دراسة أميركية: الشرق الأوسط الأكثر تضررا حال تعليق اتفاق الحبوب الأوكرانية

دراسة أميركية: الشرق الأوسط الأكثر تضررا حال تعليق اتفاق الحبوب الأوكرانية
قال معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تظل عرضة للخطر حال تعليق اتفاق البحر الأسود للحبوب الذي تم توقيعه في وقت سابق بين روسيا وأوكرانيا برعاية الأمم المتحدة، لإنشاء ممر للحبوب الأوكرانية.
وأكد المعهد الأمريكي في ورقة بحثية حديثة أن «مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب» تمثّل 40% فقط من الحبوب الأوكرانية المنقولة، وتعليقها مجدداً سيؤدي إلى حدوث آثار متلاحقة في جميع أنحاء الأسواق العالمية، ما يؤدي على الأرجح إلى تفاقم أزمات الغذاء المختلفة.
أسعار العقود الآجلة للقمح
أشار المعهد إلى أن أسعار القمح ازدادت بموجب عقود الحبوب الآجلة، الأكثر تداولاً في بورصة شيكاغو، بنسبة 6% في اليوم التالي بعد انسحاب روسيا لفترة وجيزة من المبادرة.
وفي 29 أكتوبر الماضي، علّقت موسكو لفترة وجيزة مشاركتها في تنفيذ «مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب» بعد أن تعرضت السفن الحربية الروسية لهجوم في ميناء سيفاستوبول في القرم.
وأوضح المعهد أن الأزمة الروسية الأوكرانية أدت إلى محاصرة موانئ البلاد المطلة على البحر الأسود، ومنع تسليم حوالي 25 مليون طن من الحبوب وغيرها من المواد الغذائية الأساسية إلى الأسواق الدولية، ما أدى إلى حدوث أزمة غذائية عالمية.
وتوفر روسيا وأوكرانيا ثلث صادرات العالم من القمح والشعير، وخُمس صادراته من الذرة، ونصف صادراته من زيت عباد الشمس، وجزء كبير من الأسمدة.
وفي 22 يوليو، وقّعت روسيا وأوكرانيا «مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب» في إسطنبول، فيما اعتبرت الأمم المتحدة والدول الغربية المتحالفة أن ذلك يشكل جزءاً من جهد أوسع نطاقاً يهدف إلى الحد من آثار الأزمة على أسواق الغذاء العالمية.
مركز تنسيق مشترك
وأنشأت الأطراف «مركز تنسيق مشترك» في إسطنبول لتنفيذ الاتفاق وتفتيش سفن نقل الحبوب، ووعدت موسكو بفتح ثلاثة موانئ على البحر الأسود والسماح بمرور سفن الحبوب على طول الممرات البحرية المتفق عليها.
وفي المقابل، وقعت الأمم المتحدة مذكرة تفاهم منفصلة مع موسكو بشأن صادرات الحبوب والأسمدة، تنص على أن الدول الأعضاء ستعمل على إعفاء هذه السلع من العقوبات.
وفقا للمعهد فقد ساعدت المبادرة في خفض أسعار المواد الغذائية، ومنذ أوائل أغسطس، تم شحن ما يقرب من 10.1 مليون طن متري من المواد الغذائية من موانئ أوديسا وتشورنومورسك ويوجني/بيفديني، واستفادت 70% من البلدان غير الغربية من هذا الكمية، وذهب ثلثها تقريباً إلى بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مؤكدا أن كل من تركيا ومصر وليبيا وإسرائيل وتونس والجزائر وإيران حصلوا على أهم الكميات في المنطقة وفقاً لهذا الترتيب.