الناشط البيئي «علي عبده»: رحلتي إلى قمة المناخ بشرم الشيخ رسالة للشباب

الناشط البيئي «علي عبده»: رحلتي إلى قمة المناخ بشرم الشيخ رسالة للشباب
- قمة المناخ
- مؤتمر المناخ
- شرم الشيخ
- علي عبده
- الناشط البيئي
- قمة المناخ
- مؤتمر المناخ
- شرم الشيخ
- علي عبده
- الناشط البيئي
في منتصف الشهر الجاري، أطلق الناشط البيئي علي عبده، مبادرة تحت عنوان «رحلة إلى قمة المناخ»، بهدف التوعية بقضية التغيرات المناخية، وذلك من خلال الانطلاق في رحلة على دراجة كهربائية تبدأ من القاهرة وصولا إلى مدينة شرم الشيخ.
رحلة على دراجة كهربائية إلى قمة المناخ
«الوطن»، أجرت حوارا مع الناشط البيئي علي عبده، لمعرفة كواليس وتفاصيل هذه الرحلة، والصعوبات التي واجهته منذ انطلاقه حتى الآن، فإلى نص الحوار:
- في البداية من أين جاءت كالفكرة؟
مبادرة رحلة إلى قمة المناخ، أو Ride to cop27، هي رحلة على دراجة كهربائية، الهدف منها التوعية البيئية، والتصدي لقضية المناخ وآثارها السلبية، وذلك من خلال زيارة جميع محافظات مصر، وصولًا إلى مدينة شرم الشيخ، تزامنًا مع انعقاد قمة المناخ cop27، التي تستضيفها مصر في نوفمبر المقبل.
وهي المبادرة التي تأتي برعاية وزارة البيئة بالتعاون مع وزارات الشباب والرياضة والتخطيط والتنمية الاقتصادية والإنتاج الحربي، وبالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومشروع الخدمات المستدامة الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID.
- أشرح لنا تفاصيل الرحلة.. نقطة البداية ونقطة النهاية والمحطات في المنتصف؟
تمتد رحلة القمة إلى المناخ على مدار 30 يوماً بدءا من 10 أكتوبر، لنصل إلى مدينة شرم الشيخ والتي تعتبر محطتنا الأخيرة تزامنًا مع انعقاد قمة المناخ، وتشمل الرحلة المرور بعدد من المحافظات.
انطلقت من محافظة القاهرة وبدأت من مدينة أبو سمبل السياحية بمحافظة أسوان، من خلال استقلال دراجة كهربائية صديقة للبيئة، ثم توجهت إلى مدينة أسوان لاستكمل الرحلة مروراً بمحافظات الأقصر وقنا ومدينة القصير بالبحر الأحمر، وأيضا محافظات الساحل الشمالي حتى السلوم وسيوة والواحات البحرية ثم سيناء، وأخيراً مدينة شرم الشيخ، ونستهدف في النهاية قطع مسافة 12 ألف و300 كيلو متر، من أجل تسجيل رقم عالمي جديد بموسوعة جينيس لأطول رحلة بدراجة كهربائية.
- ما هو هدفك من الرحلة ومن الفئة المستهدفة من المبادرة؟
تهدف المبادرة بشكل خاص إلى توثيق تأثير التغيرات المناخية على محافظات الجمهورية خلال الرحلة، ونشر الوعي البيئي لدى الشباب، كما نروج من خلالها لاستضافة مصر قمة المناخ هذا العام.
وتعتمد الرحلة أيضًا على زيارة العديد من المدارس والجامعات، لمناقشة الشباب حول القضايا البيئية وأساليب مواجهة التغيرات المناخية، وأيضًا تشجيعهم على المشاركة الفعالة في المبادرات التي تطلقها الدولة المصرية بشأن قضية المناخ.
كما تستهدف المبادرة التنويه بأهمية رياضة المحركات وتأثيرها في القضايا البيئية، وحث المواطنين على استخدام النقل المستدام، كما أحرص خلال الرحلة على مقابلة الأشخاص الذين وقعوا ضحية التغيرات المناخية، وتجميع قصصهم وسردها خلال مؤتمر قمة المناخ.
أما بالحديث عن الفئة المستهدفة منها، فهم الشباب بشكل خاص لأنهم الفئة الأكثر تأثيرًا وتأثرًا بقضية المناخ، ولديها قدرة فائقة على مواجهة التغيرات المناخية.
ونظرًا لأن العمل المناخي يمس كل جوانب الحياة، ومن ضمنها الآثار المصرية، والتي أصبحت مهددة أيضًا بسبب التغيرات المناخية، حرصنا على أن تشمل الرحلة زيارة بعض الأماكن الأثرية ومن بينها معبد أبو سمبل في أسوان، كما سيتم تسليط الضوء على المشروعات التي نجحت في التصدي للتغيرات المناخية، عبر زيارته لعدة مناطق، منها محطة بنبان للطاقة الشمسية بمحافظة أسوان، ومحطات توليد طاقة الرياح بالبحر الأحمر، السد العالي، ومنطقة الغابة الشجرية في الأقصر.
