دراسة حديثة: نيوزيلندا تستهدف تقليل تجشؤ الأبقار للحد من الاحتباس الحراري

دراسة حديثة: نيوزيلندا تستهدف تقليل تجشؤ الأبقار للحد من الاحتباس الحراري
في ظل استمرار فعاليات مؤتمر المناخ «كوب 27» بمدينة شرم الشيخ، وسعي قادة العالم لخلق سبل كفيلة بمواجهة تداعيات تغير المناخ، أظهرت دراسة حديثة أن نيوزيلندا تستهدف تجشؤ الأبقار بهدف تقليل انبعاثات الاحتباس الحراري.
ووفقا للدراسة، التي نشرها موقع «سي تي في نيوز» الكندي، فإن حيوانات المزارع مثل الأبقار والأغنام تتجشأ الكثير من الانبعاثات الغازية مثل الميثان، وهو غاز يتسبب في ارتفاع درجات حرارة الاحتباس الحراري، ولا يدوم طويلا في الغلاف الجوي بعكس ثاني أكسيد الكربون، ولكنه أقوى 25 مرة على الأقل عندما يتعلق الأمر بالاحتباس الحراري.
وأوضحت الدراسة أن الأبقار لا تستطيع هضم الحشائش التي تأكلها بسهولة، حيث إنها تخمرها أولا في معدة متعددة الحجيرات، وهي عملية تطلق كميات هائلة من الغازات، وفي كل مرة يأكل فيها شخص ساندويتش لحم بقري مقلي أو مشوي أو يشرب لبنا مخفوقا مع البيض يكون ذلك على حساب البيئة.
علماء نيوزيلندا يتوصلون إلى حلول تقليل الانبعاثات الغازية
وأشارت الدراسة إلى أن العلماء في نيوزيلندا يتوصلون إلى حلول مدهشة بهدف تقليل تلك الانبعاثات، من بينها التربية الانتقائية، والأعلاف المعدلة وراثيا، ومثبطات الميثان.
وأوضحت الدراسة أن كل شيء مطروح للنقاش لحل مشكلة غاز الأبقار، بدءا من إطعام الحيوانات المزيد من الطحالب البحرية إلى تزودها بجهاز يسمى «كاوبوتشا» لمعالجة الغاز الذي يخرج منها، لافتة إلى أن هناك شركة بريطانية صنعت جهازا ترتديه الأبقار يحول غاز الميثان الخارج منها إلى أكسيد غير ضار وكأنها تتجشأ.
البحث عن حلول لمواجهة تغير المناخ أمر ضروري
وأصبح البحث عن حلول لمواجهة تداعيات تغير المناخ أمرا ضروريا في نيوزيلندا، ونظرا لأن الزراعة تعد مصدرا أساسيا في الاقتصاد، فإن نصف انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في البلاد تأتي من المزارع، مقارنة بأقل من 10% في الولايات المتحدة، حيث يفوق عدد سكان نيوزيلندا البالغ 5 ملايين نسمة، 26 مليون رأسا من الأغنام و10 ملايين من الماشية، بحسب الدراسة.
وأشارت الدراسة إلى أن الحكومة النيوزيلندية تعهدت بخفض انبعاثات الميثان التي تتسبب بها حيوانات المزارع بنسبة تصل إلى 47% بحلول عام 2050.
السلطات النيوزيلندية تعلن خطة لبدء فرض ضرائب على المزارعين
وأعلنت السلطات في نيوزيلندا، خلال أكتوبر الماضي، خطة لبدء فرض ضرائب على المزارعين بسبب تجشؤ الحيوانات، وهي الخطوة الأولى في العالم التي أثارت غضب العديد من المزارعين، وفقا للدراسة.
وفي سياق متصل، قال بيتر جانسن، العالم الرئيسي في شركة «أي جي ريسرش» الحكومية: «لا أعتقد أن هناك أي مكان آخر يتمتع باتساع الطموح الذي تتمتع به نيوزيلندا فيما يتعلق بمجموعة التقنيات التي يتم التحقيق فيها في أي مكان واحد»، وفقا لموقع «سي تي في نيوز»، وبحسب الدراسة، فإن تقليل الميثان لا يحتاج إلى الإضرار بالحيوانات أو التأثير على جودة الحليب أو اللحوم.
عالم يطور لقاحا يمتلك القدرة على تقليل انبعاث الميثان بنسبة 30%
وفي هذا الصدد، قال «جانسن»، إن الميكروبات التي تعيش في الحيوانات وتنتج غاز الميثان تبدو انتهازية وليست مكملة لعملية الهضم، مشيرا إلى أنه كان يعمل على تطوير لقاح منذ 15 عاما، وركز عليه بشكل مكثف خلال السنوات الخمس الماضية، وأن هذا اللقاح لديه القدرة على تقليل انبعاث الميثان بنسبة 30% أو أكثر، واصفا اللقاح بأنه «الدافع الذي سيحقق هذا الهدف»، وفقا لموقع «سي تي في نيوز».
