حمدي الحسيني يكتب: اليمن.. بين مطرقة الإخوان وسندان الحوثي

كتب: رنا حمدي

حمدي الحسيني يكتب: اليمن.. بين مطرقة الإخوان وسندان الحوثي

حمدي الحسيني يكتب: اليمن.. بين مطرقة الإخوان وسندان الحوثي

لليمن واليمنيين مكانة خاصة لدى أغلب المصريين بشكل عام، وكذلك عندي؛ حيث كانت أولى محطاتي الصحفية الخارجية في العام 1997، وكانت لي فيه ذكريات لا تُنسى، منذ ذلك الوقت بدأت الاهتمام بمتابعة ما يجري في اليمن السعيد، باعتباره أرض حضارة وتاريخ.

كنت محظوظًا لأني التقيت في مناسبات مختلفة، عددًا من رؤساء اليمن، بدءًا من الراحل علي عبدالله صالح وانتهاءً بـ علي ناصر محمد، مرورًا بأسرة الشهيد إبراهيم الحمدي، كما قابلت كبار المسؤولين، من وزراء وزعماء قبائل وصحفيين ومفكرين، وأحرص دائمًا على استمرار هذه العلاقة.

قبل يومين تجددت الفرصة بلقاء عددٍ من المثقفين والمسؤولين اليمنيين المقيمين بالقاهرة، وجرى بيننا نقاش لا تنقصه الصراحة، تطرقنا خلاله إلى عديد القضايا، بالطبع جلها يدور حول اليمن ومستقبله والسيناريوهات التي تنتظره في الأيام المقبلة.لم أندهش عندما أبلغوني أن عدد اليمنيين المقيمين في مصر وصل إلى نحو مليوني يمني، وأن هناك رقمًا مماثلًا لهذا العدد ينتظر الفرصة أو لم تُتح له الظروف أن يهرب من جحيم الحرب والاقتتال المستمر الذي تشهده البلاد منذ أكثر من عشر سنوات.

اتفق الحاضرون على أن مصير اليمن محاصر بين مطرقة جماعة الإخوان المسلمين وسندان جماعة الحوثي، كلاهما لا يختلف عن الآخر في الخبث والخداع والرغبة في السيطرة على مقدرات اليمن، سواء بالتحالف مع القوى الإقليمية أو الأجنبية، فكل من الطرفين لا يهمه سوى تحقيق أهدافه في الوصول إلى حكم اليمن، حتى لو تم ذلك على جثث ملايين اليمنيين.

النقاش تطرق أيضًا إلى مخططات جماعة الإخوان المسلمين، ورأى البعض أنها أكثر خطورة على مستقبل اليمن من جماعة الحوثي نفسها، يرجع ذلك إلى أن استراتيجية الجماعة تقوم على أساس التحالف مع كل من الحكومة الشرعية الممثلة في المجلس الرئاسي بزعامة رشاد العليمي، والاحتفاظ في الوقت نفسه بالتنسيق مع جماعة الحوثي الانقلابية التي تسيطر على العاصمة صنعاء.

وبمرارة شرح أحد الحاضرين استراتيجية بعيدة المدى لجماعة الإخوان، تقوم على أساس استنزاف الجانبين (الشرعية والحوثيين) والانتظار حتى تنهكهما الحروب والصراعات، في حين تظل تجمع وتدِّرب كوادرها في تركيا وغيرها من العواصم العربية والدولية انتظارًا للحظة مناسبة تقفز فيها على السلطة وتختطف حكم اليمن.ورأى البعض الآخر، أنه إذا كان الحوثي هو الخصم الظاهر على سطح الأحداث في اليمن، فإن جماعة الإخوان هو الخطر المستتر، و لا أمل في احتوائها، لأن أتباعها متغلغلون في مختلف مؤسسات الحكومة الشرعية ويعرقلون أي جهد من جانب أجهزة الأمن اليمنية لكشف وفضح مخططاتها الخبيثة، كما أن أنصارها منتشرون في العاصمة وربوع المدن اليمنية التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، استعدادًا للظهور في اللحظة الحاسمة.وفي نهاية النقاش، طرح الحاضرون سؤالًا حول مدى يقظة الأشقاء العرب لخطط الإخوان الخفية، أم أنهم سيفاجأون بأن اليمن أصبح أول بلد عربي يسقط في قبضتهم؟


مواضيع متعلقة