البحث العلمي ينتصر لـ المناخ.. 24 مشروعا ممولا من التعليم العالي تشارك في COP27

كتب: أحمد أبوضيف

البحث العلمي ينتصر لـ المناخ.. 24 مشروعا ممولا من التعليم العالي تشارك في COP27

البحث العلمي ينتصر لـ المناخ.. 24 مشروعا ممولا من التعليم العالي تشارك في COP27

دعم غير محدود وتمويل غير مسبوق لمختلف المشروعات البحثية وابتكارات الباحثين، كانت محصلته 24 مشروعاً بحثياً ممولاً من أكاديمية البحث العلمى، هى خلاصة أكثر من 600 مشروع تقدَّم بها أصحابها للأكاديمية للحصول على التمويل الذى يأتى فى إطار الاستراتيجية القومية لمواجهة التغيرات المناخية والخطة التنفيذية لوزارة التعليم العالى والبحث العلمى للتكيف مع التغيرات المناخية للتمويل الأخضر.

وزارة التعليم العالى أعلنت قبل أيام عن الفائزين فى مسابقة «التكيف مع التغيرات المناخية وصون الطبيعة» التى دشنتها الوزارة تزامناً مع استضافة مصر الدورة الـ27 من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ فى نوفمبر الجارى بمدينة شرم الشيخ، وجرى عرض تلك المشروعات الفائزة فى جناح الوزارة بالمؤتمر العالمى.

وتنوعت المشروعات بين مجالات الزراعة والتعامل مع أمراض النباتات ومشروعات فى التعامل مع الموارد المائية المختلفة، والتغييرات الساحلية والتأثير على الحياة البحرية، وحماية الإنسان من الآثار السلبية للتغيرات المناخية، والحفاظ على الموارد الطبيعية والنظم البيئية، وتعزيز ريادة مصر على الصعيد الدولى فى مجال تغير المناخ.

وأكد الدكتور محمود صقر، رئيس أكاديمية البحث العلمى، أن الوزارة حرصت على تمويل المشروعات الفائزة فى إطار نداء «دعم تكامل أهداف التنمية المستدامة لتمهيد الطريق لدعوة قمة المناخ COP27».

إعادة تدوير النفايات الصلبة لتصنيع أجهزة تخزين الطاقة

«الحمد لله على فوزى وتكريمى ودعمى من قبَل أكاديمية البحث العلمى، من خلال مشروع تدوير النفايات الصلبة لتصنيع أجهزة تخزين الطاقة»، بهذه الكلمات عبر الدكتور جمعة سند، الأستاذ بجامعة الأزهر، عن سعادته بفوز مشروعه، مضيفاً أنه يهدف لحماية البيئة والطاقة والحد من تغير المناخ، موضحاً أن المشروع يهدف أيضاً إلى تدوير البطاريات واستخراج مواد منها وإعادة استخدامها.

وأضاف «جمعة» أن الأبحاث العلمية التى يقوم بإجرائها ترتكز على المواد النانوميترية للتطبيقات التكونولوجية الحديثة، المتمثلة فى تطبيقات الطاقة فى المكثفات فائقة السعة ومعالجة المياه ومجسات الرطوبة وغيرها.

وتابع أنه خلال الشهر الماضى حصل على جائزة «الحد من النفايات» من المجلس العربى للمياه ووزارة الخارجية بحضور وزراء الخارجية والاستثمار والزراعة والبيئة والموارد المائية، بجانب نشره 135 بحثاً فى مجلات علمية دولية، ومشاركته فى تأليف 22 كتاباً علمياً متخصصاً.

من جهة أخرى، قال الدكتور ماجد القمرى، رئيس أكاديمية أخبار اليوم، رئيس جامعة كفر الشيخ السابق، إن مشروعه الفائز بمسابقة الأكاديمية يعتمد على استخدام المحفزات الضوئية، وهى عبارة عن شرائح من ثانى أكسيد التنتينوم متناهى الصغر ويتم الحصول عليه وفصله من الرمال السوداء وتطعميه بأحد العناصر الأحادية ويستخدم كمحفز ضوئى لتحويل ثانى أكسيد الكربون، المسبب فى التغيرات المناخية، إلى وقود حيوى ذات قيمة مثل الميثان أو الكحول الإيثيلى.

تغير المناخ يهدد الموانئ البحرية

قال محمود سامى شرعان، الباحث بقسم هندسة الموارد المائية فى الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا، إنه أجرى «دراسة تقييم قابلية تأثر الموانئ المصرية بالتغيرات المناخية وخيارات التكيف المناسبة بناء على تحليل التكلفة والعائد»، وأضاف أن الموانئ المصرية أحد أهم عناصر التنمية والاقتصاد القومى، لكنها لا تحظى بتقييمات حول تأثرها بالمخاطر المناخية، مقارنة بدراسات الشواطئ والنظم الساحلية.

