دراسة حديثة: تغير المناخ يهدد الحياة البرية في القارة الإفريقية

دراسة حديثة: تغير المناخ يهدد الحياة البرية في القارة الإفريقية
تزامنا مع استمرار فعاليات مؤتمر المناخ «كوب 27»، الذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ، أظهرت دراسة حديثة أن تغير المناخ يهدد الحياة البرية في أفريقيا، حيث إن الأحوال الجوية المتغيرة والمتمثلة في هطول الأمطار الغزيرة وارتفاع درجات الحرارة تدفع الحيوانات إلى النزوح من البيئات التي تعيش فيها، وتسبب نقص الغذاء، وحدوث نفوق جماعي لتلك الحيوانات.
وأوضحت الدراسة، التي نشرها موقع «ذا كونفرسيشن»، وهو موقع صدر في أستراليا عام 2011 ومتخصص في نشر القصص الإخبارية والتقارير البحثية، أن أجزاء من القارة الإفريقية تشهد موجة جفاف شديدة، تسببت في نقص مصادر الغذاء والمياه.
ونتيجة ذلك الأمر، يكافح الناس والحيوانات في تلك المناطق من أجل البقاء على قيد الحياة، مشيرة إلى أن تغير المناخ يؤثر على الوظائف العضوية للحيوانات وسلوكها وتكاثرها.
تأثير الجفاف على الحياة البرية في شرق إفريقيا
ووفقا للموقع، شهد القرن الإفريقي، وتحديدا الصومال وكينيا، موجات جفاف أكثر حدة وتواترا، على مدى العقديين الماضيين، تسببت في نقص موارد الغذاء والمياه والرعي، وأدت إلى تعرض الماشية والحياة البرية لسوء التغذية والأمراض والنفوق الجماعي، إلى جانب تنافسها مع بعضها البعض على الموارد الغذائية، بحسب الدراسة.
وقال عالم البيئة الكيني، عبدالله علي، إنه بحكم عمله لأكثر من 15 عاما على طول المنطقة الحدودية المضطربة بين كينيا والصومال،شهد بنفسه التأثير المدمر لموجات الجفاف على الحياة البرية والبيئات التي تعيش فيها، وأنه استنادا على مراقبة القطعان، سجل نفوق 30 هيرولا مهددة بالانقراض، وهي نوع من الظباء تعيش في السهول العشبية على الحدود بين كينيا والصومال، كنتيجة مباشرة للجفاف خلال العام الماضي، وفقا لموقع «ذا كونفرسيشن».
ارتفاع درجات الحرارة يؤثر على بقاء أفيال الغابات الاستوائية
ووفقا للدراسة، تعد الجابون موطنا لأفيال الغابات الاستوائية، ويعيش الكثير منها في محمية «لوبي» الوطنية البالغ مساحتها 5000 كم2.
وأوضحت الدراسة أن خبراء البيئة لاحظوا وجود انخفاض كبير في الحالة الجسدية لتلك الأفيال بنسبة 11% منذ عام 2008، وهذا يتوافق مع الانخفاض الهائل في إنتاج ثمار الأشجار التي تتغذى عليها الأفيال، حيث تقل احتمالية عثور الأفيال على الفاكهة الناضجة أكثر من ذي قبل، وفي المتوسط، كانت الأفيال تعثر على ثمار ناضجة في واحدة من كل 10 أشجار خلال الثمانينيات، ولكنها الآن تحتاج إلى البحث في أكثر من 50 شجرة.
وأشارت الدراسة إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يؤثر على إنتاج ثمار الأشجار، حيث أن أنواع الأشجار في محمية «لوبي» تعتمد على الانخفاض الحاد في درجات الحرارة أثناء الليل خلال موسم الجفاف الطويل لتحفيز الإزهار، وفي السنوات الأخيرة ارتفعت درجات الحرارة فيها عن 19 درجة مئوية، ولم تنتج هذه الأشجار ثمارا ناضجة، ولذلك، حتى عندما تكون أفيال الغابات الاستوائية والحيوانات الكبيرة الأخرى محمية بشكل جيد نسبيا من تهديدات مثل الصيد، فإن تداعيات تغير المناخ تهدد بقائها على قيد الحياة.
ارتفاع درجات الحرارة يهدد طيور «أبو قرن» بالانقراض
وفيما يخص الطيور في المناطق القاحلة، يشكل ارتفاع درجات الحرارة مشكلة كبيرة بالنسبة إليها، حيث يؤثر على عملية تكاثرها، وتكون الطيور نشيطة في الغالب خلال النهار عندما تحدث عملياتها الحيوية للتكاثر مثل الدفاع عن الأرض، والتودد، وإيجاد الطعام لصغارها، وفقا للدراسة.
وبدوره، قام خبير علم الطيور نيكلاوس باتينسون بتقييم آثار درجة الحرارة والجفاف على تناسل طيور «أبو قرن الجنوبية ذات المنقار الأصفر» في صحراء كالاهاري في الجنوب الإفريقي في الفترة بين عامي 2008 و2019، ووجد أن عملية التكاثر تنخفض عندما ترتفع درجات الحرارة في موسم التكاثر، وأن جميع محاولات التكاثر فشلت عندما تجاوز متوسط درجة الحرارة اليومية 35.7 درجة مئوية، وفقا لموقع «ذا كونفرسيشن».
وفي صحراء «كالاهاري»، ارتفعت درجات الحرارة بالفعل بأكثر من درجتين مئويتين خلال بضعة عقود، وبحلول عام 2027، لن تتكاثر هذه الطيور على الإطلاق، وسوف تنقرض بسرعة، بحسب الدراسة.