المناخ والسحابة والتمويل الأخضر قبل قمة المناخ.. كيف سيطرت مصر على السحابة السوداء؟

مجدى علام

مجدى علام

كاتب صحفي

المزارعون فى تجميع قش الأرز وبيعه بمقابل مالى مناسب، وفى هذا السياق، أشارت وزيرة البيئة المصرية ومبعوث مؤتمر المناخ، إلى تزايد إقبال المزارعين على فتح مواقع جمع قش الأرز، حيث تم تجميع ما يقرب من 1.3 مليون طن قش أرز، بنسبة 86.4٪ من الكمية الناتجة عن المساحة المنزرعة، جاء أكثرها من خلال الأهالى، فى 46 موقعاً تم دعمها بالمعدات المقدّمة من وزارة البيئة، وبشأن الحد من الحرق المكشوف للمخلفات الزراعية والبلدية، كشفت الوزيرة المصرية عن رصد 2143 نقطة حرق من خلال الأقمار الاصطناعية فى مناطق القاهرة الكبرى والدلتا ووسط الصعيد، ليجرى التوجيه الفورى لمحاور التفتيش البالغ عددها 20 محوراً إلى تلك المواقع وإخطار إدارة الحماية المدنية للتعامل الفورى مع الحرائق واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وامتدت الجهود المصرية لتشمل التفتيش على 2102 منشأة صناعية، ورصد 335 منشأة مخالفة واتخاذ الإجراءات اللازمة تجاهها، طبقاً للاشتراطات البيئية وقرارات السلطات بالغلق أثناء فترة الخريف لبعض المنشآت الملوثة للبيئة، إضافة إلى رصد 53 حالة تجاوز للحدود القصوى لانبعاثات مداخن منشآت صناعية مرتبطة بالشبكة القومية لرصد الانبعاثات الصناعية، ويتم قياسها لحظياً، وجاء الحد من عوادم السيارات ضمن جهود الحكومة المصرية، بتنفيذ 99 حملة مرورية لفحص المركبات، وتبين مخالفة 1052 مركبة للمعايير البيئية، واتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها.مواجهة ناجحة تؤكد أن ظاهرة السحابة السوداء فى مصر بدأت تندثر تماماً هذا العام، عبر مواجهة المصادر شديدة التلوث للبيئة. وعن مصادر هذا التلوث، قال «علام» إن «هناك الكثير من المصادر التى ساهمت فى حدوث ظاهرة السحابة السوداء، على رأسها حرق قش الأرز فى محافظات الوجه البحرى بمصر، وهى عدد من المحافظات التى تشتهر بزراعة الأرز مثل الشرقية والدقهلية وكفر الشيخ والغربية بصفة أساسية، إذ بلغت مساحة الأرز المنزرعة قرابة 1.1 مليون فدان، ولم تكن هناك وسيلة للتخلص الآمن من قش الأرز فى سنوات ماضية، لكن حالياً يجرى تجميعه وفرمه للاستفادة منه كأعلاف للمزارع الحيوانية أو كسماد عضوى، أو دخوله فى بعض الصناعات مثل الخشب الحبيبى بدلاً من حرقه، كما أن تجميع قش الأرز أصبح يحقق فائدة مالية للمزارع المصرى، وبالتالى أحجم عن حرقه، كما كان للأقمار الاصطناعية دور فى متابعة مناطق حرق قش الأرز ومواجهتها على الفور، وكذلك كان من مصادر التلوث وتكوين السحابة السوداء حرق مخلفات قصب السكر فى صعيد مصر، وكذلك حرق المخلفات المنزلية، فقد تم وضع الكثير من البرامج البيئية للحد من ذلك، بما فى ذلك برامج تدوير المخلفات الزراعية والاستفادة منها، والتى نجحت بشكل فعّال فى السنوات الأخيرة».ومثل برنامج «مكافحة التلوث الاصطناعى» وسيلة للحد من التلوث الناجم عن المصانع داخل الحيز العمرانى المصرى، الذى شارك فيه الكثير من المصانع الأكثر تلوثاً للبيئة، وكان من نتائج ذلك خفض انبعاثات التلوث بشكل كبير فى السنوات الخمس الأخيرة، وفق الخبير البيئى، وآخر قياسات لتلوث الهواء أشارت إلى أن مدن دلتا مصر لم يعد بها حجم تلوث غير طبيعى، بل أصبحت فى المعدلات العادية حالياً.التمويل الأخضر المختلطتسعى مصر لتوسيع نطاق التمويل الأخضر المختلط لتحفيز التحول الأخضر من خلال شراكة القطاع الخاص فى هذه المشروعات، حيث شاركت وزيرة التعاون الدولى خلال مؤتمر «توسيع نطاق التمويل المختلط لتحفيز التحول الأخضر»، حيث تدعم مصر المبادرات الأفريقية التى تحد من التأثيرات المناخية، من خلال:أولاً: الانتقال العادل للطاقة، والذى سيشمل البلدان الأفريقية ويضمن تسريع انتقال الطاقة بطريقة عادلة ومنصفة.ثانياً: حياة كريمة لأفريقيا للتصدى لآثار تغير المناخ، وهى مستمدة من مبادرة «حياة كريمة»، التى تهدف إلى تحسين حياة المجتمعات الريفية الأفريقية.ثالثاً: مبادرة الزراعة ونظم الغذاء التى تهدف إلى النظر فى الممارسات الزراعية والنظم الغذائية فى أفريقيا.رابعاً: مبادرة التنوع البيولوجى التى تهتم بحماية الحياة البحرية، والنظام البيئى القائم على حلول الطبيعة.