تعمل منذ 53 عاما لمدة 14 ساعة يوميا.. حكاية أقدم بائعة خضار في الدقي

كتب: تقى حسين

تعمل منذ 53 عاما لمدة 14 ساعة يوميا.. حكاية أقدم بائعة خضار في الدقي

تعمل منذ 53 عاما لمدة 14 ساعة يوميا.. حكاية أقدم بائعة خضار في الدقي

14 ساعة يوميا، إجمالي ساعات عمل السيدة «أم هدى» بائعة خضراوات في الدقي، والتي تركت مدينة أسوان في سن السابعة، لتتخذ من القاهرة موطنا آخر لها، برفقة أخيها. 

الفتاة ذات الضفائر الملونة والابنة المدللة، أصبحت أقدم بائعة خضار في منطقة الدقي بعد أن ظلت تعمل بها أكثر من 53 عاما.

«الحكاية بدأت لما والدي توفى، وجئت أنا ووالدتي من أسوان لزيارة أخي، وقررنا أن نقيم معه هو زوجته، وتعمل والدتي في بيع الخضار والفاكهة، لأرث منها المهنة وتظل هى مصدر دخلي الوحيد، بعد أن أصبحت بلا أقارب أو أهل» كلمات «أم هدى» صاحبة الـ63 عاما ابنة مركز ادفو.

«أم هدى» كان والدها يعمل «شيخ غفر» وهو منصب كبير في الخمسينيات، وأصر على تعليمها، إلا أن الظروف جاءت بعكس ما تشتهيه الأنفس:«عندما توفى والدي، لم يعد لدينا مصدر دخل، وقررت أمي أنني يجب أن اترك التعليم،لأنها لا تقوى على مصاريفه، وأساعدها في بيع الخضار».  

حلم الاستقرار يتبخر

حينما بلغت «أم هدى» 17 عاما، تزوجت من شاب، وأنجبت ابنتها «هدى»، وكانت حياتها في السنوات الأولى من الزوج مستقرة، لكنها انقلبت رأسا على عقب، إذ أساء زوجها معاملتها هي وابنتها، وامتنع من الإنفاق عليها، لتقرر تركه والعودة إلى القاهرة بعد 3 سنوات فقط تحمل على ذراعيها رضيعة لم تتخط العامين: «طلبت الانفصال ورفض، فقررت تربية ابنتي بمفردي من خلال بيع الخضار والفاكهة، وقد مر 40 منذ عودتي إلى القاهرة لم أخرج عن منطقة الدقي أو شوارعها لو خرجت منها أموت مثل السمكة التي تخرج من المياه».

14 ساعة عمل يوميا 

تعمل «أم هدى» يوميا من الساعة السادسة صباحا حتى الثامنة مساء أى ما يصل إلى 14 ساعة يوميا من أجل توفير مصاريفها هي وابنتها، وتحلم «أم هدى» بأي مساعدة مالية لها مع ابنتها التي على وشك أن تتزوج، إذ أصيبت بعدة أمراض مزمنة، ولم تعد قادرة على العمل كما كان الحال قديما، ومات أقاربها جميعا ولم يعد عندها أي شخص يقدم لها المساعدة: «زوجي طلقني من 6 سنوات عندما علمت أنني كبرت ولن أستطيع أن أتزوج، ونفسي أي شخص يساعدني في وظيفة أو مساعدة مالية ملائمة لسني». 

مؤخرا بعد مرض «أم هدى» اقترحت عليها ابنة أخيها أن تقدم طلب للحصول على معاش أبيها الذي توفى منذ عدة سنوات، لكي ترتاح من عملها الشاق: «أنا الوحيدة التي استحق معاش أخي الذي توفي وكان يعمل في شركة بوسط البلد، لأن كل بناته متزوجات وأبناءه الذكور تخطوا الـ21 عاما، ولكن هناك عقبات إدارية، فبدأت أفكر في البحث عن مساعدة مالية».


مواضيع متعلقة