العاقل من يتعظ.. «عبدالمؤمن» أحد المفرج عنهم: خطاب السيسي طمأنني داخل الحبس
![عبدالمؤمن أحمد](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/15436601711666211176.jpg)
عبدالمؤمن أحمد
«الوطن يتسع لنا جميعاً.. والاختلاف فى الرأى لا يفسد للوطن قضية» جملة قالها الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى حفل إفطار الأسرة المصرية أبريل الماضى، وسمعها عبدالمؤمن أحمد عبدالعال، من داخل حبسه الاحتياطى، جعلته يدرك أن القادم خير له ولباقى المحبوسين احتياطياً على ذمة قضايا الرأى والتعبير، وهو ما حدث بالفعل بخروجه ضمن المفرج عنهم فى قوائم لجنة العفو الرئاسى.
لم يتوقع صاحب الـ48 عاماً أن تساعده الدولة أو تهتم به بعد الخروج من الحبس، كغيره من السجناء الذين لا يجدون أى دعم بعد العودة للمجتمع، إلا أن الواقع كان غير ذلك، وبعد سماعه جملة الرئيس السيسى، بدأ يشعر بالاطمئنان، ولم يخب ظنه، وقال: «خرجت لاقيت كل حاجة تمام ومتسهلة ومفيش مشاكل بتقابلنى».
كانت اللحظة الأبرز هى خروجه من باب السجن، وانتظار أسرته له فى الخارج، وأن المشهد لا يمكن وصفه، وفرحة أسرته كانت عارمة، ما جعلهم يشكرون الرئيس عبدالفتاح السيسى، وباقى المسئولين على الدعم الذى لم يتوقعوه، حيث إن الأسرة لم تتخيل أن اللجنة بهذه المصداقية.
ما زال «عبدالمؤمن» على قوة عمله كباحث فى مديرية التضامن الاجتماعى، وينتظر عودته رسمياً لوظيفته، فضلاً عن هوايته ككاتب وروائى فاز بالعديد من الجوائز الأدبية المصرية والعربية، ما يجعله مشتاقاً للعودة للعمل بتفانٍ وللكتابة، وخدمة وطنه فيهما، وبداية صفحة جديدة عنوانها الاعتكاف على تربية أبنائه ليكونوا أفراداً فعّالين فى المجتمع.
«كلنا بنحب الوطن.. وخرجت لقيت كل حاجة تمام ومتسهِّلة ومفيش مشاكل بتقابلنى»
ويرى «عبدالمؤمن» أن الدرس المستفاد من تجربته هو الابتعاد عن كل ما يُعرض للمساءلة القانونية، والالتزام بالقانون، وهو ما يضعه أولوية فى تعاليمه لأبنائه، مضيفاً: «الحبس سواء سياسى أو جنائى صعب ومؤلم جداً للنفس.. والعاقل من يتعظ، لذلك أحمد الله على الفترة السابقة، وأعتبرها بداية لأكون إنساناً جديداً، والمشاركة الصحيحة فى أى قضية تكون بالكلمة الطيبة أو الفكر البناء لا بالصدام والخلاف».
وتابع: «كلنا بنحب الوطن وحريصين على سلامته واهتمام الرئيس بالمفرج عنهم ودعمه لهم يزيد من اهتمامهم ومحبتهم للوطن، ونبذ الخلافات حول محطة يجتمع فيها الجميع دون خلاف». دعم الدولة للمفرج عنهم بدمجهم مجتمعياً بلا أى تعقيدات أو مشكلات للعودة إلى مستقبل يزيل من نفوسهم أى آثار وأضرار نفسية من فترة الحبس، ويطرد من نفوسهم أى شعور بالضجر أو الكراهية والحقد، فضلاً عن نبذ المشاعر السلبية، واستعادة الشعور بالانتماء والوطنية، وهو ما يبشر ببدء مرحلة جديدة.
كان الرئيس السيسى قد أطلق خلال حفل إفطار الأسرة المصرية، 26 أبريل الماضى، دعوته لإعادة تشكيل لجنة العفو الرئاسى وتفعيل دورها، إضافة إلى توجيهه بأهمية مد يد العون لكل من يحصل على عفو رئاسى بعد خروجه، وألا يكون مجرد إطلاق قرار العفو فقط.