هنا «القاهرة الإخبارية»

أحمد الخطيب

أحمد الخطيب

كاتب صحفي

1

«القاهرة الإخبارية» تنطلق

عندما أعلن «السيسى» -خلال منتدى شباب العالم 2017- عن وجود خطة جاهزة لإطلاق قناة إخبارية عالمية من مصر، كان كعادته يقتحم واحداً من المشروعات المؤجلة التى تحتاج إليها الدولة المصرية، لكن لم يسع أحد قبله إلى ترجمتها على أرض الواقع.. منذ إعلان الرئيس بدأت الترتيبات والإعدادات تتفاعل من أجل تقديم تجربة فى العمل الإخبارى التليفزيونى تليق بعظمة تاريخ الدولة المصرية فى هذا المجال، وتتناسب مع متطلبات الظرف التاريخى الذى يعيشه العالم والإقليم والدولة منذ مطلع العقد الثالث من الألفية الجديدة.

وهو العقد الذى يصح أن نصفه بـ«عقد الأحداث الجسام»، التى بدأت بجائحة كورونا، ثم العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا، والمشكلات الخطيرة المرتبطة بقضايا التغيرات المناخية، والتى أصبحت تشكل تهديداً للحياة على الكوكب، وباتت مواجهتها واجب الوقت على كل دول العالم. فى زخم هذه الأحداث والتفاعلات يتألق نجم قناة «القاهرة الإخبارية» فى سماء الفضائيات الإخبارية الدولية، بدءاً من نوفمبر المقبل.

2

«هنا القاهرة».. «روعة البدايات»

أثق ثقة كاملة فى «روعة البدايات» التى ستميز قناة «القاهرة الإخبارية»، ولدىّ أسباب عديدة لذلك؛ أولها: روعة الإعداد.. فالجهد الذى بُذل فى الإعداد لقناة «القاهرة الإخبارية»، سواء على مستوى الاختيار الدقيق لقياداتها والكوادر الإعلامية العاملة فيها، أو تجهيزها بأحدث الأجهزة التكنولوجية المتاحة فى مجال الإعلام الإخبارى، يبشر ببداية نوعية فارقة.

وثانيها: روعة الرؤية.. فالقناة تنطلق من رؤية واضحة، فنحن بصدد قناة إخبارية إقليمية تستهدف تقديم خدمة مهنية قادرة على المنافسة وتطمح إلى تسيد المشهد الإعلامى الإخبارى العربى، وثالثها: روعة الهدف.. والمتمثل فى تقديم تجربة فى العمل الإخبارى تستدعى كل خبرات الريادة التى تمتلكها مصر فى العمل الإعلامى، فالتاريخ شاهد على أن هذه الأرض كانت مهداً لأقدم وأهم تجربة إعلامية فى المنطقة وأكثرها ثراء. ورابعها: روعة التوقيت.. فالقناة تنطلق بالتزامن مع واحد من الأحداث العالمية الكبرى التى تحتضنها مصر، والمتمثل فى مؤتمر الأمم المتحدة للتغيرات المناخية «cop27».

3

قناة لها «ضرورة»

نحن نعيش فى عالم يموج بالتحولات، ونستظل بواقع مهنى ذابت فيه الحدود الفاصلة بين الأخبار والشائعات، وباتت بعض الفضائيات الإخبارية منصات للتدجيل السياسى على الجمهور، من هنا تظهر الحاجة إلى تجربة مهنية بحجم «القاهرة الإخبارية»، تجربة قادرة على تقديم صورة إخبارية حقيقية عما يحدث فى مصر من تحولات تنموية ونهضوية تشمل جميع جوانب حياة الإنسان الذى يعيش فوق أرضها، تجربة تعيد للقيم والمفاهيم المهنية للعمل الإخبارى اعتبارها من جديد، فتقدم الخبر الذى ينقل المعلومة بأمانة ودقة، وتوفر للمشاهد التحليل والتعليق الذى يضع الأحداث فى سياقها، ويبين دلالاتها، تجربة تمزج بين منصات متعددة، وتجمع ما بين أدوات الإعلام التليفزيونى المتعارف عليه، وأدوات الإعلام الإلكترونى الجديد، وعالم السوشيال ميديا، والمنصات التليفزيونية.

