الرئيس السيسي: مستقبل الطاقة في استثمارات الهيدروجين الأخضر

الرئيس السيسي: مستقبل الطاقة في استثمارات الهيدروجين الأخضر
وجّه الرئيس عبدالفتاح السيسى الشكر للمستشار الألمانى، خلال جلسة مستقبل الطاقة فى قمة المناخ، قائلاً: «أود فى البداية أن أشكركم على وجودكم فى هذا الاجتماع المهم، الذى يتناول إحدى أهم القضايا فى إطار مواجهة تغيّر المناخ، بل ربما أهمها على الإطلاق، وهى الاستثمار فى مستقبل الطاقة، وبالتحديد فى الهيدروجين الأخضر، ولعلكم تتفقون معى أن مصطلح الهيدروجين الأخضر ربما بات الأكثر شيوعاً واستخداماً، خلال السنوات القليلة الماضية، فى سياق الحديث عن التحول نحو الطاقة المتجدّدة وتقليص الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية».
تحدي تمويل إمدادات الطاقة
وأضاف «السيسى»، خلال كلمته فى فعاليات قمة المناخ، أن أزمة الطاقة التى يمر بها العالم فى الوقت الراهن فرضت علينا جميعاً تحدياً حقيقياً فى تمويل إمدادات الطاقة التى تحتاجها دولنا دون الإخلال بواجباتنا تجاه مواجهة أزمة المناخ العالمية، أو التراجع عن الأهداف التى توافقنا عليها والسياسات الوطنية التى نسهم من خلالها فى هذا الجهد، وهنا يأتى الهيدروجين الأخضر كأحد أبرز الحلول على صعيد التوجّه نحو الاقتصاد الأخضر خلال السنوات القادمة، بما يمثله من فرصة حقيقية للتنمية الاقتصادية المتوافقة مع جهود مواجهة تغيّر المناخ ومع أهداف اتفاق باريس.
وأعلن الرئيس السيسى إطلاق المرحلة الأولى لمشروع إنشاء محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر بقدرة 100 ميجاوات بالعين السخنة، وتابع: «أقوم اليوم بإطلاق المرحلة الأولى لمشروع إنشاء محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر بقدرة 100 ميجاوات، وهو يُعد نموذجاً عملياً للشراكة الاستثمارية المحفّزة للتنمية الاقتصادية المستدامة التى ترتكز على دور القطاع الخاص الوطنى والأجنبى بجانب دور الحكومات، للعمل يداً بيد بهذا القطاع المثمر».
صراحة ومكاشفة
وقال الرئيس إنّ الصراحة والمكاشفة هما السبيلان الوحيدان نحو المضى قُدماً بشكل متسق نحو الأهداف المشتركة فى ما يتعلق بمواجهة التغيّرات المناخية، وواصل: «اسمحوا أن ننقل لكم بعض ما يثير قلقنا فى مصر وفى غيرها من الدول النامية الصديقة، أولاً، على الرغم من الفرص التى يتيحها قطاع الهيدروجين والجارى ترجمتها بالفعل إلى مشروعات فى الكثير من الدول، ووفقاً للوكالة الدولية للطاقة، فإن نصيب الدول النامية من هذه المشروعات المقترحة لم يتجاوز المشروعين من ضمن 680 مشروعاً مقترحاً من مجال الهيدروجين الأخضر على مستوى العالم».
وتابع: «يظهر جلياً أن الدول النامية تظل أقل قدرة على الاستفادة من الفرص التى يمثلها نمو الهيدروجين الأخضر بخُطى متسارعة، وذلك لضعف قدراتها التكنولوجية فى هذا المجال الجديد.
وقال: «ثانياً، حتى فى الحالات القليلة التى تستطيع فيها الدول النامية أن تخطو خطوات ثابتة فى هذا المجال، كمصر على سبيل المثال، يلزمها مواجهة التحدى الناجم عن توجه بعض الدول لدعم الهيدروجين الأخضر على نحو يخفّض إنتاجها، وهو الأمر الذى يتسبّب فى إحداث الخلل بالسوق العالمية للهيدروجين.
سياسات وطنية للهيدروجين الأخضر
وأضاف الرئيس أن اليوم ستُتاح فرصة للتعرّف على جميع جوانب هذا المشروع والشركات المنفّذة له، والتى تشارك بهذا الحوار، موضحاً أن الكثير من الدول بدأت بالفعل فى اتخاذ خطوات جادة بهذا الاتجاه، سواء من خلال سياسات وطنية للهيدروجين، أو من خلال وضع أهداف زمنية طموحة للانتقال التدريجى للهيدروجين الأخضر كمصدر رئيسى للطاقة، إما من خلال الإنتاج المحلى أو الاستيراد من الخارج أو كليهما.
وتابع أن مصر كانت من الدول الأولى التى أدركت مبكراً الفرص المتاحة بهذا المجال، استناداً إلى إمكانياتها الهائلة فى إنتاج الطاقة النظيفة، التى ستُمكنها من التحول إلى مركز عالمى لإنتاج الهيدروجين الأخضر على المديين المتوسط والبعيد.
المنتدى العالمي للهيدروجين المتجدّد
وأكد أن ما يدعوه إلى طرح هذه الشواغل هو ثقته فى أن حوارنا اليوم لا بد أن يخرج بخطوات تنفيذية واضحة نتوافق عليها جميعاً تصل إلى آليات وحلول ناجعة تدفعنا نحو تحقيق أهدافنا المشتركة فى تحول الطاقة.
وأعلن «السيسى» عن مبادرة جديدة عملت عليها مصر وبلجيكا خلال الأشهر الماضية، بالتنسيق مع الشركاء، متابعاً: «يسعدنى اليوم وبالشراكة مع رئيس وزراء بلجيكا أن نُعلن إطلاق مبادرة المنتدى العالمى للهيدروجين المتجدّد التى تهدف إلى إنشاء منصة دائمة للحوار بين الدول المنتجة والمستهلكة للهيدروجين، ومع القطاع الخاص والمنظمات ومؤسسات التمويل العاملة فى هذا المجال».
وأضاف «السيسى» فى جلسة بعنوان «مستقبل الطاقة خلال فعاليات مؤتمر المناخ COP27»: «نستهدف تنسيق السياسات والإجراءات وخلق ممرات للتجارة والاستثمار فى الهيدروجين، بما يسهم فى الإسراع بوتيرة الانتقال العادل الذى نصبو إليه جميعاً».