شجرة «الكينيا» أهم معالم الشيخ زويد.. عمرها قرن من الزمان

شجرة «الكينيا» أهم معالم الشيخ زويد.. عمرها قرن من الزمان
تعتبر شجرة «الكينيا» التي تتوسط مدينة الشيخ زويد من المعالم المهمة للمدينة، فإن الاحتلال الإنجليزي زرعها بداية القرن الماضي، مثلها مثل العديد من الأشجار التي زرعت على طوال الطريق الدولى من فلسطين وبلاد الشام حتى قناة السويس، مرورا بمدينة بئر العبد وما بعدها، إلا أن شجرة الكينيا التي تتوسط الشيخ زويد، رفض الأهالي كل العروض التي كانت من مجلس مدينة الشيخ زويد لإزالتها، لتبقى معلما حضاريا من معالم المدينة، فقد عاصرت عدة أجيال متلاحقة.
الاحتلال كان يحتجز الشباب الثائر تحتها
يقول إبراهيم أبو سليمان، من أهالي الشيخ زويد لـ«الوطن»، إن شجرة الكينيا لها ذكريات جميلة، فقد كنا نتجمع للعمل تحتها ونحن في انتظار الذهاب للعمل كل صباح، فهي صديقة الأهالي، ويضيف أتذكر أن الاحتلال الإسرائيلي، بعد حرب 1967 كان يلقي القبض على الشباب من أهالي المدينة ويحتجزهم تحت الشجرة مكتوفي الأيدي قبل تحويلهم إلى المحاكمة في قطاع غزة بسبب ثورتهم ضد الاحتلال أعقاب الحرب، فإن الأمهات والآباء كان حينما يريدون البحث عن أبنائهم، يجدونهم محتجزين تحت الكينيا، فإنه لم يكن هناك سجن كبير يتسع لجميع الأعداد من الشباب.
قصة مؤثرة لرجل من أهالي المدينة
وعن أهم القصص المؤثرة عن شجرة الكينيا فقد تعلق بها رجل يدعى عمر أبو شقرة من أهالي الشيخ زويد، وكان يجلس تحتها بالساعات يوميا، فجاء مجلس المدينة يريد إزالتها، وكان هذا أواخر الثمانينات، فصرخ الرجل بهم قائلا لو قطعتموها سوف أموت، وسقط على الأرض مغشيا عليه، وبقي مريضا إلى أن مات بعدها بعدة أشهور حزنا، ومن بعدها أصر أهالي الشيخ زويد على عدم قطعها أو المساس بها، وبرغم أنها تقع في وسط الطريق إلا أن مجلس المدينة قام بتحويل مسار الطريق عنها لتكون في المنتصف بجانب الطريق المؤدي إلى البحر من الناحية الشمالية، والمستشفى من الناحية الشرقية، والطريق الدولي من الناحيتين الجنوبية والغربية
تحويل الطريق حتى لا يتم قطعها
تقول المهندسة رتيبة عواد لـ«الوطن»: «كنت أشغل رئيس قسم الإدارة الهندسية بمجلس مدينة الشيخ زويد، وكنا نريد إزالتها، ولكن مع إصرار الناس، ومنهم أبي قمنا بتحويل مسار الطريق لتبقى في المنتصف وتم طلاؤها بشكل جمالي وتزيينها للناظرين».
ويقول سعيد عرادة رئيس مجلس مدينة الشيخ زويد، لـ«الوطن»، إن شجرة الكينيا هي ميدان معروف، تعرف به المنطقة، مثلها مثل ميدان الشيخ زويد العام، فإن الناس يتجمعون تحتها لتناقل الأخبار، وأيضا هي سوق للباعة الجائلين وموقف آخر للسيارات بالمدينة، وأن المجلس مكلف بالحفاظ عليها ورعايتها.
أهالي المدينة يتفاءلون بشجرة الكينيا
وكان إبراهيم أبو شعيرة، عضو مجلس النواب، يقوم بعمل مؤتمراته تحتها ، وقد ذكر «أبو شعيرة» في أحد المؤتمرات الداعمة للرئيس من تحتها أنه يتفاءل هو وأهل المدينة جميعهم بها، فهي جزء من المدينة لا يتجزأ.
الكينيا شاهدة من شواهد العصر على جميع الأحداث، فقد شهد الاحتلال الإنجليزي والاحتلال الإسرائيلي، وعودة السيادة المصرية على الأرض، والانتصار الأخير على الإرهاب وحره، فإنها صامدة لم تغيرها التقلبات.