ومن شأن اللقاح أن يحفز الجهاز المناعي للحيوان على إنتاج أجسام مضادة، والتي من شأنها أن تثبط إنتاج الميكروبات المنتجة للميثان، وتتمثل إحدى المزايا الكبيرة للقاح في أنه من المحتمل أن يتم إعطاؤه مرة واحدة فقط في العام، أو ربما حتى مرة واحدة في عمر الحيوان.
وتعمل المثبطات بطريقة مماثلة، وهي مركبات تعطى للحيوانات التي تثبط ميكروبات الميثان مباشرة، ويمكنها أيضا تقليل انبعاث الميثان بنسبة 30% على الأقل وربما تصل إلى 90%، والتحدي هو أن هذه المركبات يجب أن تكون آمنة للاستهلاك الحيواني، وألا تمر عبر اللحوم أو الحليب للإنسان. كما يجب تناول هذه المثبطات بانتظام، وفقا لجانسن.
وأضاف أن اللقاحات ستكون جاهزة في الأسواق بعد بضع سنوات، ولكن هناك تقنيات أخرى مثل التربية الانتقائية، التي يمكن أن تقلل من إنتاج الميثان بنسبة 15%، سيتم طرحها في مزارع الأغنام في وقت مبكر من العام المقبل. وقد لا يكون برنامج مماثل للأبقار بعيدًا جدًا عن الركب.
نيوزيلندا: العلماء يختبرون الأغنام لإنتاج نسل منخفض الانبعاثات
ومن ناحية أخرى، ظل العلماء لسنوات يختبرون الأغنام في الغرف لرسم الاختلافات في كمية الميثان التي تخرج منها. وقد تم تربيتها وإنتاج نسل منخفض الانبعاثات. كما كان العلماء يتتبعون أيضا الخصائص الجينية الشائعة للحيوانات منخفضة الانبعاثات والتي تجعلها سهلة التعرف عليها، وفقا للدراسة.
وفي هذا السياق، قال سينيد ليهي، المستشار العلمي الرئيسي في مركز أبحاث الغازات الدفيئة الزراعية في نيوزيلندا: «أعتقد أن أحد المجالات التي حقق العلماء النيوزيلنديون، على وجه الخصوص، بعض التقدم الكبير فيها هو في هذا المجال بأكمله من تربية الحيوانات»، مضيفا أنه تم إجراء الكثير من الأبحاث حول تربية الأغنام منخفضة الانبعاثات، بحسب موقع «سي تي في نيوز».
علماء: الأعلاف التي تأكلها الحيوانات لديها القدرة على تقليل إنتاج غاز الميثان
وبحسب الدراسة، يعتقد العلماء أن الأعلاف التي تأكلها الحيوانات لديها القدرة على تقليل إنتاج الميثان بنسبة تتراوح بين 20 و30%. وفي الوقت نفسه، يوضحون أن إضافات الأعلاف التي تقلل إنتاج هذا الغاز مثل «بوفير»، التي طورتها شركة «دي إس إم» الهولندية الناشطة في مجالات الصحة والتغذية، ليست مفيدة، وذلك نظرا لأن حيوانات المزارع في نيوزيلندا تأكل معظم الوقت في الحقول بالخارج بدلا من الحظائر.
وعلى الرغم من ذلك، فإن العلماء يتطلعون إل التعديل الجيني لحشائش «الريجراس» و«البرسيم الأبيض» الذي تأكله حيوانات نيوزيلندا في الغالب، ومع البرسيم، وجد العلماء طريقة لزيادة مادة العفص، مما يساعد في منع إنتاج الميثان.
ومن جانبها، قالت ليندا جونسون، مديرة مجموعة علمية بشركة «أي جي ريسرش» الحكومية إن البرسيم المعدل يقلل من إنتاج الميثان بنسبة تتراوح بين 15 و19%، وفقا لموقع «سي تي في نيوز».
كما قال ريتشارد سكوت، كبير العلماء بشركة «أي جي ريسرش» إنه تم التكمن من زيادة مستويات الزيت في أوراق نبات «الريجراس» بحوالي 2%، وهو ما تشير إليه الدراسات بأنه يجب أن يساهم في انخفاض بنسبة 10% من انبعاثات الميثان، بحسب موقع «سي تي في نيوز».
ولا يزال برنامج الأعلاف بعيدا عن الاستعداد للمزرعة بضع سنوات، وأكمل العلماء اختبارات خاضعة للرقابة في الولايات المتحدة ويخططون لتجربة ميدانية أكبر في أستراليا.
ومع ذلك، لدى نيوزيلندا قواعد صارمة تحظر معظم المحاصيل المعدلة وراثيا، وهو حاجز تنظيمي سيحتاج العلماء للتغلب عليه إذا أرادوا إدخال الأعلاف المعدلة إلى مزارع الحيوانات في البلاد.