30 حائط صد من المحميات أمام «تغير المناخ» في مصر.. «محروسة بسيف شاطر»

30 حائط صد من المحميات أمام «تغير المناخ» في مصر.. «محروسة بسيف شاطر»
- المحميات
- محمية طبيعية
- التغيرات المناخية
- المحميات الطبيعية
- محميات رأس محمد
- المحميات
- محمية طبيعية
- التغيرات المناخية
- المحميات الطبيعية
- محميات رأس محمد
تمتلك مصر 30 محمية طبيعة تحتوى تنوعاً بيولوجياً وطبيعياً فريداً ومتميزاً، حمى مصر عبر ملايين السنين من آثار التغيرات المناخية، وكان شاهداً على تطور أنواع وانقراض أنواع أخرى عجزت عن الصمود فى وجه خطر الاحترار العالمى، وبعد ملايين السنين تستمر المحميات فى دورها فى حماية مصر، لتقف حائط صد فى وجه التغيرات المناخية، فى ظل اهتمام خاص من الدولة التى وعت أهمية الحفاظ على المحميات لضمان استدامتها، من خلال خطة استثمار وتطوير شاملة.
وقال الدكتور محمد سالم، رئيس قطاع المحميات الطبيعية، إن مصر تمتلك عدداً من المحميات التاريخية، أبرزها محميات رأس محمد، سانت كاترين، ووادى الجمال، ووادى الريان، ووادى الحيتان، مؤكداً أن هذه المحميات تأثرت بشكل أو بآخر بالتغيرات المناخية عبر ملايين السنين، وأنه إذا لم ننتبه ستعاود التغيرات المناخية هجومها وتترك أثرها من جديد ولكن بشكل أكثر ضراوة، ومن جديد ستقف المحميات كحائط صد فى مواجهة التغيرات المناخية. مشيراً إلى أن الدولة تنبهت لدور المحميات المهم فراحت تطورها وترفع كفاءتها، وضرب مثلاً بإعادة تأهيل مخرات السيول فى وادى دجلة ليستقبل السيول الناتجة عن الظواهر المتطرفة الناتجة عن التغيرات المناخية.
«رئيس المحميات»: حيتان الصحراء بالفيوم والكهوف أكبر دليل على تأثير تغير المناخ
وأضاف «سالم»، لـ«الوطن»، أن مصر مرت بتغيرات مناخية كثيرة قبل ملايين السنين، والدليل على ذلك وجود حيتان الصحراء فى الفيوم وبعض الكهوف فى الصحراء، أبرزها الكهوف المنهارة فى الصحراء البيضاء، التى تدل على أن هذه المنطقة شهدت أمطاراً كثيفة تسببت فى تكوين وتشكيل هذه الكهوف، وصواعد وهوابط الكهوف، التى تدل على أن المناخ القديم مختلف ومتغير عن المناخ الحديث نتيجة كميات الأمطار التى كانت تتساقط.
وتابع: «تحديد عمر الصواعد والهوابط جرى فى كهفين، الأول كهف الجارة الموجود ما بين أسيوط والفرافرة، والثانى كهف وادى سنور فى محافظة بنى سويف، الذى يصل عمره إلى 200 ألف سنة، حيث استمرت هذه الأمطار حتى 10 آلاف سنة فى منطقة الجلف الكبير، التى كانت بها حضارة موجودة وإنسان ما قبل التاريخ، الذى رسم حيوانات ليست موجودة وانقرضت بسبب التغيرات المناخية».
وعن تأثير التغيرات المناخية على التنوع البيولوجى، أكد رئيس قطاع المحميات الطبيعية أن هذه التغيرات سوف تؤثر على الشواطئ، وأن منطقة الدلتا هى التى ستكون الأكثر تأثراً بهذه التغيرات المناخية، وأوضح أن الحكومة وضعت خططاً لحماية الشواطئ، وتخطط لأى قرى جديدة على أن تكون بعيدة عن المناطق التى سوف تتأثر بهذه التغيرات. وأوضح أن ضمن هذه الإجراءات أيضاً تحول مصر إلى الطاقة الجديدة والمتجددة من خلال طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وهذه إجراءات تقلل من الأضرار المناخية على مصر قائلاً: «نحن بلد لا يتجاوز إجمالى انبعاثاته 0.4%. لكنه يتأُثر بتلوث الدول الصناعية».
وحول تأثير التغيرات المناخية على المحميات، أكد أنها سوف تؤثر على التنوع البيولوجى، فنحن لدينا كائنات حساسة تتأثر بالتغيرات المناخية، ومثال على ذلك أن بعض النباتات التى تنمو فى الصحراء سوف تزحف إلى أعلى الجبال بسبب ارتفاع درجة الحرارة، التى لها تأثير على التنوع البيولوجى.
«اقتصاديات التنوع البيولوجي»: 100 مليون جنيه لمعالجة وتطوير المحميات ضمن خطة كاملة
من ناحية أخرى، قال الدكتور البيلى حطب، مدير عام اقتصاديات التنوع البيولوجى بوزارة البيئة، عن تطوير المحميات الطبيعية، إن الدولة تولى اهتماماً خاصاً بتطوير المحميات والحفاظ على استدامتها للأجيال القادمة، موضحاً أن الدولة استثمرت أكثر من 100 مليون جنيه لمعالجة وتطوير المحميات الطبيعية، وطرحت خطة كاملة لتطوير المحميات والاستثمار فيها، وأضاف: «بذلنا جهوداً كبيرة جداً لتطوير محميات سيناء، والمنطقة المركزية، ودجلة، والغابة المتحجرة، ووادى الريان.. وهذا العام خطتنا أن يتم بدء أعمال التطوير فى محميات المنطقة الشمالية، ووادى الجمال».
كما لفت إلى أنه فى العام الماضى، جرى الانتهاء من محمية أشتوم الجميل ببورسعيد، فضلاً عن تطوير محمية سالوجا وغزال فى جنوب مصر لتصبح جاهزة بشكل كامل لاستقبال الزائرين، علاوة عن الانتهاء من محمية سانت كاترين بشكل كامل أيضاً، وأنه سيجرى العمل على باقى المحميات.