«خريطة السيسي» لحل الأزمة الليبية: 3 محاور سياسية واجتماعية وعسكرية
مصر قدمت جهودا كبيرة لحل الأزمة الليبية
تحدّث الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى كلمته أمام القمة العربية، الأربعاء، عن الأزمة الليبية، التى ما من مناسبة دولية إلا وتحدّث عنها وعن ضرورة التوصل إلى حل لها، ومعبّراً عن تمسّكه بضرورة إنهاء المعاناة التى يعيشها الليبيون منذ الإطاحة بنظام العقيد الليبى الراحل معمر القذافى عام 2011، وجاءت كلمته، وفق خبراء، لترسم بشكل واضح ملامح الدور المصرى تجاه ليبيا.
وقال الرئيس السيسى فى كلمته موجهاً حديثه للأشقاء العرب: «أشارككم هنا رغبتنا فى دعمكم لمساعينا الحالية فى ليبيا الشقيقة للتوصّل فى أسرع وقت إلى تسوية سياسية بقيادة وملكية ليبية خالصة دون إملاءات خارجية، وصولاً إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن»، مضيفاً: «واحترام مؤسسات الدولة وصلاحياتها بمقتضى الاتفاقات المبرمة، وتنفيذ خروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب فى مدى زمنى محدّد، وإعادة توحيد مؤسسات الدولة الليبية وحل الميليشيات، بما يحول دون تجدّد المواجهات العسكرية ويعيد للبلاد وحدتها وسيادتها واستقرارها».
«الشريف»: مصر تقدم لليبيا ما لم تقدمه أى دولة أخرى
وقال محمد فتحى الشريف، الباحث فى الشئون الليبية، إنه ليست هناك دولة قدمت لليبيا والشعب الليبى مثلما قدمت مصر، خصوصاً منذ بداية الأزمة الليبية عام 2011.
وأضاف «الشريف»، فى اتصال هاتفى لـ«الوطن»، أن كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى أمام القمة العربية بالجزائر جاءت واضحة ومؤكدة لملامح الموقف والدور المصرى تجاه الأزمة الليبية، منها ما هو سياسى، ومنها ما هو مجتمعى، ومنها ما هو عسكرى، ومنها ما هو تنموى.
أما على المسار العسكرى، فإن «السيسى» كانت لديه رؤية من محورين عملت مصر عليهما، المحور الأول: كان العمل على توحيد المؤسسات العسكرية فى ليبيا، وفى سبيل ذلك فقد استضافت القاهرة مراراً اجتماعات للعسكريين الليبيين، والتى كان الهدف منها توحيد هذه المؤسسات وكلمة هؤلاء العسكريين، لأن القاهرة مقتنعة بأنه لا يمكن أن يكون هناك حل للأزمة الليبية ما لم تكن هناك مؤسسة عسكرية موحّدة.
أما عن المحور الثانى فى المسار العسكرى، فيقول «الشريف»: «هذا كان واضحاً فى حديث الرئيس السيسى، وهو العمل على إخلاء ليبيا من الميليشيات المسلحة، وكذلك إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة الذين زادوا الطين بلة فى المشهد الليبى.
أما المسار الثالث، فكان المسار المجتمعى، وقال باحث الشئون الليبية، إن القاهرة كانت أيضاً متفطنة لأهمية المكون القبلى فى ليبيا، وهذه هى طبيعة المجتمع الليبى، ولهذا استضافت مصر وفود القبائل الليبية مراراً، لتقريب وجهات النظر بين الشرق والغرب، والمراهنة على دور المكون القبلى فى تمهيد الوضع الليبى نحو حل سياسى دائم وشامل.
وأشار إلى أن مصر لم تغفل أيضاً الجانب التنموى فى ليبيا، وسعت إلى إقامة مشروعات التعاون مع الجانب الليبى، والنقاش كذلك حول جهود مصر فى إعادة إعمار ما دمرته سنوات الصراع فى ليبيا، مشدّداً على أنه مهما كان فإن مصر والرئيس عبدالفتاح السيسى لن يتركا أبداً ليبيا حتى التوصل إلى حل دائم يليق بالشعب الليبى الشقيق، ويحفظ كرامته ويحافظ على مقدراته ضد من يريدون استغلالها، ومن هنا كانت كلمة الرئيس السيسى بالنسبة لى «روشتة» واضحة إذا كان هناك من يريد حلاً للأزمة الليبية فعليه اتباعها.
«ربيع»: الرئيس يحافظ على مقدرات الشعب الليبى ويسعى للوصول إلى حل سياسى للأزمة
وقال الدكتور عبدالهادى ربيع، الباحث فى الشأن الليبى، إن الرؤية المصرية التى عرضها الرئيس السيسى أمس فى القمة، انطلقت من الحفاظ على مقدرات الدولة الليبية، والحفاظ على أمنها القومى واستقرارها، بعيداً عن أى نوع من التدخلات الخارجية».