«وردات» 12 عاما في بيع الطعمية بالصعيد لعلاج أبنائها: «نفسي ربنا يشفيهم»

«وردات» 12 عاما في بيع الطعمية بالصعيد لعلاج أبنائها: «نفسي ربنا يشفيهم»
مع سماعها أذان الفجر، تستيقظ «وردات» لتبدأ في تحضير الطعام لأبنائها الخمس وزوجها، ثم تحضر مكونات مشروعها الخاص، فمنذ علمت إصابة اثنين من أولادها بعيوب خلقية تستلزم العلاج، وقع على عاتق الأم الأربعينية الاهتمام بهما ومحاولة توفير العلاج لهما، إذ يعمل زوجها حارسًا بإحدى العمارات ويجني مبلغًا قليلًا من المال، لتتجه إلى بيع «ساندويتشات الطعمية» في محاولة منها لتوفير مصدر دخل لأسرتها البسيطة.
«بسافر بيهم باستمرار من قنا لإسكندربة لعلاجهم».. بتلك الكلمات بدأت وردات محمود أحمد صاحبة الـ43 عامًا، والشهيرة بـ«أم عبدالله»، ابنة محافظة قنا، حديثها لـ«الوطن»، إذ تسافر بشكل مستمر في رحلة علاج لا تنتهي: «عندي ولد عنده 11 سنة وبنت 16 سنة، مولودين بعيوب خلقية في إيديهم ومش بيقدروا يحركوها خالص، ومشاكل في عينيهم ومحتاجين متابعة مستمرة».
مشروع لبيع السندوتشات
مع العلاج المكلف الذي أرهق كاحل الأسرة البسيطة، لجأت «وردات» لتأسيس مشروع يساعدها وزوجها في نفقات المنزل، وهو مشروع بيع الطعمية: «جوزي شغال غفير في عمارة ودخله قليل، وأنا عندي 5 أبناء، واحدة منهم منفصلة وعايشة معانا هي وابنها»، تبيع «أم عبدالله» ساندويتشات طعمية أمام منزلها للمارة وطلاب المدارس، إذ تجلس وأمامها طاسة بها زيت وعجينة الطعمية التي تصنعها في محاولة لتوفير نفقات العلاج، وتنهي عملها في الساعة الثانية ظهرًا، وتبدأ في القيام بأعمالها المنزلية المعتادة
12 سنة شغل
تعمل السيدة الأربعينية في بيع الطعمية منذ نحو 12 عامًا، رافعة شعار«ربنا يرزقنا بالحلال»، وتحاول سد احتياجات أسرتها بكل ما أوتيت من قوة، ولا تتمنى سوى أن يمن الله على ابنها وابنتها بالشفاء: «مش عايزة غير إن ربنا يشفي عيالي، ونفسي إن يتم إعفائي وعيالي من دفع تذاكر القطار، لأني بسافر كتير للقاهرة والجيزة، والسفر بياخد 14 ساعة رايح بس».