ترحيب دولي كبير بمبادرة مصر لحل أزمة روسيا وأوكرانيا.. والرئيس العراقي يعلن تأييدها

ترحيب دولي كبير بمبادرة مصر لحل أزمة روسيا وأوكرانيا.. والرئيس العراقي يعلن تأييدها
نالت دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، لإنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية، خلال كلمته فى مؤتمر المناخ، إشادات واسعة حول العالم بين الرؤساء والخبراء، دوليين ومحليين، واعتبروا أن المؤتمر كان فرصة مهمة لإيصال صوت الشعوب العربية التى تكتوى بنار الأزمة الروسية - الأوكرانية.
وأعلن عبداللطيف رشيد، الرئيس العراقى، تأييد العراق للمقترح المصرى بضرورة التدخل لوقف الأزمة الروسية ـ الأوكرانية، موجهاً الشكر للرئيس السيسى على تلك المبادرة.
وأكد محللون سياسيون عرب، لـ«الوطن»، أن الرئيس عبدالفتاح السيسى أظهر للعالم أنه يحمل على عاتقه هموم وآمال الشعوب العربية والأفريقية التى اكتوت بنار الأزمة الروسية - الأوكرانية منذ اندلاعها فى فبراير الماضى.
«العبيدي»: دعوة متوقعة نظرا لدور مصر المحوري
وقال حازم العبيدى، المحلل السياسى العراقى، فى اتصال هاتفى لـ«الوطن»، إنه من متابعى دور مصر المتنامى إقليمياً ودولياً خلال السنوات الأخيرة، ومنذ قدوم الرئيس السيسى توقع ألا تمر قمة المناخ إلا وسيعلن الرئيس السيسى عن مبادرة ما بخصوص الأزمة الروسية - الأوكرانية، لأنه ببساطة منذ قدومه رئيساً لمصر وهو يشعر بمعاناة الشعوب العربية التى اكتوت بنار الأزمات، خصوصاً خلال السنوات العشر الماضية.
وأضاف «العبيدى» أن الدول العربية والأفريقية تعانى معاناة كبيرة للغاية من جراء الأزمة الروسية - الأوكرانية، فأسعار الطاقة فى ارتفاع غير مسبوق، وارتفاعها دفع كل شىء تقريباً لارتفاع تكلفته، ما فاقم الأوضاع الاقتصادية لشعوب المنطقة، مشدداً على أن الدول العربية والأفريقية عانت جراء توقف سلاسل الإمداد العالمية، خصوصاً ما يتعلق بالقمح والشعير أو الحبوب القادمة من روسيا وأوكرانيا والتى تعتمد عليها الدول العربية بشكل كبير.
وأعرب «العبيدى» عن توقعاته بأن تكون دعوة الرئيس السيسى موضع ترحيب عربى وأفريقى، وأن تكتسب الفترة المقبلة زخماً عربياً وأفريقياً فى مختلف المحافل الدولية لإنهاء هذه الحرب التى أنهكت العرب.
وأضاف أن عودة مصر إلى مكانتها القيادية، بعد نجاحها فى تجاوز حقبة الإخوان السوداء، جعلتها قادرة على التعبير عن المواقف العربية المختلفة، وحريصة على رفع المعاناة عن الشعوب العربية والتصدى لكل الأزمات، وما تحققه مصر من إنجازات داخلية على صعيد المشروعات القومية والبنى التحتية، كل هذه الأمور جعلت «القاهرة» موضع احترام وتقدير دولى، وهذا جعلها قادرة على التحرك الدبلوماسى والتعامل مع الأزمات المختلفة.
وتابع: «الرئيس عبدالفتاح السيسى أرسى مبادئ راسخة لسياسة مصر الخارجية، وهى أنه لا تدخل فى شئون الدول العربية وغير العربية، والحفاظ على وحدة أراضى الدول وتماسكها واحترام سيادتها والعمل على وقف جميع التدخلات فى شئون الدول العربية».
«أرسلان»: على دول المنطقة العربية والأفريقية الاصطفاف خلف رئيس مصر
وقال محمد أرسلان، الإعلامى السورى، إن دعوة الرئيس السيسى لإنهاء الأزمة الروسية - الأوكرانية موضع تقدير لدى كل الشعوب العربية، ليس الشعوب العربية فقط بل كل الشعوب والدول التى تأثرت بالأزمة، وهى الحقيقة كثيرة جداً.
وأضاف «أرسلان»: «الرئيس السيسى أصبح صوتاً لكل شعوب المنطقة، وهو منذ قدومه لديه قراءة واضحة لكل أزمات المنطقة، ورغم ما واجهته مصر من صعاب فى بعض الفترات، لكنه رغم ذلك لم يغفل التحرك لحل الأزمات التى تواجهها الدول العربية».
وقال إن المنطقة العربية تواجه واحداً من أسوأ العقود فى التاريخ الحديث، فهناك أزمات متلاحقة لا تتوقف، فرأينا الاضطرابات التى حدثت، وموجة الإرهاب التى تبعتها، والتدخلات الكبيرة فى شئون المنطقة، وجائحة كورونا، وصولاً إلى الأزمة الروسية - الأوكرانية.
وأضاف: «مع كل أزمة من هذه الأزمات كانت مصر حاضرة لرفع المعاناة عن شعوبنا، لهذا لم يكن مستغرباً أن يوجّه الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، نداءً أعتبره نداءً باسم الشعوب العربية والأفريقية والشعوب المتضررة من الحرب بأن يتم إنهاء هذه الأزمة».
وتابع: «أدعو الحكومات العربية والأفريقية وحكومات كل الدول التى عانت من هذه الأزمة أن تصطف خلف الرئيس السيسى ودعوته، لأنه إذا استمرت الحرب وظللنا فى موقف المتفرجين هكذا، فلن نكسب إلا مزيداً من المعاناة».
وأثنى «أرسلان» على مواقف الرئيس السيسى القيادية سواء على الصعيد الإقليمى أو الدولى، مؤكداً أن الرئيس المصرى اختار التوقيت المناسب ليوجّه دعوته لوقف الأزمة، وهو مؤتمر المناخ بما يضم من حضور كبير من كل دول العالم، بل وفى حضور الأطراف الفاعلة تقريباً فى الأزمة الروسية - الأوكرانية، مشدداً على أن الأزمة الروسية - الأوكرانية أثرت بشكل كبير على المنطقة، خصوصاً الشعوب العربية التى تعانى من الأزمات المتواصلة خلال السنوات الماضية، حتى اندلاع الأزمة الأوكرانية وأخذها المسار العسكرى فى فبراير الماضى.