«التعاون الدولي»: العالم يحتاج إلى 5.7 تريليون دولار سنويا للتحول الأخضر

«التعاون الدولي»: العالم يحتاج إلى 5.7 تريليون دولار سنويا للتحول الأخضر
قالت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، إنّ العالم يحتاج إلى استثمارات سنوية تُقدر بنحو 5.7 تريليون دولار، وهو ما يتجاوز بكثير المبلغ الذي تم حشده في 2019/2020 وهو 632 مليار دولار أمريكي، ما يجعل التعهدات الدولية البالغة 100 مليار دولار هدفا يحتاج للمراجعة، ويجعل من تمويل المناخ التحدي المناخي الأكبر، لافتة إلى ضرورة التوسع في آليات التمويل المبتكرة التي تحفز العمل المناخي وتفتح باب المشاركة للقطاع الخاص.
جاء ذلك خلال مشاركة وزيرة التعاون الدولي، في الفعالية التي نظمتها مؤسسة إنرووت للتنمية، ومشروع مسار، بشأن «تمكين الجنوب.. الاقتصاد الأخضر والقدرة على التكيف مع التغيرات المناخية»، والتي عُقدت برعاية وزارة التعاون الدولي، وشارك فيها الدكتور محمود محيي الدين، رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي COP27 والمبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بتمويل أجندة 2030 للتنمية المستدامة، والدكتور زياد بهاء الدين، نائب رئيس مجلس الوزراء السابق، والسفير هان ماوريتس، سفير المملكة الهولندية لدى جمهورية مصر العربية، والسفير جريج لويس، سفير نيوزيلندا لدى جمهورية مصر العربية، وذلك بالتعاون مع سفارتي دولة هولندا ونيوزلندا بالقاهرة ومؤسسة دروسوس .
منصة للمهتمين بمجال التنمية
وتأتي الفعالية قبيل انطلاق مؤتمر المناخ (COP27) الذي تستضيفه مصر، وتستهدف خلق منصة لكل المهتمين بمجال التنمية ومناقشة القدرة على التكيف مع التغيرات المناخية وفرصة لتسليط الضوء على أصحاب المشروعات الخضراء الناشئة من جنوب صعيد مصر حيث شارك بالفاعلية 34 شركة ناشئة من صعيد مصر تعمل جميعها في مشروعات صديقة للبيئة.
تدشين منصة لتمكين الجنوب
وفي كلمتها قالت وزيرة التعاون الدولي، إنّ تدشين منصة لتمكين الجنوب، وجمع صانعي القرار وشركاء التنمية لتبادل المعرفة وإتاحة مساحة للتواصل، تزامنًا مع انعقاد مؤتمر المناخ في مصر، يعزّز من الجهود المشتركة الهادفة لتحقيق التنمية المستدامة والشاملة والتحول الأخضر، مشيدة بقصص النجاح التي تم عرضها خلال الفعالية لـ34 شركة ناشئة من خمس محافظات من صعيد مصر وهي أسيوط وقنا وسوهاج والاقصر وأسوان، حصل على تمويل وعم من المملكة الهولندية ونيوزيلندا، إضافة الى مؤسسة دروسوس، ما يعكس دور الشراكات الدولية في تحفيز جهود التنمية.
وأكدت وزيرة التعاون الدولي، الصلة الوثيقة بين الشركات الناشئة والأفكار المبتكرة في مواجهة ظاهرة التغيرات المناخية، وتعزيز النمو الشامل والمستدام من خلال ابتكار حلول لمواجهة هذه التحديات، منوهة بأنّ التغيرات المناخية تعد من أبرز التحديات التي تواجه العالم اليوم لما لها من آثار سلبية على جهود التنمية.
