهمة، مؤكداً أن هناك مسافة كبيرة حتى يصبح المواطن المصري خاصةً البسيط أن يكون لديه وعي بقضايا تغير المناخ ويتحقق الوعي إذا أدرك كل فرد في المجتمع حقوقه وواجباته.

دور وسائل الإعلام بعد انتهاء المؤتمر

وأشار فهيم إلى أن يجب ألا تغفل وسائل الإعلام بعد انتهاء المؤتمر عن الحديث عن قضايا البيئة والمناخ والتطرق إلى موضوعات ليست ذات أهمية على الإطلاق، حيث يجب على كل وسائل الإعلام أن تبني على هذا المؤتمر لأن قضية تغير المناخ مهمة للغاية على المستوى المحلي ومن ضروري معرفة جميع المواطنين دورهم في تلك القضية، مضيفًا في حديثه أنه لا يوجد دولة على سطح الأرض تستطيع أن تنجح في مجابهة التغير المناخي من خلال إجراءات حكومية فقط فيجب أن تكون إجراءات حكومية وشعبية ووطنية.


مواضيع متعلقة