خبراء عن «الرمال السوداء»: السيسي أعاد إحياء مكون تعديني مهدر منذ 90 عاما

كتب: مارينا رؤوف

خبراء عن «الرمال السوداء»: السيسي أعاد إحياء مكون تعديني مهدر منذ 90 عاما

خبراء عن «الرمال السوداء»: السيسي أعاد إحياء مكون تعديني مهدر منذ 90 عاما

بافتتاح مجمع مصانع الرمال السوداء بكفر الشيخ، أعاد الرئيس عبدالفتاح السيسى الحياة لمورد اقتصادى تعدينى مهم، ظل مهملاً طوال 90 عاماً، ويمثل إضافة قوية لإيرادات الدولة، نظراً لما تمتلكه مصر من كميات هائلة من هذه المواد التى تعد مصدراً رئيسياً للعديد من الخامات التعدينية.

ويرى خبراء ومتخصصون أن افتتاح الرئيس لـ«مجمع مصانع الرمال السوداء» بمثابة إعادة إحياء لتلك الصناعة الاستراتيجية، لتحافظ الدولة المصرية على ثروة طبيعية كبيرة من الرمال السوداء، التى كانت تهرب عبر الطريق الدولى الساحلى بالبرلس، بغرض ردم الترع والمصارف، وهو ما كان يمثل إهداراً لثروة معدنية لا تقدر بمال، علاوة على الضرر البيئى الناتج عن سوء الاستخدام.

«هيئة المواد النووية»: نمتلك 11 موقعاً على السواحل الشمالية غنية بـ8 أنواع من المعادن الثقيلة

وتكشف دراسات لهيئة المواد النووية عن امتلاك مصر ما يقارب 11 موقعاً على السواحل الشمالية تنتشر بها الرمال السوداء بتركيزات مرتفعة، بدءاً من رشيد حتى العريش، حيث يوجد موقعان للرمال السوداء بمحافظة كفر الشيخ؛ الأول شرق البرلس بملاحة منيسى، التابعة لقرية الشهابية، على مساحة 80 فداناً، والثانى بشمال الطريق الدولى غرب محطة توليد الكهرباء العملاقة بالبرلس على مساحة 35 فداناً، وهو ما جعل الدولة تفكر مؤخراً فى إنشاء مشروع ضخم لفصل وتعدين الرمال السوداء.

ووفق الدراسات، تمتلك سواحل مصر الشمالية كميات كبيرة من الرمال السوداء، والتى تشمل 8 أنواع من المعادن الثقيلة فى المناطق الممتدة بين رشيد ورفح، ويصل الاحتياطى الجيولوجى من تلك الرمال إلى نحو 1.3 مليار متر مكعب، بمتوسط تركيز للمعادن الثقيلة يقدر بنحو 3%.

وتتجه الدولة حالياً إلى الاستفادة من تلك الثروة، واستخراج تلك المعادن، وهو ما يمثل خطوة مهمة لتحويل مصر من مستورد للمعادن إلى مصدر لها، ويفتح باباً واسعاً أمام تدشين عدد من الصناعات الحديثة، لتوفر بدورها العديد من فرص العمل للشباب، وتسهم فى دفع جهود التنمية الاقتصادية.

واتخذت هيئة المواد النووية حزمة من الإجراءات والخطوات التنفيذية المتتابعة، منذ منتصف تسعينات القرن المنصرم، لتحقيق الاستفادة المرجوة من تلك الثروات، حيث تم إنشاء وتشغيل وحدة نصف صناعية بالمنطقة الساحلية بمدينة رشيد؛ لفصل وتركيز معادن الرمال السوداء المصرية من رواسب المنطقة، وساعدت هذه الوحدة على قيام الهيئة بتطوير وتدعيم تقنيات الفصل والتركيز الفيزيائى، بحثياً وتطبيقياً، ما ساعد على التحسن المستمر للمخرجات، والذى أسهم بشكل كبير فى إتمام دراسات الجدوى الفنية والاقتصادية لمشروع استغلال الرمال السوداء.

وقال الدكتور كمال الدسوقى، نائب رئيس غرفة صناعة مواد البناء باتحاد الصناعات، إن مشروع الرمال السوداء يعد من أكبر المشاريع التى تعمل عليها الدولة فى الوقت الحالى، خاصة أنها ذات أهمية كبرى، واهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسى بهذا المورد التعدينى المهم يُحسب له، باعتباره أحسن استغلال مادة ومكون مهدر منذ نحو 90 عاماً.

وأضاف أن الرمال السوداء لا تقل أهمية عن الغاز الطبيعى والبترول، فهى لديها قيمة كبيرة، وسعر تصديرها والمواد المستخرجة منها مرتفع بشكل كبير، مشيراً إلى أن هناك العديد من الصناعات القائمة على مستخرجات الرمال السوداء، وهو ما سيمثل طفرة فى الصناعات المصرية، حيث تُستخدم فى تصنيع الرقائق الإلكترونية التى تدخل فى تصنيع السيارات والهواتف المحمولة.

«عطية»: عنصر مهم فى الاقتصاد وتوطين تكنولوجيا فصل المعادن

وقال الدكتور عبدالعال عطية، نائب رئيس هيئة الثروة المعدنية الأسبق، إن الرمال السوداء ملف تختص به هيئة الطاقة النووية، حيث تضم الرمال السوداء مواد مهمة صناعياً واستراتيجياً، ويوجد بها عدد من المواد التى تدخل فى صناعة الهياكل المعدنية.

وأضاف أن الرمال السوداء بها عدد من المواد التى تدخل فى صناعة الوقود النووى، كما أنها عنصر مهم فى الاقتصاد، وتوطين تكنولوجيا فصل المعادن فى مصر، وكذلك نشاط إنتاج السبائك المعدنية، مشيراً إلى أن الدولة راعت بشكل كبير البعد البيئى فى إنشاء المشروع، كما أنه يوفر العديد من فرص العمل، ويعد بمثابة امتداد للعمار فى مناطق جديدة.


مواضيع متعلقة