كرمها الرئيس السيسي.. حكاية الحاجة ألمظ بالفيوم: ربيت ولادي الـ10 من الزراعة

05:06 م | الجمعة 14 أكتوبر 2022

40 عاماً قضتها الحاجة ألمظ أبو السعود في استصلاح الصحراء وحوّلتها إلى واحة خضراء لتربي منها أبناءها الثمانية وطفلي زوجها بعد وفاته وتركه لهم في عشة مصنوعة من بوص الذرة، في حضن الجبل، تواجه الذئاب والكلاب المفترسة بمفردها برفقة 10 أطفال أكبرهم 11 عاما ونصف وأصغرهم لم تتجاوز الـ 30 يوماً، فأحضرت بقرة وصنعت محراث وبدأت في العمل.

أبتّ الحاجة «ألمظ» أنّ تمد يدها لأحد، وقررت أنّ تكون الأب والأم في آن واحد، فاشترت الفأس وبدأت في استصلاح الأراضي الصحراوية وزراعتها حتى أصبحت تمتلك نحو 100 فدان، تزرعها بكافة أنواع المحاصيل الزراعية فضلاً عن بعض الخضروات والفاكهة.

عاشوا في كنف الجبل

تروي الحاجة ألمظ رحلة كفاحها لـ«الوطن» قائلةً إنّها تزوّجت ابن عمها وهي لا تزال طفلة في عمر الـ 14 وانتقلوا معاً من محافظة كفر الشيخ إلى محافظة الفيوم أيام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لاستصلاح الأراضي الصحراوية وزراعة البطيخ البرلسي، فانتقلوا إلى منطقة عبارة عن صحراء جرداء وقاموا ببناء «عشة» لتأويهما وأبناءهما، وأنجبوا 8 أبناء، فضلاً عن طفلين آخرين من زوجته الثانية، حتى مرض الزوج وتوفي تاركاً زوجته في عز شبابها وهي في الـ 26 من عمرها برفقة 10 أبناء في كنف الجبل.

حملت السلاح وزرعت الأرض

وأضافت الست ألمظ، أنّها لم تجد مفراً من المسؤولية وأبت أن تهرب منها، فقامت بترخيص قطعتي سلاح ملك زوجها الراحل لتحمي نفسها وأبنائها، وقررت استصلاح الأرض الصحراوية بنفسها، تترك أبناءها في العشة بعدما يناموا، وتأخذ الأبقار لتحرث الأرض بهما بينما ترويها بيديها بواسطة «الطنبورة» أو «الترومبة» وبدأت في زراعة البطيخ البرلسي الذي اشتهرت به لمدة 15 عاماً، تستصلح الفدان تلو الآخر حتى استصلحت 95 فداناً.

وأوضحت الحاجة ألمظ، أنّها اعتبرت أبناء زوجها من ضرتها، أبناءها أيضاً وربتهم وسط أبنائها، وحرصت على تعليمهم رغم ابتعاد المدرسة عن العشة قرابة 4 كيلو، موضحةً أنّها كانت شديدة الخوف في وجود زوجها ولكن بعد وفاة زوجها منحها الله القوة ونزع من قلبها الخوف، ونزلت من الجبل إلى الأرض الصحراوية وقامت ببناء غرفتين بمساعدة الناس، ومكثت فيهم برفقة أبنائها، وواصلت العمل في استصلاح الأراضي.

تزرع مختلف المحاصيل الزراعية

وبحسب الحاجة ألمظ، فإنّها تزرع كافة المحاصيل مثل محصول البطيخ، والطماطم، والثوم، والقمح، والذرة، والبصل، ورغم تجاوزها الـ 60 عاماً إلا أنّها حريصة على الذهاب إلى الأرض الزراعية والإشراف على العمال بنفسها، ولا تتمكن من منع نفسها من تنظيف الحقل من الحشائش والعمل فيها رغم كبر أبنائها وأحفادها الذين تولوا المسؤولية بعدها.

عمّرت الصحراء وشيدت المنازل

وأشارت إلى أنّ 40 عاماً من الكفاح كان حصادها بناء عدة منازل لها ولأبنائها، فضلاً عن استصلاح نحو 95 فداناً، بالإضافة إلى بناء مسجد.

أزمة الري تؤرق منامها

وبعيون حزينة، وصوت يملأه اليأس، تشتكي الحاجة ألمظ من نقص مياه الري بعدما كانت وفيرة وتروي أرضها بالغمر، موضحةً أنّ السبب هو تعدي عدد من المواطنين المتعدين على أراضي أملاك الدولة على المياه، مما قلل وصول المياه إليهم، إلا أنّه حينما كرّمها الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2018 اشتكت له وبالفعل أصدر توجيهاته وجرى تبطين 3 كيلو متر من بحر البرنس المؤدي إلى القرية.

تحلُم بسرعة إنهاء التبطين

وطالبت الحاجة ألمظ، الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، بسرعة إنهاء تبطين الـ 8 كيلو المتبقية في بحر البرنس ضمن المبادرة حياة كريمة، فضلاً عن تبطين بحر الجفادة لتصل المياه إليهم من جديد ولا تجف أرضها وتذبل محاصيلها بعدما استصلحتها.

رسالتها في يوم المرأة الريفية

وفي ختام حديثها، هنأت الست ألمظ، المرأة المصرية بعيد المرأة الريفية العالمي، ناصحةً إياهن بالاستمرار في كفاحهن رفقة أزواجهن لتوفير مستقبل أفضل لأبنائهن، فضلاً عن تربية أبنائهن وتنشأتهن على الشجاعة والقوة والتدين، لتحصد ثمار تعبها في المستقبل، قائلة «المرأة أكثر من نصف المجتمع، لذلك يجب أن تحرص على تربية باقي المجتمع بطريقة صحيحة».