فالقناة تنطلق من وعى كامل بأدوات الإعلام الجديدة، وهى تريد أن تسبق غيرها من القنوات الإخبارية بخطوة، فتصل إلى شرائح غير تقليدية من الجمهور، تعكس حالة التنوع التى يتميز بها المشاهد المصرى فوق كل بقعة من أرض الوطن، والمشاهد العربى فى كل مكان داخل الإقليم وخارجه. هذا الجمهور المتعطش إلى خدمة إخبارية حقيقية تلبى احتياجاته للمعرفة والفهم وتكوين الرؤية والتصورات الأكثر نضجاً حول ما يتفاعل داخل الدولة المصرية والإقليم والعالم من أحداث.

4

صوت العرب من «القاهرة»

تعتمد قناة «القاهرة الإخبارية» على شبكة مراسلين تنتشر بشكل خاص فى جميع العواصم العربية، وبشكل عام داخل أهم العواصم العالمية، تصب جميعها فى القاهرة «عاصمة الخبر». سيعيش المشاهد الحدث وكأنه هناك، فى بغداد العراق، وفى حلب سوريا، وبيروت لبنان، ونواكشوط موريتانيا، ومقديشيو الصومال، وخليج الخير فى الرياض وجدة ودبى وأبوظبى، وفى سلطنة عمان ومنها إلى عمان الأردن، فى المغرب العربى، وفى القدس مدينة السلام.

تركيبة المراسلين، كما يشهد عليها «البرومو الترويجى» للقناة، تقول إن المشاهد سيجد نفسه أمام مائدة إخبارية متكاملة، تتنقل وراء الخبر فى كل شبر داخل الإقليم الذى نعيش فيه، لتستقر فى النهاية على صفحة نيل مصر، وتعرض كل ما يتفاعل فيها من أحداث، بطريقة مهنية حقيقية، تعكس صورة مصر الرائدة فى مجال الإعلام على مستوى المنطقة.

5

نتوقع من «القاهرة»

نتوقع من قناة «القاهرة الإخبارية» أن تقدم تجربة مهنية تعكس عمق وامتداد تجربة مصر الرائدة فى الإعلام. فمن القاهرة خرجت كل الكوادر الإعلامية التى ارتكن إليها الإعلام الإخبارى الناطق بالعربية داخل المنطقة وخارجها، وأغلب نجوم الإعلام العربى إما مصريون أو تخرجوا فى المدرسة الإعلامية المصرية.

نتوقع من إخبارية «القاهرة» أن تقدم تجربة مهنية فى الإعلام القومى الحقيقى الذى يغطى الأحداث داخل جميع محافظات مصر، كما نتوقع من شبكة مراسلى القناة فى العواصم العربية تلبية حاجة المشاهد العربى إلى إعلام يقدم الخبر والتحليل والتعليق والفكر والثقافة، وأن يمثلوا، عبر «القاهرة»، جسراً يربط ما بين العربى فى كل مكان، داخل الإقليم وخارجه.

نتوقع من «القاهرة الإخبارية» أن تقتحم بجسارة مهنية عالم المنصات الإلكترونية لتواجه الشائعة بالمعلومة، والتجهيل بالمعرفة، والتريند بالمحتوى الإعلامى الحقيقى، والسوشيال ميديا بالميديا.

نتوقع من «القاهرة الإخبارية» أن تقدم تجربتها المهنية الرائدة التى ستمثل قاطرة تشد الإعلام الإخبارى العربى لتعيد للعمل الإخبارى وجهه المشرق.