تحقيق التحول الأخضر
وأوضحت المشاط، أنّ تقليص الفجوة التمويلية لتحقيق التحول الأخضر، يتطلب الاعتراف بالتفاوت الشديد في مشهد تمويل المناخ، والذي يتحقق في موقف قارة أفريقيا من هذه التمويلات، فرغم مساهمتها بنسبة قليلة في الانبعاثات الضارة، إلا أنّها تعد الأكثر تضررًا منها والأقل حصولا على تمويلات مناخية، ومن هذا المنطلق تُجري وزارة التعاون الدولي حاليا مباحثات استشارية مع أكثر من 100 كيان يمثلون العديد من شركاء التنمية الثنائيين ومتعددي الأطراف، والبنوك التجارية، والقطاع الخاص، والمؤسسات الخيرية، ومراكز الفكر، والمجتمع المدني لدعم أجندة مناخية طموحة وواقعية قابلة للتنفيذ من خلال إطلاق دليل شرم الشيخ للتمويل العادل.
مشروعات التكيف المناخي
وشددت وزيرة التعاون الدولي، على ضرورة الحاجة إلى زيادة الاستثمارات في مشروعات التكيف المناخي والتي تحظى بنصيب أقل بنسبة 20% بالمقارنة بمشروعات تخفيف أثار التغير المناخي، مع أهمية تحسين الوصول إلى التمويل المناخي كما ونوعا من خلال مجموعة متنوعة من الآليات والأدوات التي تعزز التمويل العادل.
وانتقلت وزيرة التعاون الدولي، للحديث حول التطورات على الساحة المحلية، مشيرة إلى أنّه بعد اعتماد الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050 في مصر، حدّدت وزارة التعاون الدولي مع الوزارات المعنية المختلفة، المشروعات ذات الأولوية القصوى للتكيف وتخفيف أثر التغير المناخي، والتي تتماشى مع أجندة المناخ الوطنية والدولية، لتدشين المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء برنامج «نوفي»، والذي يهدف إلى تسريع أجندة المناخ الوطنية في مشروعات المياه والغذاء والطاقة، ويوفر فرصًا لحشد تمويل واستثمارات في تلك المشروعات بما يعكس الترابط والتكامل بين العمل المناخي وجهود التنمية.
وتابعت أنّه في إطار تحفيز دور الشركات الناشئة في العمل المناخي، أطلقت وزارة التعاون الدولي بالشراكة مع وزارتي البيئة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، المسابقة الدولية ClimaTech Run 2022، للشركات الناشئة ورواد الأعمال والمبتكرين والمتخصصين في الفن الرقمي من أنحاء العالم كافة، بهدف تشجيعهم على المشاركة بالأفكار والحلول المبتكرة والفن في مواجهة التغيرات المناخية وتداعياتها السلبية على جهود تحقيق التنمية، حيث تعد المُسابقة مثالا للشراكات البناءة بين الحكومة وشركاء التنمية الدوليين والقطاع الخاص وشركات التكنولوجيا الكبرى، من أجل فتح آفاق العمل المناخي للشركات الناشئة.
اشتراك 422 متسابقا في مسار رواد الأعمال
وشهدت المسابقة اشتراك 422 متسابقا في مسار رواد الأعمال والشركات الناشئة من 77 دولة على مستوى العالم، إضافة إلى 166 متسابقا في مسار الفن الرقمي من 52 دولة مختلفة، وسيتم الإعلان قريبا عن الشركات المؤهلة والتي ستعرض أفكارها في مؤتمر المناخ بشرم الشيخ.
توسيع دور الشركات الناشئة وريادة الأعمال
وأضافت أنّ وزارة التعاون الدولي، تعمل في إطار برنامج عمل الحكومة مع شركاء التنمية الدوليين على توسيع دور الشركات الناشئة وريادة الأعمال، وتحسين بيئة ريادة الأعمال والتشريعات ذات الصلة، فضلا عن تشجيع الاستثمارات المحلية والدولية في الشركات الناشئة، مشيرة إلى الإمكانيات الكبيرة المتاحة لمصر لتصبح مركزا لريادة الأعمال يربط الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث استحوذت على 24% من الاستثمارات في الشركات الناشئة بالمنطقة خلال عام 2021.