وأضاف أنه بالتزامن مع اهتمام القيادة السياسية بتطوير الموانئ المصرية «تجارية وتخصصية وصيد» والأخذ فى الاعتبار مبادئ التنمية المستدامة، تسعى خلال ذلك المشروع البحثى إلى دراسة قابلية الموانئ المصرية للتغيرات المناخية المختلفة المتمثلة فى ارتفاع مستوى سطح البحر وزيادة نشاط الأمواج وتخطيها لحواجز الأمواج وتأثيرها المباشر على تشغيلية الميناء واستقرار البنى التحتية وتعطل الخدمات والمرافق التشغيلية الموجودة على أرصفة الموانئ والبيئة المحيطة، وبالتالى تتسبب فى خسارة اقتصادية ملموسة، إضافة إلى التكاليف المطلوبة لصيانة المرافق والبنى التحتية المتضررة.

وأشار إلى أن الدراسة توصلت إلى عدد من المخرجات تتمثل فى دراسة تقييم الوضع الحالى للموانئ المصرية ودراسة سيناريوهات التغيرات المناخية المعتمدة دولياً (IPCC)، وسبل التكيف العملية المختلفة المنفذة دولياً.

تحلية المياه الجوفية بقش الأرز

 تحلية المياه الجوفية النابعة من الآبار، خاصة القريبة من الشواطئ الساحلية هدف تسعى إليه رانيا نبيه، أستاذ الكيمياء التحليلية بكلية الصيدلة بجامعة المنصورة، فى مشروعها الفائز بدعم أكاديمية البحث العلصصصصمى، حيث تقول إنها تهدف من مشروعها لإتاحة مصادر أخرى للمياه بخلاف الأنهار، خاصة المناطق القريبة من الشواطئ الساحلية عبر استخدام المخلفات الزراعية كقش الأرز فى تصنيع مواد نانوميترية تُستخدم فى النهاية لتحلية المياه.

وأكدت الدكتورة رانيا نبيه أن المشروع سيتم تنفيذه فى جامعة المنصورة وجامعة كفر الشيخ، وبالاشتراك مع جامعة ألمانية وبتمويل من الأكاديمية، مؤكدة أن العمل يجرى حالياً لعمل نموذج أولى للجهاز، ومن ثم يتم تطبيقه على مستوى أكبر وبمختلف المحافظات، لافتة إلى أن الفكرة جاءت من كثرة الشكوى من اختلاط مياه البحار بمياه الآبار الجوفية القريبة من الشواطئ كمحافظة كفر الشيخ والمنصورة والبحيرة والإسكندرية، وتتمثّل المشكلة فى اختلاط المياه، حيث يتم استخدام مواد النانوماتيريل والبدء فى تحلية المياه.

ومن جهته، أكد الدكتور محمد فريد أبوحديد، وزير الزراعة الأسبق الفائز بتمويل أكاديمية البحث العلمى عن مشروع استخدام الأقمار الصناعية فى تحديد مسارات المياه الجوفية أن المشروع تمت إجازته من قِبل الأكاديمية.

وأكد وزير الزراعة الأسبق أن المشروع سيسهم فى متابعة المحاصيل الزراعية فى المناطق المختلفة ومتابعة أى تغيّرات قد تطرأ عليها، فضلاً عن التوسّع فى زراعة المحاصيل الأكثر إنتاجاً.

سماد عضوي من ذباب القمامة.. مشروع باستفادة مزدوجة «2 x 1»

 قالت الدكتورة إيمان عبدالله، الأستاذة بكلية العلوم - جامعة القاهرة، إن مشروعها عبارة عن تدوير للمخلَّفات واستغلال العضوية منها باستخدام الحشرات كالذباب فى مواجهة أثر التغيرات المناخية، مضيفة أن المشروع يركز على أكثر من نوع من الحشرات المختلفة وجرى تجربته فى المرحلة الأولى الممولة من قبَل جامعة القاهرة لإنتاج نموذج أولى بغرض تعزيز منهجية تدوير المخلَّفات وإنتاج منتج ذات قيمة اقتصادية ويحل مشكلات مجتمعية.

وتابعت أن المشروع يهتم بتدوير المخلَّفات العضوية، من خلال استخدام الحشرات من وجهة نظر الصناعة لإنتاج منتجات ذات قيمة اقتصادية، ومن ثم عمل قيمة مضافة للمخلَّفات وهو أن يتم رفع قيمة المخلف باستخدام مواد بسيطة وهى استخدام الكائن الحى فى الاستفادة منها، موضحة أن الذباب يقوم بالدخول إلى المخلَّفات العضوية ويتم تجميع الذباب بعدها واستخلاص البروتين وغيرها من المواد من اليرقات وهى التى يمكن من خلالها إنتاج سماد عضوى.

وتابعت أن المشروع يبدأ من خلال تجميع الذباب وتربيته فى أحواض خاصة به وكل 10 كيلو قمامة تحتاج كيلو ذباب بما يعادل 2000 ذبابة، مؤكدة أن المشروع صديق للبيئة ولا توجد منه أى أضرار على الصحة أو البيئة، بجانب أن التجارب التى جرت على المشروع أثبتت نجاحه وكفاءته لأبعد الحدود.

وأكدت أن الدولة المصرية تسير بخطى ثابتة تجاه الارتقاء بالبحث العلمى والمشروعات القومية وغيرها من الملفات فى العديد من المجالات.

 


مواضيع متعلقة