دراسة: تغير المناخ تسبب في انتشار آفات المحاصيل الزراعية بأفريقيا

كتب: أسماء العيسوي

دراسة: تغير المناخ تسبب في انتشار آفات المحاصيل الزراعية بأفريقيا

دراسة: تغير المناخ تسبب في انتشار آفات المحاصيل الزراعية بأفريقيا

تزامنا مع انعقاد قمة «COP27» في مدينة شرم الشيخ، وسعي قادة دول العالم والمتخصصين لإيجاد سبل لمواجهة تداعيات التغير المناخي، أظهرت دراسة حديثة وجود ترابط بين تداعيات هذا التغير وانتشار آفات المحاصيل الزراعية في قرة أفريقيا.

الاحتباس الحراري وهطول الأمطار يؤثران على محاصيل القارة

ووفقا للدراسة التي نشرها موقع «فيزكس.أورج» المتخصص في نشر أخبار العلوم والبحوث والتكنولوجيا، فإن المزارعين لاحظوا هذا الترابط بأنفسهم، حيث أن ارتفاع درجة حرارة الناتج عن الاحتباس الحراري، إضافة إلى هطول الأمطار الغزيرة، ترك تأثيراته السلبية على المحاصيل الزراعية في جميع أنحاء قارة أفريقيا.

وأوضحت الدراسة، أن تغير المناخ يتسبب في انتشار الأمراض والحشرات في الأراضي والمحاصيل الزراعية، وتنتقل بدورها إلى الإنسان والكائنات الحية الأخرى، مشيرة إلى أن هذا التهديد يصبح أخطر عندما لا يكون هناك حشرات مفيدة تحد من انتشار هذه الآفات، وتقتصر استراتيجيات المكافحة البشرية على الاستخدام غير المناسب للمبيدات الحشرية.

ونتيجة آثار تغير المناخ، يمكن لهذه الآفات أن تنتشر بنطاق واسع في بيئة جديدة، وتتسبب في حدوث أضرار جسيمة بشرية ومادية، وذلك قبل أن تتمكن السلطات الوطنية والباحثون من ابتكار وتمويل طرق لحماية المحاصيل الزراعية والحصاد وسبل العيش، بحسب الدراسة.

دودة الحشد الخريفية أبرز الآفات التي ظهرت في إفريقيا عام 2016

وكانت دودة الحشد الخريفية أبرز الآفات التي ظهرت في إفريقيا، وانتشرت في القارة بعد ظهورها في الأمريكتين في عام 2016. ومنذ ذلك الحين، أعلنت 78 دولة أن هذه اليرقة هاجمت مجموعة من المحاصيل الزراعية، بما في ذلك المواد الغذائية الأساسية مثل الذرة، وتسببت في خسائر مادية تقدر بنحو 9.4 مليار دولار سنويا، وفقا للدراسة.

وأوضحت الدراسة أن المزارعين الأفارقة يكافحون للسيطرة على حشرة تثقب الأجزاء الخشبية من النباتات، بعدما وصلت إلى أفريقيا فى سبعينيات القرن الماضي، ويمكنها أن تدمر 40% من محصول الذرة المخزون خلال أربعة أشهر فقط. وتشكل تهديدا أكبر في دولة بنين، التي تقع في غرب إفريقيا، حيث يمكنها اتلاف 50% من نبات «الكسافة» الشبيه بالذرة خلال ثلاثة أشهر فقط.

ووفقا للدراسة، من المتوقع أن تستمر هذه الحشرة في الانتشار بسبب تداعيات تغير المناخ، حيث أن الدول الإفريقية تحتاج إلى المزيد من الدعم والمساعدة والبحث في استراتيجيات المكافحة المختلفة، بما في ذلك استخدام الأعداء الطبيعيين «مثل حشرات أو طيور أخرى تأكل هذه الحشرة»، والمقاومة المتنوعة، والمبيدات الحيوية.

مكافحة الآفات بأساليب بيولوجية مبتكرة

وأظهرت الدراسة أن التفاعل بين النباتات والحشرات وعلم الوراثة، يهدف إلى المساهمة في زراعة أكثر إنتاجية، تحافظ على البيئة وصحة الإنسان، وذلك من خلال مكافحة الآفات الحشرية بأساليب بيولوجية مبتكرة، حيث ثبت أن أنواعا من الحشرات والفطريات تأكل بعض آفات المحاصيل، وهذه عوامل محتملة للتحكم البيولوجي في الحشرة التي تثقب الأجزاء الخشبية من النباتات.

تحسين مكافحة الآفات والمزارعات الأفريقيات

وفي سياق متصل، أشارت الدراسة إلى أن تحسين مكافحة الآفات الحشرية لها أهمية خاصة بالنسبة للمزارعات، ففي بنين، على سبيل المثال، تنتج النساء هناك حوالي 70% من المحاصيل الزراعية، ومع ذلك، فإن معدلات الأمية المرتفعة تعني أن الكثيرين لا يستطيعون قراءة ملصقات مبيدات الآفات الصناعية، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى إساءة استخدام أو الإفراط في استخدام منتجات حماية المحاصيل الكيميائية، ما يشكل خطرا على صحة المزارعين الذين يستخدمون المنتج وخطر التلوث البيئي.

وعلاوة على ذلك ، يمكن أن يؤدي الاستخدام غير المناسب والمكثف للمبيدات الحشرية الصناعية إلى تطوير مقاومة المبيدات الحشرية وانتشار الحشرات المقاومة، وفقا للدراسة.


مواضيع متعلقة