البائع: «اللى عنده كلسون أحسن من اللى عنده آى فون»

البائع: «اللى عنده كلسون أحسن من اللى عنده آى فون»
البرد الشديد وحده هو الذى نجح فى أن يوحد المصريين، نجح فى أن يجعل صاحب السيارة الفارهة والبذلة الأنيقة يقف جنباً إلى جنب مع صاحب العربة الكارو والجلباب الصعيدى، أمام «فرش» عبدالفتاح يوسف بائع «الكلسونات» -جمع كلسون- فى سوق الثلاثاء الشهير بمدينة الأقصر. موجة الصقيع التى ضربت البلاد بشدة خلال الأيام القليلة الماضية خلقت نوعاً من الإقبال غير المسبوق على شراء «الكلسون» الذى يعتبر الحل الوحيد لمواجهة الجو البارد الذى لم يعتد عليه أبناء محافظات الصعيد.
«عبدالفتاح»، الرجل الأربعينى، لم يكتفِ ببيع ما تبقى من «كلسونات» الشتاء الماضى بل سافر خصيصاً يوم الجمعة الماضى لشراء عدد كبير منها مختلفة الألوان والأحجام لكى يواجه الإقبال الشديد على شراء «الكلسون». يقول «عبدالفتاح»: كل موسم له بضاعة معينة أقوم ببيعها فى الصيف أبيع «التقشيطة» و«الصديرى»، وهى ملابس صعيدية لا يرتديها سوى المزارعين والعمد وأبناء القرى والنجوع ولكن فى فترة الشتاء يقبل كل أفراد المجتمع على شراء «الكلسون» خاصة إذا اشتد فصل الشتاء. وأكد «عبدالفتاح»: «زبائنى من شرائح مختلفة، منهم ضابط الشرطة الذى يقف للشراء من على الفرش، بجوار الموظف البسيط والمزارع والسائق»، قالها ضاحكاً: «اللى عنده كلسون أحسن من اللى عنده آى فون، والكلسون يرفع شعار العدالة الاجتماعية وبيوحد الناس كلها»، ويضيف: «خلال الأعوام الماضية طوّر أصحاب المصانع الكلسون فصنعوا كلسونات صغيرة للأطفال شكلها جميل وجذاب وبألوان مختلفة». وعن سعر الكلسون، يؤكد «عبدالفتاح»: «سعره فى متناول الجميع وأسعاره تتراوح ما بين 20 جنيهاً و50 جنيهاً» مشيراً إلى أن «الكلسون» مصنّع بطريقة خاصة يلتصق بالجسم ويدفئه خاصة عندما يكون مصنوعاً من الأقطان الجيدة التى لم تعد متوافرة الآن.