رسالة سلام من السيسي بشأن أزمة روسيا وأوكرانيا.. وخبير شؤون خارجية: مصر دورها قيادي

رسالة سلام من السيسي بشأن أزمة روسيا وأوكرانيا.. وخبير شؤون خارجية: مصر دورها قيادي
أشرقت الشمس على جنوب سيناء، ليست ككل يوم، ركزت أشعتها على شرم الشيخ، هنا مدينة السلام، أنظار العالم تتجه نحو مؤتمر عالمي، لا حدث اليوم أهم، فقط قمة الأمم المتحدة للمناخ COP27، تسيطر على اهتمام سكان العالم، هنا تناقش مصائر الشعوب، بحلول وقرارات لحماية الكون من التغيرات المناخية، لكن ثمة شيء إضافي لسلام العالم خرج من هنا، في أول أيام قادة المناخ، لأن مصر بلد الأمن والأمان فكان للرئيس عبد الفتاح السيسي رأي صائب بعيدًا عن سياق المؤتمر.
الموسيقى عزفت ترحيبًا بصعود الرئيس السيسي إلى المنصة، الحضور يستمعون في صمت، 197 قائدا ومسؤولا حول العالم جاءوا في ضيافة مصر، ينتظرون حديث رئيسها كمستضيف للمؤتمر حول المناخ وتغيراته وكيفية الحد من التدهور المناخي، لكن الرئيس فاجأهم في نهاية حديثه بالتكلم عن أمر غاية في الأهمية، يخص دول العالم أجمع، ناقشه من هنا، من أرض مصر، وهو الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها الضارة.
بشموخ القادة وعزة الكبار، وقف الرئيس أمام الجميع ينظر في أعينهم، ويحدث العالم، وتحديدا روسيا وأوكرانيا، وقال كلمة سيسجلها التاريخ، بتوجيهه نداء إلى جميع قادة العالم بضرورة التحرك سويا لوقف الأزمة الروسية الأوكرانية، وإنهاء هذه الأزمة التي تلقي بظلالها على جميع دول العالم، «أوجه نداء معكم وبكم من أجل أن تتوقف هذه الأزمة، نحن كدول اقتصادها ليس قويًا، عانت كثيرا من تبعات أزمة كورونا لمدة سنتين وتحملنا تباعاتها، والآن نعاني من هذه الأزمة».
لم يكتفِ السيسي بهذا القدر فقط من الحديث عن الحرب الروسية الأوكرانية، بل قاد مبادرة للصلح والهدنة بكلمات من ذهب، قائلًا: «أنا بنادي باسمكم واسمي إن إحنا نقول فلتتوقف هذه الحرب وهذا الخراب وهذا الدمار وهذا القتل، بالمناسبة أنا مستعد للعمل من أجل إنهاء هذه الحرب، وأعتقد أن كثيرا من القادة مستعدون لإنهاء هذه الحرب».
رسالة سلام، من هنا، من مدينة السلام شرم الشيخ، أطلقها الرئيس السيسي، راجيًا أن ينجذب إليها طرفا الصراع، الذي كلف العالم الكثير من الخسائر الاقتصادية، ولقت ترحيبًا كبيرًا من القادة الحاضرين، وتصفيقًا حارا منهم.
خبير شؤون خارجية: مبادرة الرئيس تعكس دور مصر المؤثر في العالم
الرئيس السيسي وجَّه رسالة للعالم بأن بلد الأمن والأمان هي من تدعو العالم للسلام ووقف الخراب، وفقًا لحديث السفير عزت سعد، مدير المجلس المصري للشؤون الخارجية، ومساعد وزير الخارجية السابق، قائلًا إنَّ حديث الرئيس له أهمية قصوى خاصة أنه جاء أمام زعماء العالم.
مبادرة الرئيس بوقف الحرب، ستلقى اهتماما واسعًا على الصعيد الأوروبي، وربما ينضم لصوته بعد البلدان الأخرى، من أجل القيام بأفعال من شأنها حل النزاع ووقف الحرب والخسائر الاقتصادية المستمرة، وتعكس المبادرة دور مصر القيادي وتأثيرها في العالم حولها، وفقًا لحديث «سعد» لـ«الوطن».
ولعل تصفيق القادة والرؤساء على حديث الرئيس كان موافقة ضمنية على مبادرته بوقف الحرب، حسبما يوضح مدير المجلس المصري للشؤون الخارجية، كما أن الدولتين طرفي النزاع نفسهما حاضرتان في المؤتمر بممثلين عنهما، ولربما حديث الرئيس يدخل عقولهما وقلوبهما وتصبح مبادرة مصر هي التي غرست علم السلام في العالم.