باحث علاقات دولية: الولايات المتحدة والغرب مستعدون للدفاع عن تايوان

باحث علاقات دولية: الولايات المتحدة والغرب مستعدون للدفاع عن تايوان
رد المكتب الرئاسي في تايوان، أمس، على تصريحات الرئيس الصيني، مؤكدا تمتع الجزيرة بحكم ذاتي، ولن تتخلى عن سيادتها أو الحرية والديمقراطية، مؤكدا رفض فكرة الصين لإدارة تايوان وفق مبدأ «بلد واحد ونظامين».
وجاء ذلك بعد انتقاد الرئيس الصيني شي جين بينج، تدخل قوى خارجية في تايوان، خلال افتتاحه للمؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الحاكم، مقرًا بحق بلاده في استخدام القوة في ملف تايوان.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، أعلن في وقت سابق استعداد واشنطن للدفاع عن تايبيه عسكريًا إذا ما تعرضت لهجوم صيني.
ضغوط الصين
وقال مصطفى صلاح، الباحث في العلاقات الدولية، في تصريحات لـ «الوطن»، إنّ هناك حالة من الالتزام الصيني بضرورة الحفاظ على ما يعرف بالصين الموحدة، وهو ما استدعى أن يكون هناك تنوع في الأدوات والأساليب في مسار إدارة الأزمة مع الولايات المتحدة أو مع تايوان.
وأوضح قائلا: «تمارس بكين ضغوطا اقتصادية ودبلوماسية وعسكرية متزايدة على تايبيه وخاصة في منطقة مضيق تايوان ضمن استراتيجيتها الهادفة إلى توحيد تايوان حتى لو تم استخدام القوة».
وأكد «بينغ»، في خطابه على خوض كفاح كبير ضد النزعة الانفصالية والتدخل في جزيرة تايوان، معلنًا رفض بلاده عقلية الحرب الباردة في السياسة الدولية.
وأضاف: «لقد خضنا بحزم نضالا قويا ضد النزعة الانفصالية والتدخل، وأظهرنا عزمنا القوي وقدرتنا على حماية الدولة ووحدة أراضيها ومعارض استقلال تايوان»، وهو ما قوبل بتصفيق حاد من الحاضرين، بحسب العربية نت.
تصاعد الأزمة يؤكد التزام الصين بمبدأ الصين واحدة
وتابع باحث العلاقات الدولية: «الصين عملت على تصعيد موقفها وآليات تعاملها مع الأزمة منذ زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي إلى تايوان»، وأضاف: «في تقديري أن هذا التصعيد المتبادل بين الجانبين لم يكن ليتطور للوصول إلى المواجهة العسكرية المباشرة بقدر اعتباره محاولة من جانب الصين لتأكيد الالتزام بمبدأ الصين الواحدة».
وأشار إلى أن بكين تتعامل مع تايوان وفق اعتبارات قومية، وبالتالي فإن أزمة تايوان مرتبطة دائما بتوجهات الصين، حتى وإن اختلف الرؤساء؛ لأنها ترتبط بصورة مباشرة بمفهوم الأمة الصينية.
واستكمل «صلاح»، أن هناك تصعيد من جانب الولايات المتحدة الأمريكية فيما يتعلق بتزويد تايوان بالأسلحة، كما تفعل مع أوكرانيا، وبالتالي تتصاعد في هذا الإطار إمكانية أن تقوم واشنطن والغرب بالتصدي لتطلعات الصين، خاصة وإن كانت أبعاد هذه الأزمة تتشابه بصورة كبيرة مع الأزمة الأوكرانية من حيث أسبابها ومحدداتها.
ومن جانبها قالت تساي إينج وين، رئيسة تايوان، إن المواجهة المسلحة ليست خيارا على الإطلاق، مبدية استعدادها للحوار مع بكين، وأعلنت في خطاب ألقته بمناسبة العيد الوطني تعزيز الدفاعات في بلادها، موضحة: «رفعنا ميزانية الإنفاق العسكري لتوجيه رسالة للعالم أننا نعتمد على أنفسنا في الدفاع عن بلادنا».
بداية الأزمة
وتحاول بكين الضغط على تايبيه اقتصادية ودبلوماسيا وعسكريا منذ تولى الرئيسة التايوانية الحالية تساي إنغ ون، عام 2016 التي تتبنى رؤية حزبها الديمقراطي في استقلال تايوان.
ومؤخرًا ازداد الأمر سوءً خصوصًا بعد زيارة نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي لـ«تايبيه»، أغسطس الماضي، الأمر الذي استفز الصين، التي رأت في زيارة بيلوسي تهديدًا لسياسة التجديد الكبير التي وضعها الرئيس الصيني شي جين بينج.
وردًا على زيارة «بيلوسي»، إلى تايوان أعلنت الصين مناورات عسكرية استمرت أسبوعًا، بمشاركة طائرات مقاتلة وصواريخ وسفن حربية في مياه تايوان وأجوائها، ما اعتبرته تايوان تدريبًا على عملية اجتياح.