خبير اقتصادي: مؤتمر المناخ سيكون سببا في تنحية الخلافات بين الدول «حوار»

خبير اقتصادي: مؤتمر المناخ سيكون سببا في تنحية الخلافات بين الدول «حوار»
قال الدكتور محمد البنا أستاذ الاقتصاد بجامعة المنوفية، إنّ أنظار العالم اليوم تتجه إلى شرم الشيخ مع انطلاق مؤتمر COP27، إذ ينتظر الجميع كيف ستتمكن الدول من تنحية خلافاتها وتحدياتها؛ للتحرك نحو تنفيذ تعهداتها خلال مؤتمر العام السابق COP26، الذي استضافته جلاسكو، وإلى نص الحوار..
- ما الذي يهدف إليه قمة المناخ COP27؟
يهدف مؤتمر COP27 إلى تحويل التعهدات المتعلقة بالمناخ إلى أفعال حقيقية على أرض الواقع، رغم التوترات الجيوسياسية التي يمكن أن تعرقل تلك الجهود، وتجدر الإشارة إلى أن الأمر الأكثر أهمية هو الحصول على المزيد من رأس المال العالمي للاستثمار في الابتكارات المناخية في الأسواق الناشئة بدلا من الدول الأكثر تقدمًا، كما يجب تنحي الخلافات ووضعها على جانب للسعي؛ لتحقيق أهداف القمة والسعر لحماية وإنقاذ الكوكب من كوارث التغير المناخي.
- أشارت العديد من التقارير العالمية إلى ارتفاع تكاليف التحول للأخضر والحد من الانبعاثات، من وجهة نظرك كيف يمكن التغلب على ذلك؟
ليس من المنطقي المبالغة في الاستثمار في تقليل الانبعاثات بتكلفة باهظة للغاية في النرويج على سبيل المثال، هناك ملايين الأطنان من ثاني أكسيد الكربون يمكن القضاء عليها في الأسواق الناشئة بتكلفة أقل من مثل هذه الدول ويؤدي الي تقليل الأزمة بشكل فعال.
وفيما يخص الاستثمار في مجال التحول للاخضر وتقليل الانبعاثات فيجب انتظار كلمات المستثمرين الدوليين للشرق الأوسط ومعرفة المزيد عن الفرص التي يجلبونها للشركات الناشئة والشركات التي تدعم المعيشة المستدامة بشكل عام، والحقيقة أن المؤتمر يوفر فرصة لمستثمري المناخ العالميين الذين يحتاجون إلى فهم هذه المنطقة، وأن ينظر المستثمرون إلى ما وراء أسواقهم المتقدمة إلى بقية العالم.
- كيف ساهمت التغيرات المناخية والعمل على الحد منها في دفع الدول والمؤسسات للتكاتف؟
هذه لحظة تاريخية، حيث إنّ التغير المناخي يأتي كوسيلة لتحفيز الابتكار على مستوى العالم وتحقيق الكثير من الأهداف التنموية التي يمكن أن تحدث فقط مع تدفق رأس المال حول العالم، وكذلك تكاتف عالمي ضد هذه الأزمة التي تؤثر على الكوكب كله وستطول الجميع.
- هل تتوقع قرارات تنفيذية لمواجهة مشكلة التمويل؟
يمر العالم بظروفٍ عالمية صعبة، لكن قد يكون COP27 فرصة عظيمة للدول المختلفة؛ للعمل معا نحو هدف مشترك والدفع نحو تنفيذ أهداف اتفاقية باريس دون الالتفات لبعض الخلافات القائم.
ولدينا أمل في إحراز تقدم في تقدير القيمة المادية لحماية المناخ يمكن أن يكون نجاحا مهما للقمة والحقيقة إنّ أي تقدم عملي في تحديد القيمة النقدية الخاصة بمبادرات حماية المناخ هو مكسب، لأنه يتيح رأس المال الخاص ويحدث تأثيرا على نطاق واسع بالتكيف مع المناخ، كما نامل أن ينتج عن القمة الاعتراف بالزراعة الأفريقية باعتبارها عاملا مؤثرا محتملا في جهود احتجاز الكربون والتنوع البيولوجي، وإدخال إصلاحات في سوق الكربون كي يحل التمويل محل الإعانات المالية، حتى يجري تحفيز المزارعين على مستوى العالم للاستثمار في تجديد الأرض بدلا من تدهوره.
- ماذا عن التمويلات التي تسعى المودة لجمعها؟
في سبتمبر تم الإعلان أنه يتم التخطيط لجمع 25 مليون دولار من المستثمرين في غضون عامين من إطلاق القمة، وسيذهب نحو 50% من التمويلات المجمعة إلى مصر، بينما ستذهب البقية إلى شركات ناشئة.
ومن ناحية اخرى يمكن النظر إلى المؤتمر باعتباره فرصة لتبادل الخبرات وفهم المزيد حول ما يفعله الناس في الأسواق الأخرى، وفهم وجهات النظر العالمية المختلفة تجاه الانتقال إلى المناخ الأخضر، وتحظى قضية الخسائر والأضرار التي تحاول مصر الضغط من أجل التركيز عليها خلال المؤتمر باهتمام رواد الأعمال.
- ما النقاط التي تسعى مصر لإعطائها أهمية في القمة؟
تريد مصر إعطاء الأولوية للحديث حول تعويض الدول التي عانت من خسائر اقتصادية كبيرة على خلفية تغير المناخ وعواقبه، والحقيقة أن هذا طلب مفهوم ومستحق، لكننا لا نعتقد أنه سيتحقق كتعويض مباشر، بل قد يأتي على شكل منح لمشاريع تدعم المناخ، لا سيما من منظور إعادة توازن الكربون في الغلاف الجوي أو إعادة تأهيل الطبيعة.