- ما الذي قمتم به في إطار تحقيق ذلك؟
في إطار تحقيق ذلك قمنا بزيارة الغابة الشجرية، والتي تعد أكبر غابة في مصر، وتزرع على مساحة تفوق 750 فدانا شرق المحافظة، وتلك الغابة تمتص كمية ضخمة من الكربون، وتساهم اقتصاديًا حيث يتم الاستفادة منها من توفير الأخشاب، فضلًا عن بذورها التي يستخلص منها الزيوت وتستخدم في الصناعات المختلفة، لذا فإن الهدف من رحلتنا، تبسيط قضية التغيرات المناخية للمواطنين، وكيفية تأثيرها عليهم، والتأقلم معها، وكيف يمكن أن عمل سويًا لتخفيف حدة التأثير المناخي.
تفاصيل الرحلة من أبو سمبل إلى شرم الشيخ
- ما هي الصعوبات التي واجهتك أثناء التجهيز للرحلة؟
نعمل على إعداد الرحلة منذ عدة أشهر، وبالطبع هناك الكثير من التحديات التي واجهتني منذ إطلاق فكرة المبادرة في العموم، حرصت بشكل كبير طوال الفترة الماضية على الجمع بين مسؤوليتي تجاه القضية التي أؤمن بها وأعمل من أجلها، وبين مسؤوليتي تجاه أسرتي وعملي، إلا إنه في النهاية إيماني بالقضية نفسها واستغلالًا لحدث قمة المناخ الذي تستضيفه مصر هذا العام، جعلني أركز على الهدف نفسه دون الأخذ في الاعتبار بالصعوبات التي واجهتني.
- أين وصلت حتى الآن ومتى ستصل إلى نقطة النهاية؟
وصلنا حاليًا إلى منطقة القصير بالبحر الأحمر، ومنها إلى محمية وادي الجمال، ثم المحافظات الأخرى، على أن تنتهي رحلتنا عند الوصول إلى مدينة شرم الشيخ، مع انعقاد قمة المناخ cop27.
- خلال الرحلة ما هي أصعب المواقف التي واجهتها؟
الرحلة صعبة وطويلة للغاية، مررت بطرق عدة يوجد بها تجديدات وتوّسعات، ما جعل التحدي صعباً، كما إنني استقل الدراجة الكهربائية يوميًا لمدة تتراوح ما بين 21 و22 ساعة، وتحقيق عدد كيلو مترات تتراوح ما بين 400 إلى 500 كيلو متر، من أجل الوصول إلى شرم الشيخ قبل انعقاد قمة المناخ، فضلًا عن اضطرارنا للوقوف كل 150 كيلو متر لشحن الدراجة ويستغرق الأمر أربع ساعات، ثم نستكمل رحلتنا على الفور.
- أين تقيم ومتى تكون فترات الراحة الخاصة بك؟
أود أن أوضح في البداية أن هناك بعض الشروط المرتبطة بتحقيق رقم قياسي في موسوعة جينيس، ما يدفعني لأن استقل الدراجة الكهربائية لعدد ساعات أطول في اليوم، وأقصى مدة للشحن 200 كيلو متر طبقا لظروف كثيرة، فنضطر للتوقف من أجل الشحن لمدة أربع ساعات، ثم ننام أنا وفريق الدعم المكون من 3 أفراد، في الوقت الذي نشحن فيه كما إننا نقيم في بعض الفنادق التي تكون في طريق رحلتنا، ونظرًا لأن الرحلة مرتبطة بضرورة وصولنا إلى شرم الشيخ قبل انعقاد قمة المناخ، ففترات الراحة تكون قصيرة جدًا.
- كيف كانت ردود فعل أهالي المحافظات التي تزورها؟
هناك استقبال حافل من قبل المواطنين في كافة المحافظات التي زرناها طوال الرحلة، والتقطتنا بعض الصور التذكارية، كما شارك الكثير من المواطنين معنا، خاصة فئة الشباب في المبادرات التي أقيمت على هامش المبادرة، من بينها منطقة الغابة الشجرية بقرية الحبيل بمدينة البياضية في محافظة الأقصر، والتي تروى بمياه الصرف الصحي المعالج، واستقبلت فعاليات المبادرة، بالتراث الشعبي للمحافظة، وشارك فيها 100 شاب وفتاة من شباب مصر، الذين قاموا بزراعة شتلات الأشجار بالغابة الشجرية، بأسماء دول العالم، إيمانا من هذا الشباب الواعي المثقف، بأهمية قضية المناخ، وتبني قضايا حماية البيئة والحفاظ على المياه وإيجاد بدائل لمكافحة آثار التغيرات المناخية.
- أخيرا.. ما هي رسالتك؟
أؤمن ان المعرفة والوعي هم حجر الأساس في أي عملية تنمية وتطوير، لذا استهدف من خلال مبادرة رحلة إلى قمة المناخ، رفع التوعية بشأن قضية تغير المناخ التي تواجه تداعياتها جميع دول العالم وليست مصر فقط، رحلتنا تضم أكثر من 30 شريكًا، جميعهم يجتمعون على هدف واحد، وهو التخلص من الآثار السلبية للتغيرات المناخية، ولدي أمل في النهاية أن تجني المبادرة ثمارها، وتحث الشباب على المشاركة المجتمعية في هذه القضية الملٌحة، والمجهودات والتحديات الكبرى التي يمكنهم المشاركة فيها لإيجاد بدائل لمكافحة آثار التغيرات المناخية.