فأس ومنجل ومحراث.. ورشة عمرها 100 عام تحول الحديد لأدوات الفلاح

فأس ومنجل ومحراث.. ورشة عمرها 100 عام تحول الحديد لأدوات الفلاح
- كفر الشيخ
- ورشة
- حدادة
- العصر الملكي
- الحمادي المرسي
- المرحلة الإعدادية
- أدوات الفلاح
- كفر الشيخ
- ورشة
- حدادة
- العصر الملكي
- الحمادي المرسي
- المرحلة الإعدادية
- أدوات الفلاح
ورشة حدادة تخطى عمرها الـ100 عام، تتعاقب عليها الأجيال لتعلم فنون الحرفة وتصنيع أدوات الفلاح، ورثها الجد ثم الابن وحالياً يقف بداخلها الحفيد ليواصل مسيرة عائلته حتى أصبح من أشهر صانعي الأدوات الزراعية بحسب الحمادي المرسي، ابن محافظة كفر الشيخ: «بقالي 35 سنة واقف جوه الورشة لحد ما بقت جزء مني وأنا جزء منها».
يقول صاحب الـ40 عاماً، إنه بدأ تعلم فنون المهنة منذ كان ابن خمس سنوات، يقف بجوار والده يراقبه ويتابع عمله حتى أصبح من أمهر العاملين في تصنيع أدوات الفلاح من فأس ومنجل وغيرها: «كل حاجة الفلاح بيستخدمها في حرث الأرض وأعمال الزراعة بنفذها جوه الورشة، وهي تُعتبر ميراثي الوحيد عن والدي اللي كان وارثها عن جده».
«المرسي»: بقالي 35 سنة واقف جوه الورشة
يحكي أنه فتح عينيه على تلك المهنة التي أحبها وقرر تطويرها مع مرور الزمن بحسب «المرسي»: «بيتردد على الورشة كل يوم عشرات الفلاحين، اللي اتعودوا على شراء أدواتهم من هنا».
تعود رخصة الورشة لعصر الملكية بحسب صاحبها، وكانت باسم جد والده: «اتسلمت من الجد للأب للابن لحد ما وصلتني وبقالي أكتر من 35 سنة شغال فيها لأني اتربيت هنا وقضيت حياتي بين المعدات».
توقف تعليمه عند المرحلة الإعدادية، وتفرّغ بعدها لمساعدة والده في الورشة، يتفنن في صناعة الأدوات المختلفة، إذ يظل واقفاً علي قدميه بالساعات دون ملل للانتهاء من الأعمال المطلوبة منه لتخرج في أبهي صورة اعتاد عليها الزبائن: «ماتعلمتش الصنعة بالساهل، وكنت بفضل بالشهور واقف أتعلم وأتدرب لحد ما بقيت محترف فيها، وبكمّل مسيرة والدي وبأتقن الشغل زي ما علمني بالظبط، والناس كلها هنا عارفانا وبتجيلنا بالاسم».
سمعة طيبة اشتهرت بها الورشة ويعمل وارثها على استمرارها من خلال تقديم أفضل خدمة بحسب وصفه: «بشتري الخامات وبصنعها بنفسي، بصنع الفؤوس، والعواقات، والجواريف، والشقارف، وحتى المدرة والبلطة والمحراث، كل دي أدوات الفلاح عارفها، وكمان بصنع الشوايات الجاهزة، وبنستغل الطارات إللي بتقطع الرخام في تصنيع الفؤوس».
ورشة «المرسي»، مجهزة بأفضل المعدات الموجودة من عشرات السنين بجانب إضافة الأدوات الحديثة لمساعدته في تطوير مهنته: «عندي أدوات وارثها عن جدي من 120 سنة ولسه شغال بيها لحد النهاردة».
9 ساعات من العمل المتواصل يومياً
للمهنة صعوبات ومخاطر متعددة، بحسب «المرسي»، وأن أي شخص يعمل بها معرّض للإصابة إن لم ينتبه جيداً، حيث يبدأ عمله يومياً من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الساعة السادسة مساءً ولمدة 9 ساعات متواصلة: «ممكن طارة تطير في وشي أو بطني، وممكن نتحرق من النار وإحنا شغالين، لكن ربنا بيسترها معانا، الصنعة دي محتاجة صحة ودماغ شغالة».
لدى «المرسي»، ثلاث فتيات وولداً يرفض تعليمه تلك الحرفة بسبب صعوبتها وخطورتها: «الصنعة حلوة وعايشين من خيرها لكن مش عايزه يتبهدل لأني بعاني فيها وبتعب عشان أعلّمهم كويس وأمَّن مستقبلهم»، موضحاً أن الحياة تحتاج الكفاح المستمر والبحث عن فرصة لتحقيق الذات والعمل من أجل معيشة أفضل.