رئيس قمة COP27: الفرصة سانحة لوقف خطر التغيرات المناخية

كتب: شريف سليمان

رئيس قمة COP27: الفرصة سانحة لوقف خطر التغيرات المناخية

رئيس قمة COP27: الفرصة سانحة لوقف خطر التغيرات المناخية

قال سامح شكري، وزير الخارجية، ورئيس قمة تغير المناخ COP27 المنعقدة في شرم الشيخ، إنّ الوقت قد حان للانتقال من المفاوضات والتعهدات إلى مرحلة يحظى فيها التنفيذ بالأولوية، وحتمية التعجيل بتنفيذ ما تراضينا عليه في الاتفاقية الإطارية لتغير المناخ، وعزّزناه في اتفاق باريس وبرنامج العمل الخاص به، مع ضرورة رفع مستوى الطموح لكل الدول وفقا لقدراتها المتباينة بطبيعتها.

وأضاف شكري، خلال كلمته في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP 27: «هنا يهمني الإشادة بالدول التي قامت بتحديث مساهماتها المحددة وطنيا ومن بينها مصر، وأثق أنني أتحدث نيابة عنكم جميعا حينما أدعو سائر الدول أن تحذو نفس الحذو، لا سيما أنّ التقرير التقييمي الصادر مؤخرًا حول مجمل وضع المساهمات المحددة وطنيا كشف أن مستوى الطموح الحالي لا يرقى للوصول إلى هدف باريس».

وتابع: «تجدر الإشارة إلى أنّه من أجل التنفيذ الفعال للتعهدات والوعود فإن هذه المرحلة من مسيرة عملنا المشترك تقتضي مشاركة أوسع وأكثر فعالية لكل الأطراف المعنية من غير الدول، والتي أصبح دورها لا يقل أهمية عن دور الدول، وفي مقدمتها القطاع الخاص والبنوك ومؤسسات التمويل الدولية والمجتمع المدني ومجتمعات الشباب والسكان الأصليين وغيرها».

وأكد أنّه تأكيدًا لذلك، حرصت مصر خلال الإعداد لهذا المؤتمر على التشاور مع هذه الأطراف وإشراكهم في كل الأنشطة والفعاليات سواء فيما يتعلق بمبادرات دولة الرئاسة أو الأيام الموضوعية المختلفة على مدار المؤتمر، بل وأيضا في قمة شرم الشيخ لتنفيذ تعهدات المناخ التي تبدأ أعمالها، غدًا، على مستوى رؤساء الدول والحكومات.

وقال: «إنني إذ أبدأ اليوم مسؤوليتي كرئيس للمؤتمر، لا بد لي أن أدعوكم جميعا إلى وقفة للمصارحة حول حقيقتين لا مناص إلى إنكارهما، وهما أن جهود تغير المناخ على مدى العقود الماضية اتسمت بقدرٍ ملحوظ من الاستقطاب ما أفضى إلى إبطاء وتيرة التقدم في عملية التفاوض، كما أن الحالة الراهنة لجهود الحشد وتوفير التمويل تثير الكثير من الشواغل، إذ إنّ تعهد توفير الـ100 مليار دولار سنويًا لم يجد سبيله إلى التنفيذ بعد، كما أن أغلب ما يتوفر من تمويل بطبيعته إلى خفض الانبعاثات على حساب جهود التكيف، فضلا عن اعتماد أغلب التمويل المتاح على القروض».

وأوضح شكري: «أظن أنكم تتفقون معي على أننا لا نملك ترف الاستمرار على هذا النحو، بل يتحتم علينا تغيير مقترباتنا من التعامل مع هذا التحدي الوجودي ويتعين علينا السعي بجد وإخلاص للاستماع والتعرف على شواغل الأطراف الأخرى وتفهمها والعمل على الوصول إلى حلول توفيقية مقبولة تكفل تحقيق التقدم وتؤكد بالدليل العملي ما دأبنا على المناداة به من ضرورة ألا نترك طرفا يتخلف عن الركب».

وشدد على أنّه رغم جملة التحديات التي نواجهها، فإنّ البشرية لا تزال أمامها الفرصة لتجاوز هذه المرحلة الصعبة إذا ما توفرت الإرادة السياسية لذلك، وإذا ما استطعنا العمل سويًا بشكل متسقٍ ومتناغمٍ، وهناك الكثير من الشواهد على ذلك اليوم، فعلى سبيل المثال يشهد قطاع الطاقة المتجددة طفرة غير مسبوقفة ساهمت في انخفاض أسعارها، كما تطورت تكنولوجيا التكيف في مجالات إدارة الموارد المائية والقطاع الزراعي بشكل ملحوظ، وشهدت السنوات القليلة الماضية تزايدا ملموسا في وعي المجتمعات، لا سيما في أوساط الشباب، بخطورة تغير المناخ مع عزم أكيد على التعامل مع القضية بشكل مبتكر وفعال، والفرصة لا تزال سانحة لوقف هذا الخطر الداهم الذي يهدد معاش وحياة الملايين في مختلف بقاع الأرض.


مواضيع متعلقة