«محمود» عشق صناعة الزجاج فأقبل عليه السياح: أصدر 70% من إنتاجي
![صناعة الزجاج في الفرن البلدي بالنفخ](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/17232516051666384331.jpg)
صناعة الزجاج في الفرن البلدي بالنفخ
نيران ملتهبة تتجاوز حرارتها الـ1300 درجة، تصهر ما في باطن الفرن الطيني من زجاج لتحوله إلى سائل منصهر، فيأخذه «عم محمود» بأسطوانته الحديدية الدقيقة، ويبدأ في تشكيله بخفة وبراعة بالنفخ فيه ليحوله إلى أشكال متعددة من الزجاج، يتسابق على شرائها الزائرون من مختلف الدول الأوروبية بعدما ذاع صيته في الكثير من الدول.
مزهريات متعددة الأشكال، أكواب مختلفة الأحجام، أباريق، برادات شاي، ونجف، قناديل، وأطباق، تلك الأشكال المتعددة والمبهجة الألوان يصنعها عم محمود بخفة وبراعة خلال ثوان معدودة، موضحًا أن أسعارها تتراوح بين 15 وحتى 50 جنيهًا حسب الحجم والشكل.
احترف صناعة الزجاج
ويروي عم محمود رشاد، في حديثه لـ«الوطن»، أنه تعلّم صناعة الزجاج بالنفخ، وبدأ العمل فيه منذ 31 عامًا بطريقته البدائية التي كان يصنع بها الفراعنة، موضحًا أنه بدأ كصبي يكسر الزجاج القديم وينظفه حتى أصبح محترفًا ثم افتتح ورشته الخاصة به.
يصدر 75% من إنتاجه
وبينما يجلس عم محمود رشاد داخل ورشته في قرية الصالحية التابعة للعياط بمحافظة الجيزة، يتصبب عرقًا أمام النيران، يكشف أنه يصدر 75% من إنتاجه إلى عدة دول أوروبية أبرزها فرنسا وهولندا واليونان، بينما يبيع باقي الإنتاج في السوق المحلي، موضحًا أن الإقبال الدولي عليه كبير نظرًا لأنهم يقدرون الصناعات اليدوية كثيرًا.
يصهر الزجاج ويشكله بالنيران
وأشار إلى أنه يأتي إلى الورشة فجر كل يوم برفقة ابنه ومساعديه ليبدأوا في صهر الزجاج وتشكيله، ثم يضعونه داخل فرن بلدي كبير مصنوع من الطين، حتى يحترق ليصبح أكثر قوة وصلابة، وفي اليوم التالي يتسلمه التاجر الذي يتولى تصديره لمختلف الدول.
يحول مخلفات الزجاج لتحف
وبيّن أنّه يقوم بتصنيع تلك التحف الفنية، من الزجاج المكسور الذي يشتريه من جامعي القمامة، فضلاً عن زجاجات المشروبات الغازية، والكريمات، وغيرها من المنتجات، لافتاً إلى أنه يقوم بفرز الزجاج كل لون بمفرده، ثم يقوموا بغسبه وتجفيفه قبل صهره داخل النيران.
حرص على تعليم ابنه الصنعة
وبيّنّ أنّه حرص على تعليم نجله محمد الذي أصبح محترفاً ليكمل مسيرته في تلك المهنة ويحافظ عليها خصوصاً أنها مربحة على الرغم من مشاقها، موضحاً أنّ أكثر ما يتعبه خلال عمله هو جلوسه أمام نيران ملتهبة درجتها 1300، فضلاً عن الاستيقاظ فجراً كل يوم.
يصنعه بطريقة الفراعنة
وأردف قائلاً أنّه يصنع الزجاج على بطريقة الفراعنة بصورة يدوية، ولكنها يستخدم الغاز الطبيعي في الحرق كي لا يضر البيئة بينما الفراعنة كانوا يستخدمون الخشب في الحرق.
يصنع الزجاج حباً فيه
وختم عم محمود حديثه قائلاً أنه يعمل في تلك المهنة حباً فيها وليس لكونها مصدر رزقه، حتى أنه أحياناً يتفنن في صناعة حيوانات وطيور، من الزجاج كالفيل والطيور وغيرها.